اختارت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) مدينة "تريم" بمحافظة حضرموت عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2010 من بين عدة مدن إسلامية تتنافس على نيل اللقب. ويأتي اختيار تريم تقديراً لدورها الدعوي في نشر الإسلام في آسيا وأفريقيا عبر العصور ولما اشتهرت به من رباطات العلم الإسلامية كرباط تريم الشهير ودار المصطفى للدراسات الإسلامية، فضلا عن تميزها بالطراز العمراني الإسلامي الفريد حيث تشتهر بوجود أطول مئذنة طينية يبلغ طولها 150 مترا وتضم أكثر من 360 مسجدا.
ويسود اعتقاد بأن الأشهر المتبقية من العام الجاري غير كافية لترميم البنية التحتية التي تضررت من آثار الفيضانات التي غمرت المدينة في أكتوبر/تشرين الأول الماضي مما قد يؤثر على جاهزيتها لاستضافة الحدث.
وبحسب رئيس فرع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في محافظة حضرموت سعيد الجريري فإن السيول التي نالت من معالم تريم الأثرية وتراثها الثقافي تجعل المهمة شاقة أمام الجهات الرسمية لترميم وصيانة هذه المعالم وتأهيلها قبل حلول العام 2010.
وكانت اللجنة الفنية المنبثقة عن اللجنة العليا لاحتفائية تريم عاصمة الثقافة الإسلامية2010م قد ناقشت في اجتماع لها برئاسة رئيس اللجنة عضو اللجنة العليا وزير الثقافة الدكتور محمد أبو بكر المفلحي التصورات و المقترحات الخاصة بفعاليات تريم عاصمة الثقافة الإسلامية 2010م.
واستعرض الإجتماع جملة من التصورات والمقترحات الخاصة ببرنامج الفعاليات بما فيها فعاليات برنامج الافتتاح ، حيث وقف الاجتماع أمام التصورات والمقترحات العامة للفعاليات والأنشطة الخاصة بالمناسبة ، و المقدمة من المؤسسات و الهيئات التابعة للوزارة بالإضافة إلى وزارة السياحة و محافظة حضرموت ومنظمات المجتمع المدني.
من جانب آخر أعتبر محافظ حضرموت سالم أحمد الخنبشي, اختيار مدينة تريم التاريخية عاصمة الثقافة الإسلامية العام المقبل فرصة لترميم معالم المدينة من قبل الدول الإسلامية نظرا لتاريخها الإسلامي العريق .
جاء تصريحه خلال ورشة عمل لتقييم مشروع البنية التحتية لمدينة شبام حضرموت التاريخية نظمتها يوم الأربعاء مؤسسة التعاون اليمني الألماني(جي . تي . زد), والذي يأتي في إطار الحفاظ على المدينة باعتبارها واحدة من مدن التراث العالمي.
يذكر أن اختيار مدينة تريم جاء تنفيذا لقرارات المؤتمر الإسلامي الرابع لوزراء الثقافة للدول الإسلامية الذي انعقد بالجزائر في العام 2004، عندما أقرت هيئة الثقافة ترشيح ثلاث مدن لتكون عاصمة للثقافة الإسلامية للعام المقبل.