وجه مشائخ وأعيان منطقة الصبيحة بمحافظة لحججنوب اليمن نداءً إلى كافة أبناء الصبيحة العاملين في السلك الأمني والعسكري بمناطق ردفان ويافع والضالع، بالانسحاب من مواقعهم والعودة إلى قراهم ومناطقهم حفاظا على أرواحهم. وفيما يبدو أنه توتر قبلي جديد، إثر مقتل 3 جنود في ردفان، ينتمون إلى الصبيحة خلال الأيام القليلة الماضية. قال بيان صادر عن أبناء الصبيحة إن نداءهم يأتي في محاولة "لإفشال المؤامرة التي تحاك لاستهداف أبناء منطقتهم المتواجدين في ردفان، وجعلهم كبش فداء للصراعات بين أجندة قيادات ونافذين في السلطة من جهة والعناصر المسلحة التي تنصب العداء لكل من يرتدي الزي العسكري".
جاء ذلك في اجتماع حضره مشايخ ووجهاء قبائل مناطق الصبيحة كرش، عقدوه مساء أمس الثلاثاء، وشارك فيه المئات من أبناء مختلف قرى وعزل كرش الصبيحة. وكُرِّس للوقوف على حادثة مقتل ثلاثة جنود من أبناء كرش في مناطق ردفان وهم "صدام فيصل علي عماد، وفيصل عبد محمد المخدومي، وشاهر سعيد صالح".
ووجه البيان الصادر عن الاجتماع إنذاراً إلى الجنود والضباط المنتمين إلى ردفان العاملين في الصبيحة لمغادرتها حفاظاً على سلامتهم، وتخوفاً من أي تصرفات فردية من أبناء المنطقة.
وفي البيان: "بعد مناقشات مستفيضة وتحذيرات من الانجرار إلى مربع الصراعات المناطقية مع أبناء ردفان، والاتفاق على أن دم الجنود الثلاثة هو دم كل أبناء الصبيحة، وجه المجتمعون إنذاراً إلى أبناء ردفان من جنود وضباط فقط يعملون في مديريات الصبيحة بمغادرة الصبيحة حفاظا على سلامتهم من أي تصرفات خارجه عن إرادة أبناء الصبيحة ومشايخها".
كما اقر الحاضرون في اللقاء الذي حضره الشيخ العقيد سالم جازم طمبح وأولياء دم الجنود الثلاثة ضرورة الجلوس مع قيادة محافظة لحج لمناقشه ملابسات حادثة القتل، والمطالبة بالكشف عن القتلة وعن "المتواطئين من أبناء وقيادات ومشائخ ردفان". بحسب البيان.
كما تم الاتفاق على تنصيب العقيد طنبح مديراً لأمن مديرية القبيطة وكرش ابتداء من الليلة باجتماع قبلي وشعبي عام بالصبيحة. وفي حال لم يتم الاستجابة من قبل السلطة لمطالب المجتمعين، هدد الحاضرون باتخاذ موقف مناهض، وقالوا "إن كل الخيارات والاحتمالات مفتوحة".
وذيل محضر الاتفاق بتوقيعات كل المشائخ والوجهات والشخصيات الاجتماعية.
وانسحبت قيادات في الحراك الجنوبي بكرش من اللقاء، ورفضت التوقيع على المحضر، معلنة تحفظها على بعض بنود الاتفاق، ومؤكدة أنها ستصدر بياناً منفرداً عن الحادثة خلال اليومين المقبلين.
وفجر الأربعاء، قام عدد من ذوي القتلى الثلاثة بإعطاب طقم عسكري تابع لإدارة الأمن العام عن طريق إطلاق الرصاص على إطاراته، وإحراق المحرك، واقتحموا مقر إدارة الأمن، وطردوا مدير الأمن العقيد عباس مهدي الردفاني وعدداً من جنود الأمن من أبناء ردفان.
وأصبحت إدارة الأمن خاوية على عروشها، لم يبقى فيها سوى أربعة من جنود الأمن المستجدين ومدير التموين وحارس السجن.
وعلم المصدر أونلاين أن توجيهات صدرت بنقل المسجونين في إدارة أمن كرش على ذمة قضايا جنائية إلى سجن لحج مساء الأربعاء.