ما من شك إن حاله التخبط السياسي والاختلال ألامني مفتوح الجبهات الذي تعاني منه بلادنا قد زاد من عمق جراح الاقتصاد الوطني وافقده ثقة المستثمرين,وعطل الكثير من المشاريع الطموحة التي كان ينتظر أن تأتي آكلها في زيادة الدخول الشهرية للموظفين ورفع المستوى المعيشي لعموم المواطنين. ولا يختلف اثنان أن السبب الرئيسي في هذه الأزمات المتلاحقة والتي أوشكت على"صومله"أو"افغنه" هذه البلدة الطيبة- لولا رعاية ربها الغفور-هو نتاج ترحيل الأخطاء والمشاكل وتأجيل البت في النظر فيها والقفز فوق عناء التفكير في إيجاد حلول جذريه لها ,ما أدى إلى تراكم للازمات ,كانت نتيجة خلق بيئة خصبه لزراعه العنف وولادة مصائب ذات حجم إقليمي امتدت تداعياتها هذه المرة إلى دول مجاوره.
وهذا ما أدى إلى الدفع بالأزمات لمزيد من التازيم,وزادت الهوة بيننا وبين حلم التنمية المنشودة,وجذبتنا إلى الخلف عشرات السنوات,وأوصدت الباب أمام التحكم والسيطرة وامكانيه الترميم والمعالجات الوطنية ,بل إنها أفسحت المجال لأطراف ملطخه بالشبهات وسوداويه المآرب والأهداف ,بوضع يدها على قضايا وطنيه مقدسه ما كان يجب لأحد أن يتدخل فيها سوانا.
هذا التقاعس عن مواجهه أنفسنا وترتيب أوضاعنا بأيدينا على أسس منطقيه تلائم ظروف البلاد,وتراعي مكانتها التاريخية والجغرافية,فتح الطريق للآخرين بان يدسوا أنوفهم في شئون بلادنا,وان يمارسوا حلم التطفل على حياتنا,ويسجلوا انتصارات ومكاسب إعلاميه مقابل حفنه من المنح المؤبؤه بالتعالي والتشفي,والمناقشات الملغومة بتقديم التنازلات,نقتات فتات دعم أصابه العفن من فرط التهويل والتضخيم,وبقايا مساعدات معطوبة,نسكب لأجلها ماء وجوهنا في حضره أبواق تنفخ في الطالع والنازل,ومنابر ثرثرة وظيفتها تحويل الحبة إلى قبة,ندفع ثمنا لها سمعه وطن,كان نواه الحضارة الأولى ومنبع وجود العرق العربي,وصاحب الفضل في تشييد دعائم الإسلام ونشر تعاليمه إلى إرجاء الأرض.
هذا الوطن الذي أصابته لعنه وجودنا فقرر فريق الطعن في واحديه أراضيه,واستباح فريق آخر خيراته لصالح فئة صغيره,تتضخم حتى الترهل على حساب أقوات المهمشين,وظلت البقية الباقية مهووسة بهواية لعن الواقع وجلد الذات في جلسات مقيل تلعك أخبار الحضارة,ومآثر الأمجاد,وبطولات الآباء في(كان وكنا),فإذا ما وصلت إلى حقيقة تخلفنا بكل أشكال ومقاييس التخلف,انقضى المجلس وبدا أفراده يفكرون جديا في كيفيه تامين ثمن(القات) لليوم التالي وهلم جره,وطن منحنا الكثير,لكننا لم نمنحه شئ يستحق التذكر.