يحيي العالم اليوم الأربعاء اليوم العالمي لمكافحة مرض نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" الذي يصادف الأول من ديسمبر من كل عام، في وقت يبذل فيه علماء الطب جهوداً حثيثة في محاولة لإيجاد علاج لهذا المرض الفتاك. ويعد المرض أحد الأوبئة الجائحة التي تفتك بالملايين في هذا العالم، أما في اليمن فلا توجد إحصائيات دقيقة عن عدد المصابين بالمرض بينما يشكك الكثيرون بالإحصاءات الرسمية، ويؤكدون أن أعداد المصابين يفوق العدد الرسمي بعدة أضعاف.
تقول المصادر الرسمية إن وزارة الصحة سجلت 3071 حالة إصابة بالإيدز حتى منتصف العام الجاري 2010، بينما يقول الاختصاصيون إن الجهل والأسباب الاجتماعية تحول دون رصد جميع الحالات، وأن أعداد المصابين يفوق 20 ألف حالة.
يعتبر فيروس نقص المناعة البشرية «Human immunodeficiency virus» أحد الفيروسات الارتدادية التي تصيب بشكل رئيسي جهاز المناعة، وتؤدي إلى فتك الخلايا اللمفاوية التائيّة وتدميرها، فتدهور صحة الإنسان وتعرّضه للإصابة بأمراض سرطانيّة أو انتهازيّة أو مرض السلّ أو غيرها.
ينتقل الفيروس بين الأفراد، في أغلبية الأحيان، عبر العلاقات الجنسية غير المحميّة بين رجل وامرأة، وعبر نقل الدم الملوّث، واستخدام الإبر الملوثة من قبل مدمني المخدرات. كما ينتقل الفيروس من الأم المصابة إلى الجنين، داخل الرحم أو في أثناء الولادة أو من خلال الرضاعة الطبيعيّة.
يبلغ عدد المصابين بهذا الفيروس في العالم ثلاثة وثلاثين مليون شخص. وفي العام 2000، حدّدت الأممالمتحدة مواجهة المرض كواحد من مرامي الإنمائيّة للألفيّة، من خلال العمل على تطوير السياسات الصحيّة والأبحاث العلميّة ونشر الوعي بين الفئات العمرية الشابة خاصة، علماً أن نصف الحالات الجديدة تسجّل عند الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين الخمسة عشر عاما والأربعة وعشرين عاما.
في اليمن، تؤكد الإحصائيات المتتالية ارتفاعاً مضطرداً في عدد المصابين، والسؤال الذي يطرح نفسه.. من يقف وراء هذه الزيادة المخيفة، وهل هناك فحص طبي للقادمين من الخارج؟
تتردد بين حين وآخر قصص، لا يعرف مدى صحتها، عن انتقال المرض إلى عدة أشخاص عن طريق الممارسة الجنسية غير المشروعة مع عاهرة أجنبية تحمل الفيروس.
وتعاني اليمن من هذا المرض الفتاك كأي جزء من العالم، وكان لا بد لنا من تسليط الضوء على هذا المرض، فحتى اللحظة لا يزال اليمنيون يعتقدون أنهم في مأمن منه رغم تزايد أعداد المصابين به في الفترة الأخيرة بشكل مخيف، فلم تعد اليمن في معزل عن هذا الوباء الذي يصيب المنحرفين بدرجة أساسية، ولم يعد بمقدورنا غض الطرف وإخفاء شمس الحقيقة بمنخل الحياء.
كما يواجه مرضى الإيدز نظرة ازدراء من المجتمع المحيط، تربط بين فكرة المرض بالإثم والمعصية والفضيحة ، حتى وإن كان موس حلاق سبباً في انتقال المرض إليه، وهو ما يؤدي إلى انتشار المرض في الخفاء.
أودى الإيدز العام الماضي بحياة نحو مليوني شخص حول العالم، لكن العام 2010 يتميز بشيء من التفاؤل مع تراجع عدد الإصابات الجديدة، بالإضافة إلى قيام دراسات مشجعة حول العلاجات والوسائل الوقائية الإضافية التي يمكن اللجوء إليها بهدف تفادي الإصابة.
وتتوقع تقارير الأممالمتحدة أن يحصد هذا المرض قرابة 68 مليون شخص بحلول عام 2020م.
وبشأن انتشار المرض في منطقة الدول العربية، كشف الدكتور مجدي حسن الطوخي خبير أول في الشؤون الصحية والإيدز بالبنك الدولي عن تزيد حالات الإصابة بالمرض في منطقتي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مبيناً بأن هناك 75 ألف حالة تصنف على أنها إصابة جديدة في إحصائيات عام 2009م للمنطقة.
أما اليمن، فقال مدير برنامج مكافحة الإيدز في اليمن الدكتور عبد الحميد الصهيبي "إن البرنامج رصد 189 إصابة جديدة بالإيدز خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري ليرتفع بذلك عدد الحالات المكتشفة إلى 3071 حالة.
وتشير جمعيات مكافحة الإيدز الأهلية إلى أن وراء كل حالة مكتشفة في اليمن عشر حالات لم يتم الإعلان عنها، وإن أغلب الحالات المسجلة رسمياً التي تم اكتشافها كانت عن طريق الصدفة، كأن ينقل الشخص إلى المستشفى لتلقي العلاج فيكتشف أنه مصاب بالإيدز، أو عن طريق إبلاغ عن حادثة اعتداء جنسي حيث تأتي إحدى الضحايا تشكو تعرضها لعملية اغتصاب وبعد الفحوصات يكتشف أنها مصابة بالفيروس، أو أن تجرى لامرأة حامل فحوصات مخبرية تثبت انتقال المرض لها من الزوج.
وهناك طريقة أخرى تمكن في اكتشاف الحالات المصابة التي تعود إلى اليمن عن طريق الترحيل من بلدان أخرى، وهي الحالات الوحيدة التي يتم استقبالها بالمطار ومن ثم يستقبلها مشروع مكافحة الإيدز لفترة بسيطة يقدم خلالها الإرشادات فقط. كما يمكن اكتشاف الحالات المصابة عن طريق المتبرعين بالدم في مراكز وعيادات التبرع بالدم مصادفة حيث يأتي الشخص ليتبرع بدمه لأحد أقاربه أو للمرضى فيكتشف أنه مصاب بالمرض.
ومن جانبه، أعلن مبعوث الأممالمتحدة ومستشار مكتب الأممالمتحدة الإقليمي لمكافحة الإيدز الدكتور حميد رزافتايش في وقت سابق أن عدد المصابين بمرض نقص المناعة المكتسب "الإيدز" في العالم العربي بلغ نحو نصف مليون شخص، ومن بين حوالي33 مليون مريض في العالم بحسب آخر إحصائية للأمم المتحدة.
وأرجع السبب الرئيسي لانتشار المرض في العالم العربي لما يسمى بزواج المسيار والارتباطات غير الشرعية للعلاقات التي تتم دون فحص طبي.