سيطرت البحرية الاسرائيلية على قارب في البحر المتوسط يوم الثلاثاء لمنع مجموعة صغيرة من النشطاء اليهود من الابحار الى غزة احتجاجا على الحصار الذي تفرضه اسرائيل على القطاع. وسلطت الاضواء على السياسات الاسرائيلية بخصوص غزة بعد أن قتلت القوات الاسرائيلية في مايو أيار تسعة نشطاء أتراك على متن سفينة في قافلة من ست سفن كانت تحاول الوصول الى القطاع. ووقع ذلك الحادث في المياه الدولية خلال الليل.
وذكر بيان عسكري يوم الثلاثاء انه جرت السيطرة دون اي حوادث على القارب ايرين الذي يرفع علم بريطانيا داخل المنطقة التي تعتبرها اسرائيل المياه الاقليمية لغزة والتي تمتد 20 ميلا بحريا. واقتيد القارب الى اسدود.
وأظهر تسجيل مصور للبحرية التقط من أعلى قاربا عسكريا يقترب من قارب الاغاثة وصعود رجال البحرية على قارب الاغاثة.
وفي وقت لاحق صور تلفزيون رويترز اليخت وهو يبحر الى ميناء أسدود تتقدمه سفينة صغيرة تابعة للبحرية الاسرائيلية.
وتضم المجموعة تسعة نشطاء من اسرائيل وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة ابحروا من قبرص في تحد للحصار الاسرائيلي لغزة ولابراز معاناة الفلسطينيين في القطاع.
وقال النشط ريئوفين موسكوفيتس قبل أن يبحر من قبرص يوم الاحد "لا توجد حدود أخلاقية لاسرائيل." وأضاف موسكوفيتس (82 عاما) وهو من الناجين من المحارق النازية أنه شارك "لانني نجوت من المذابح. حينما كنت في الجيتو كدت أموت وكنت امل أن يكون هناك بشر يظهرون بعض التعاطف ويقدمون المساعدة."
ولم تجتذب حملة ايرين الا اهتماما دوليا محدودا نسبيا وهونت اسرائيل من شأنها ووصفتها بأنها حيلة استفزازية ومضيعة للوقت والموارد.
وابدى افي بناياهو كبير المتحدثين باسم الجيش الاسرائيلي اسفه "لصرف اهتمام قوات البحرية ومقاتليها عن مهمتنا الاساسية" الى "مهمة سريالية" تتعلق باعتراض قارب محمل بالنشطاء.
واضاف "خلاصة الموضوع هي اثارة اهتمام الاعلام والاستفزاز. وهذا الامر مؤسف بشكل خاص لاننا نتحدث عن مجموعة من اليهود والمواطنين الاسرائيليين.. بل وشخص ارتدى زي ضباط قوات الدفاع الاسرائيلية."
وكان المتحدث يشير على ما يبدو الى النشط يوناتان شابيرا وهو طيار سابق في القوات الاسرائيلية وعضو الان في جماعة مقاتلين من اجل السلام.
واقنعت الادانة الدولية لحادث مايو أيار الحكومة بتخفيف القيود على ما تستورده غزة. وابقت اسرائيل على الحصار البحري فيما تقول انه محاولة لمنع تهريب الاسلحة لنشطاء حركة حماس الذين يسيطرون على غزة منذ عام 2007.
وقال النشطاء ان ايرين يحمل حمولة رمزية من الادوية وجهازا لتنقية المياه وألعابا تعليمية الى غزة.
وقال الناشط الاسرائيلي رامي الحنان قبل فترة قصيرة من السيطرة على السفينة ان المجموعة لا تعتزم المقاومة.
وأضاف الحنان الذي فقد ابنته سامدار البالغة من العمر 14 عاما في هجوم نفذه انتحاري فلسطيني عام 1997 "بكل تأكيد لا. لسنا دعاة عنف ولم يخطر ببالي قط ان الجأ لاي شكل من اشكال العنف."