أعلن الرئيس علي عبدالله صالح رفضه إدخال السياسة في أروقة الجيش والمؤسسات الأمنية بأي حال من الأحوال. وقال خلال لقاء موسع بقيادة عسكرية اليوم الأحد "جاءت السياسة ولكننا في المؤسسة العسكرية نرفضها جملة وتفصيلا لا نقبل بأي حال من الأحوال أن تسيس المؤسسة العسكرية والأمنية".
وأضاف "ستظل هذه المؤسسة صمام أمان الثورة والوحدة وحماية للشرعية الدستورية مهما واجهنا من الصعوبات والتحديات والتآمرات من قبل الحاقدين والحالمين والواهمين إلا إننا سنبقى عند حسن ظن شعبنا بنا".
وتتهم أحزاب المعارضة السلطة باستغلال الجيش لصالحها خاصة في الانتخابات، حيث تقول إنه يتم توزيعهم على دوائر انتخابية معينة لترجيح كفة مرشحين تابعين للحزب الحاكم.
وفي اللقاء الذي أقيم في مجمع الدفاع (العرضي) وحضره قادة وزارتي الدفاع والداخلية وجهازي الأمن السياسي والقومي، قال صالح إنه يجب النظر إلى المستقبل ببعد استراتيجي، لقيادة سفينة اليمن إلى شاطئ النجاة، وان قادة الجيش سيوصلونها إلى بر شاطئ الأمان لأنهم "ربابنة ماهرون يعرفون كيف يقودون ولهم تجربة ولهم باع طويل في مثل القيادة".
ودعا قيادة المؤسسة العسكرية لاجتثاث الفساد من داخل أروقة أجهزتهم، وتصحيح أوضاعهم، مؤكداً أن على أجهزة الجيش والأمن أن تكون "خالية من الشوائب"، وأن أي اختلالات فيها ستؤثر سلباً على المؤسسات الأخرى.
ودعاهم صالح لتجاهل دعوات الانفصال في جنوب اليمن، وقال: "علينا ان ننظر إلى الأمام وليس إلى الخلف إلى مخلفات الإمامة والاستعمار، فهؤلاء انتهوا وإلى غير رجعة، فهم ينعقون كالغربان ولن يحققوا شيئاً من أحلامهم الواهمة.. علينا المضي إلى الأمام والله معنا وحليفنا وناصرنا". واستدل بتأكيد الاجتماع الوزاري لمجموعة أصدقاء نيويورك بدعم وحدة اليمن وأمنه واستقراره، ودعمها لمكافحة الإرهاب.
وتحدث الرئيس عن إنجازات كبيرة تحققت خلال ال48 سنة الماضية، وأن هذه الإنجازات تعاظمت بفضل إعادة تحقيق الوحدة اليمنية، واصفاً من ينادون بانفصال الجنوب ب"الحالات المريضة والحاقدة واللئيمة".
واسترجع الرئيس صالح أحداث حصار السبعين يوماً التي فرضها أتباع الملكية على مدينة صنعاء ما بين عامي 1967 و 1968، وقال إن عدد القوات في ذلك الوقت لم يزد عن 3000 مقاتل و40 دبابة و60 مدفع، ورغم ذلك فقد "شكلوا دفاعا وسياجا منيعا على العاصمة صنعاء رغم الهجمة الشرسة والإمكانيات الهائلة وتدفق الأموال وأرغموا العدو على الرجوع على إعقابهم خائبين".
وخاطب الحاضرين قائلاً "الإخوة رفاق السلاح لتكن رؤوسكم وهاماتكم مرفوعة لأنكم تقدمون التضحيات تلو التضحيات من اجل الوطن لا من اجل المال الرخيص ولا المال المدنس من اجل ان ترتفع هامات شعبنا عالية بين الأمم وهذا ما حدث".
وقال أيضاً: "لقد تحطمت على صخرة وعيكم الثوري السبتمبري الأكتوبري كل أنواع المؤامرات التي أحيكت منذ فجر الثورة وحتى اليوم، منذ فجر ثورة ال26 من سبتمبر وال 14من أكتوبر وحتى اليوم تحطمت على صخرة وعيكم وولائكم وحبكم لهذا الوطن كل أنواع المؤامرات الخسيسة والدنيئة".
وأضاف بان: "تلك المؤامرات فشلت بفضل ذلك الوعي الكبير والصمود والشجاعة النابعة من قناعتكم بمبادئ وقيم الثورة ووهجها فصمدتم أمام كل هذه التحديات وقدمتم قوافل من الشهداء من أعز الضباط والصف والجنود وحدثت تحولات كبيرة وعظيمة على مختلف المسارات الثقافية والتعليمية، والاقتصادية، والتنمية المستدامة، وبناء مؤسسة عسكرية على أسس علمية ووطنية بعيدا عن المناطقية والقروية وحافظتم على الوحدة".
أما وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر احمد فقال إن الرعاية التي حظيت بها المؤسسة العسكرية من قبل الرئيس صالح أوصلتها "إلى هذا المستوى العظيم من البناء الجديد والمتطور"، مستعرضاً جهود الجيش لتطوير قدرات أفراده، ومنها تمارين نفذها أفراد في الجيش مع جنود في المملكة العربية السعودية تحت اسم "وفاق1"، وتمرين آخر مع جمهورية مصر العربية والأصدقاء يدعى "النجم الساطع".
وهاجم اللواء أحمد عناصر الحراك وتنظيم القاعدة والحوثيين، متوعداً بمحاربتهم. وقال: "ليعلم الارتداديون والانفصاليون والإرهابيون وبقايا الأماميين والمتعفنين في كهوف ودهاليز الظلام بان للثورة رجالها وحماتها وقادتها، هي المنتصرة أبداً وأن عناصر الإرهاب القاعدي وأصحاب المشاريع الصغيرة وعناصر التمرد والتخريب قد عرفوا حقيقة أنفسهم وسيلوذون بالفرار إلى دهاليزهم المظلمة قبل ان يحترقوا بنيران ثورة سبتمبر وأكتوبر المجيدة، وإذا ما واصلوا تطاولهم فسوف يتصدى لهم أشاوس جيشنا وأمننا الأوفياء لثورتهم ووطنهم وقائدهم سيتصدى لهم ولمروجي ثقافة الحقد والكراهية وكل من يحلم بإعادة عجلة التاريخ إلي الوراء وهي مطلقا لن تعود".
وأضاف أن الزحف السبتمبري الهادر سيستمر وسيجرف كل أوساخ وقذرات الموروث الأمامي الكهنوتي الاستعماري التشطيري المظلم إلي مزبلة التاريخ وستنتصر الثورة والوحدة والديمقراطية، لأن النصر دائما وأبدا حليف الشعوب وقضاياهم العادلة إلي ان يرث الله الأرض ومن عليها. حسب تعبيره.
حضر اللقاء الفريق عبدربه منصور هادي نائب الرئيس ورئيس مجلس النواب يحي علي الراعي ورئيس الوزراء الدكتور علي محمد مجور ورئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبدالغني وعدد من المسؤلين.