بعد ساعات من استيلاء إسرائيل على سفينة المساعدات الإيرلندية "راشيل كوري" واقتيادها إلى ميناء أسدود ، اندلعت مظاهرات حاشدة في دبلن السبت للتنديد بالقرصنة الإسرائيلية ضد سفن الإغاثة الدولية . وكانت "راشيل كوري" وصلت إلى ميناء أسدود بعدما استولت عليها قوات البحرية الإسرائيلية السبت ، فيما أفادت تقارير صحفية بأنه تم الاعتداء على صحفيين كانوا على متنها فور وصولهم إلى أسدود . وتحمل السفينة الأيرلندية العديد من النشطاء الماليزيين البارزين وبينهم محامي وصحفي وطاقم تصوير يتألف من ثلاثة أفراد تابع لقناة "تي.في3" الماليزية ، ومن بين الناشطين على متن السفينة أيضا ماريد ماجوير الأيرلندية الحاصلة على جائزة نوبل ودينيس هوليداي المساعد السابق للأمين العام للأمم المتحدة. كما تحمل 1200 طن من المساعدات بينها 560 طنا من الأسمنت ومائة طن من المعدات الطبية إلى جانب ورق وأجهزة رياضية وأقلام للأطفال. وقالت ماري هيوز المتحدثة باسم منظمة "غزة الحرة" :" جميعنا على متن سفننا نقول بشكل قاطع إننا لن نذهب إلى أي ميناء إسرائيلي إلا بالقوة". ومن جهتها ، نددت المنظمة الايرلندية التي استأجرت سفينة راشيل كوري "حملة تضامن ايرلندا مع فلسطين" التي مقرها في دبلن بتغيير مسار السفينة واقتحامها وخطف ركابها. وأضافت المنظمة في بيان لها " هذا الصباح استولى الجيش الإسرائيلي بالقوة على سفينة الشحن الانسانية الايرلندية ، للمرة الثانية في أقل من أسبوع ، وهاجمت القوات الاسرائيلية سفينة المساعدة غير المسلحة وغيرت مسارها". وكانت الولاياتالمتحدة دعت سفينة المساعدات الإنسانية إلى تغيير وجهتها إلى ميناء أسدود الإسرائيلي لتجنب المواجهة مع البحرية الإسرائيلية. ومن جانبها ، اتهمت حركة حماس الإدارة الأمريكية ب"شرعنة" القرصنة الإسرائيلية لسفن كسر الحصار على خلفية طلب واشنطن من السفينة الإيرلندية راتشيل كوري تفريغ حمولتها في ميناء أسدود الإسرائيلي. وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري :" نحن في حركة حماس نتهم الإدارة الأمريكية بشرعنة القرصنة الإسرائيلية، مدللاً على ذلك بتأييدها الاحتلال في هذه الأعمال وعدم إدانة القرصنة في أعالي البحار إلى جانب ممارسة الضغوط على إيرلندا وطاقم السفينة لمنع وصولها لقطاع غزة". وشدد على أن هذا الموقف غير إنساني ويدلل على تورط الإدارة الأمريكية في جريمة حصار غزة ، واعتبر المتحدث باسم حماس اعتراض السفينة بأنه استمرار للقرصنة البربرية والإرهاب الدولي الذي يمارسه الاحتلال في عرض البحر، مبينا أن هذه الممارسات تمثل تحدياً واستفزازاً للمشاعر الإنسانية واستهدافا لحركة السلام والتضامن الدولية. ورأى أن الحل الوحيد لوقف هذا التدفق هو رفع الحصار عن غزة بشكل حقيقي وقال :" إذا لم يتم رفع الحصار ستستمر محاولات كسر الحصار ". يذكر أن اسم السفينة "راشيل كوري" يعود إلى اسم ناشطة أمريكية من دعاة السلام في الثالثة والعشرين من عمرها قتلتها جرافة إسرائيلية أثناء تظاهرة في غزة في العام 2003.