تبدو قصة هدف المنتخب اليمني الوحيد الذي خرج به من بطولة كأس الخليج العشرين، كحكاية بيضة الديك. فقد جاء في الأساطير أن فلاحا احتاج إلى من يوقظه للصلاة، فاقترحت عليه زوجته شراء ديك، لأنه الوحيد الذي سيفي بالغرض، فاستحسن الفلاح اقتراح زوجته وذهب إلى السوق واشترى ديكا رومياً أحمرا. ولما أوصله إلى المنزل اشترط عليه شرطا واحداً فقط مقابل تركه حيا طالما بقي فيه عرق ينبض، وهو أن يصيح في أوقات الصلوات حتى يستيقظ، فقبل الديك الشرط ونفذه على الوجه المطلوب في كل يوم، واستمر على هذه الحال بضع سنين، وفي يوم من الأيام امتنع الديك عن الصياح فلما سأله سيده عن السبب أجاب بأنه دخل مرحلة "البيوضة" - أي تحوُل الصوت الشجي إلى بيضه سيبيضها في كل يوم لسيده – فسُر الفلاح لذلك فجلب له مما لذ وطاب من الأطعمة والأشربة، لكن مدة خروج البيضة طالت على الفلاح حتى كاد أن يفلس من شراء الأطعمة النفيسة لديكه، وبعد جهد جهيد سمع الفلاح صياحا من مقصورة ديكه المدلل فأسرع نحوه، فإذا الديك في حالة مخاض للبيضة المزعومة فانتظر الفلاح وتألم خوفا على البيضة والديك، لكن الديك صاح صيحة مدوية ثم صمت فتدحرجت من تحته بيضة بحجم بيضة الحمام، فنظر إليها الفلاح واستبشر والديك يقول هذه الأولى والآتيات أكبر بكثير ياسيدي، واحتضن الديك بيضته أياما وسيده يستدين لشراء الأطعمة له، ثم مالبث ذلك الديك أن أكل تلك البيضة واستراح منها فخاب ظن الفلاح وذهب عقله وخرج على الملأ يصيح ويحدث الناس عن حكاية البيضة الوحيدة التي كلفته جل مايملك في حياته.
فبيضة منتخبنا كلفتنا الكثير، فقد فتحت الجيوب وسُخرت لأجلها الأقلام والأقدام واستهوت كل زاهد بريالات الزعيم والبطولة بكل يسر وسهولة، وفي النهاية هي بيضة واحدة قيمتها أكثر من مليون يورو أجرة المدرب ومعسكرات تدريب داخلية وخارجية، وبدلات سفر وطعام وغيرها.. ناهيك عن تكاليف الملاعب التي جلبت للشعب الأنين والمتاعب.