في تحقيق قرائته عن الفيس بوك لفتني عنوانه .. الشباب اليمني يقتحمون الفيس بوك .. أضحكني جدا العنوان وشدني لقراءة التحقيق .. وبقرائتي للموضوع رأيته يأخذ تصعيداً مبالغاً في نظرته بما اسميته (التصعيدات الفيسبوكية) للفسيبوكيين اليمنيين وإنقسامهم إلى عدد من الإتجاهات السياسية والثقافية والفكرية وربطها بالأحداث الحالية ومايقوم به قادة (الحملات الفيسبوكية) من تسويق لأفكار التمرد وبطولاتها أو العكس وتبني قضايا مجتمعية وتعدد الأراء الخاصة بأن تكون فيسبوكيا او لست فيسبوكيا والغايات المتفرقة ..المتشعبة ..الدفينة لإقتحام (حصن الفيس بوك) !
المضحك اكثر هو ان يكون الدافع (كما اشار التحقيق) والهدف السامي (لإقتحام) الشباب اليمني لهذا الحصن لأسباب تم ربطها للإحباط الموجود في المجتمع اليمني المغلق .. والرغبة للتمرد والهروب من الواقع المعاش إلى واقع إفتراضي .. (وهو الشباب اليمني يوم مايحب يعمل حاجة زي بقية الخلق تلصق فيه تهمة مقتحم )!... أو أننا مازلنا نمجد ونغني على أطلال البطولات (سابقا) حتى على جدران حصن الفيس بوك ... خوفي الكبير أن تتخذ اميركا إجراءت احترازية بتحديد قائمة سوداء للمحظورين من إستخدام الموقع على غرار قائمة الإرهاب.. ويكون الشباب اليمني (المقتحم) على رأسها ... ياعم كل الحكاية اننا عاملين منظر قدام الخلق اننا بنفهم في حاجة حديثة وبس ... هذا فيما يخص المجتمع اليمني ..
نظرة عامة على المجتمع العربي في هذا الموضوع (الشائك) فتفاوتت المواقف والقصص ... قرأت قصة طريفة لسعودية فرضت غرامة 10000 ريال سعودي وتعهداً خطياً على زوجها لردعه عن الدخول لحصن الفيس بوك .. العفو هنا ستختلف التسمية فقد انتهت البطولات الإقتحامية أعلاه .. والأن الحديث عن بطولات ذكورية بحتة فتصبح التسمية (ملهى الفيس بوك ) ووصلت الأمور حد الفتوات الدينية .. حيث اثارت الفتوى التي صدرت عن لجنة الفتوى في الأزهر بتحريم الدخول للفيس بوك واعتبرت زائريه اثمين شرعاً الجدل بين علماء الازهر مابين مؤيد ومعارض للفتوى (جدار التجويع حلال والفيس بوك حرام ) ! ... كم من الخطايا والذنوب معلقة في رقبتك أيها (الاثم ) مارك زوكربيرج !!
ويحذر خبراء شؤون الطلاق من إرتفاع شعبية هذا الموقع المحرض والمشجع على خيانة شريك الحياة وربما إعادة الحب الماضي .. وتمادى البعض في شطحاته بالربط بين الفيس بوك والصحابيات !! فيما قيل عنه (غزو) نساء العرب لصفحات الموقع ..
ونكمل في شطحات الخيال العلمي (العربي) وتبنيه لنظرية المؤامرة (شماعة كل خيبة) بوصفه موقعاً الهدف منه إستغلال البيانات والصور والنشاطات والتجسس والعمليات المشبوهة واستخدام اليهود له والتحذير بعبارات اخي المسلم واختي المسلمة إياك من الوقوع في مرض التعلق القلبي وستر المسلم وعدم فضحه والتحذير من عمليات الاستدراج وسبل الشيطان وخدمة الموساد (خذو نفس ) ..فكان هو الملاذ للشباب فقد وجد ظالته فيه ..
بالنسبة لي استمتع جدا بنشاطاتي الفيسبوكية الحرة البعيدة كل البعد عن مفاهيم الإقتحام وغيرها .. واستمتع مشاركة الفيسبوكيين عالمي الصغير ومشاركتي افراحهم ولحظاتهم واحزانهم وطرائفهم ومايفضلون في جو لا يخلو في الأغلب من الطرافة والفكاهة .. جميعاً نعيش في محيط قريب يجمعنا برغم بعد المسافات .. عالمنا الوردي النظيف جدا .. كلمة يارب من وئام مزينة بها جدار بيتها الفيسبوكي .. وانتظاري نزعات الكأبة الدائمة منك ياهيا .. ولهفة رنا لصندوق الحياة يوميا ..عله يخفي مايخفف وجع غربتها بإبتسامة تشبهك يالين .. والكثير الكثير... مما يكسر جمود أيامنا .
الحرية ... نريدها ونخافها ونطالب بها بإستماتة وهكذا موقع هو نموذج مصغرلتطبيقها وبمثابة مساحة حرة للتعبير .. ولجهات تخاف الحريات هو كارثة حقيقية .. فلترضى بالمتاح منها فهي بيدك الأن.. احسن استعمالها.. وعش سعيداً بقدر ماتستطع بدون عبث.. وكن جديراً باستحقاقها ولو كنت.. فيسبوكيا .