أعلن المسؤول العسكري لما يسمى قاعدة الجهاد في جزيرة العرب إنشاء جيش أطلق عليه اسم جيش "عدن-أبين" بهدف "تحرير اليمن من الصليبيين وعملائهم المرتدين". ونشر التنظيم تسجيلاً صوتياً مدته نحو 15 دقيقة منسوب إلى للمسؤول العسكري قاسم الريمي المكنى بأبي هريرة الصنعاني -حصل "المصدر أونلاين" على نسخة منه- قال فيه: "نبشر أمة الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها (...) أننا قاربنا من وضع اللبنات الأولى لجيش عدنأبين وهو خط الدفاع عن الأمة ودينها وتحرير مقدساتها وتطهير أراضيها من الصليبيين وعملائهم المرتدين".
وأضاف "نقول للإخوة الذين يريدون اللحاق بنا في داخل الجزيرة وخارجها ونقول للأعداد التي وصلت من الإخوة ثم اعتذرنا منهم: أنّا لا نجد ما نحملكم عليه وليس في مقدورنا في هذه الفترة استيعابكم".
وتابع "نقول للجميع عليكم بالعمل الجاد والاستعداد المستمر بما تستطيعونه خاصة في الأمور الشرعية والتقنية وعلم الكيمياء والفيزياء والإلكترونيات والكهرباء وغيرها فكل الجبهات تريد الكوادر وأصحاب التخصصات وتطلبهم".
وقال إنهم رغم ما تعرضوا له خلال العام الماضي من "ألم وشدة وقصف وقتل"، إلا أن عناصر القاعدة استطاعوا توجيه ضربات "للعدو الصليبي وعملائه"، ومنها استهداف الأمير محمد بن نايف نائب وزير الداخلية السعودي، ومحاولة النيجيري عمر الفاروق تفجير طائرة أمريكية في أجواء ولاية ديترويت الأمريكية.
وكان "المصدر أونلاين" نشر تحقيقاً ميدانياً عن الاستراتيجية الجديدة لتنظيم القاعدة في اليمن، وأبرز فيها سعي القاعدة تشكيل ما يسمى بجيش عدنأبين في منطقة كور العوالق، وتعزيز مفهوم "الجهاد الشعبي"، والعمل على عزل الوحدات الأمنية والعسكرية عبر تجييش السكان ضدها.
وتحدث الريمي عن قيام النظام اليمني باستهداف "المستضعفين" في وادي عبيدة بمحافظة مأرب ثم مدينة الضالع، وبعدها مدينة لودر بمحافظة أبين، وأخيراً مدينة الحوطة بشبوة. ووصف هذه الحملات ب"المسعورة"، مؤكداً أنها لم تسفر سوى عن قتل مدنيين، وجرح أحد عناصرهم واعتقال آخر.
وهاجم الريمي الرئيس علي عبدالله صالح بشدة، وتعاونه مع الأمريكيين في مكافحة الإرهاب، وقال إن تنظيم القاعدة كسب المئات من الأنصار متأثرين بمقتل القيادي في التنظيم "علي دوحة" وأربعة من معاونيه في غارة جوية بمأرب.
وقال الريمي في التسجيل الصوتي إن الرئيس صالح نفذ هذه الحملات لأنه يعلم أنه يحاسب على "جُرْمه" مادامت حجته مكافحة الإرهاب، ولكي يستدر المال والسلاح من القوى الغربية، مضيفاً "الذين يزعمون أنهم أصدقاء اليمن، أصحاب منح الموت وتنمية القتل وفرض التسلط وقهر الناس".
وأشار إلى أن ذلك جعلهم في التنظيم يتخذون قراراً بمهاجمة مقار جهاز الأمن السياسي، وذكر من هذه العمليات مهاجمة مقار الأمن السياسي في محافظات عدنوأبين ولحج، والهجوم على حافلة تابعة للجهاز في العاصمة صنعاء، إضافة إلى عمليات اغتيال لضباط في الأمن السياسي.
ووصف الريمي نظام صالح "بالمترنح"، وأن الورقة الأخيرة التي بيده حالياً هي الخدمات العامة مثل الكهرباء والمياه، وأنه فقد الكثير من "الأرض والشعب والجيش والشرعية".
وأكد أن عناصر القاعدة متواجدون في كثير من المناطق الساحلية والصحراوية والجبلية، "لكنهم يتجنبون الظهور والسيطرة".
وشبه الريمي حال تنظيم القاعدة بحال حركة الشباب في الصومال وحركة طالبان في أفغانستان قبل تمكنهم، "ونحن نسعى لذلك دون اللجوء إلى إقامة الجبهات ذات الخطوط والمواقع"، مضيفاً أن للقاعدة جهاز تنظيمي لا يدخله إلا النخبة "التي ستكون اللبنة الأولى لمشروع الخلافة، وقائدة الجيوش الزاحفة".
وكشف عن تشكيل جناحين في التنظيم، الأول يخطط لتنفيذ عمليات خارج اليمن، واعدا بعملية "تشفي غليل المسلمين"، إضافة إلى جند يقومون بعمليات داخل اليمن، ويسعون لجر القوات اليمنية لمواجهات يومية "استنزافية".