الموضوع: صالح لا يبدي أي مرونة تجاه قضية المعتقلين في غوانتانامو تصنيف: نائبة السفير الأمريكي انجي بريان خلاصة: في السادس عشر من مارس رفض الرئيس صالح اقتراح جون برينان مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب بخصوص معتقلي غوانتانامو والذي يقضي بإرسال المعتقلين إلى مركز إعادة تأهيل سعودي يدار من قبل السعودية واليمن. وبدلاً عن ذلك أصر صالح على إعادة المعتقلين اليمنيين إلى اليمن في أقرب وقت وبمجرد الانتهاء من تنفيذ مركز إعادة التأهيل المقترح بناؤه في عدن والممول من قبل الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية. نهاية الخلاصة.
تصلب موقف صالح، بخصوص المعتقلين في السادس عشر من مارس رفض الرئيس صالح مراراً وتكراراً اقتراحات جون برينان مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب بأن يتم إرسال المعتقلين اليمنيين بغوانتانامو إلى المملكة العربية السعودية، مصراً على بناء مركز على الطراز السعودي لإعادة التأهيل داخل اليمن، بحيث يتم تمويله من قبل الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية.
وقد قال المستشار برينان للرئيس صالح إن الولاياتالمتحدة تريد أن يعود المعتقلون إلى اليمن في نهاية المطاف، لكن في ظل عدم وجود برنامج يمني لتأهيلهم فإن أفضل الحلول على المدى القريب بالنسبة للمملكة العربية السعودية واليمن يتمثل في الإدارة المشتركة للبرنامج في مؤسسة إعادة التأهيل التي بنتها السعودية في أبها حيث يتمثل في أن بإمكان هذه المؤسسة استيعاب ما يصل إلى 120 معتقلا إلى جانب أن أبوابها مشرعة أمام العرب من مختلف أنحاء المنطقة. وقد رفض صالح مناقشة المقترح مباشرة قائلا إن اليمن ستبني مركز إعادة تأهيل خاص بها في عدن. وأضاف "إننا سنقوم بتوفير الأرض في عدن، وعليكم أنتم والسعوديين أن تقوموا بتوفير التمويل. وقال صالح : سوف يكون المركز جاهزاً بعد 90 يوما من تاريخ استلام مبلغ ال 11 مليون دولار اللازمة لبنائه. وبنفاد صبر متزايد قال صالح إن الولاياتالمتحدة يمكنها تكرار البرنامج السعودي في اليمن. لكن برينان رد بأن برنامجاً كهذا يتطلب وقتاً للتطوير لاسيما وأن الرئيس صالح يمتلك زمام الأمور فيما يتعلق بالتعامل مع تنظيم القاعدة في اليمن.
وقال صالح في حين إنه شخصيا لا توجد لديه مشكلة مع إرسال المعتقلين إلى السعودية فإن أحزاب المعارضة اليمنية تمثل العائق الحقيقي لأنها لن تسمح له بتمكين السعودية من التحكم بالمواطنين اليمنيين. وقال برينان للرئيس صالح إن زعيماً يملك تجربة عريقة مثلك سيجد بالتأكيد طريقة للتعامل مع مخاوف المعارضة. وسأل صالح لماذا لا تقوم الولاياتالمتحدة ببساطة بالتحفظ على المعتقلين في غوانتانامو أو إرسالهم إلى "سجن المؤيد" بينما تنتهي اليمن من بناء منشأتها الخاصة.
(ملاحظة: كان صالح يشير إلى السجن الفيدرالي في ولاية كولورادو الذي يقبع فيه حالياً المدان اليمني بتمويل الإرهاب محمد المؤيد. انتهى).
وفي ملاحظة ختامية لحديثه قال صالح لبرينان إن اليمن لديها حاليا خططاً لبناء مركز لإعادة التأهيل مكررا مطالبته للولايات المتحدة والسعودية بتمويله. وعند إثارة هذه المسألة طلب برينان التحدث مع صالح والسفير على انفراد.
وفي أثناء الجلسة الخاصة مع برينان والسفير، قال صالح إنه ليس لديه أي اعتراض على أي اتفاق ثنائي بين الولاياتالمتحدة والسعودية بشأن ترتيب وضع معتقلي غوانتانامو. (تعليق: صالح قال هذا وهو يعلم جيدا أن السعوديين لا يرغبون باستيعاب المعتقلين اليمنيين دون موافقته. انتهى.) وفي لقاء قصير خارج شرفة صالح، شرح السفير وليامسون لعمار صالح نجل شقيق الرئيس صالح والذي يشغل منصب وكيل جهاز الأمن القومي عملية التقييم التي قامت بها الولاياتالمتحدة بخصوص الجهات المحتملة لإرسال المعتقلين. مشيداً بالبرنامج السعودي.
وقال السفير وليامسون إن السعودية أقرب إلى اليمن من غوانتانامو وإنه إذا لم يكن الحل السعودي ممكنا فسيتم نقل اليمنيين إلى بلدان أخرى غير اليمن.
واقترح عمار إرسال اليمنيين إلى منشأة الحكومة اليمنية لفترة وجيزة ( ثلاثة شهور مثلاً) بحيث يعلن صالح في تلك الفترة بأنهم طلبوا أن يتم نقلهم إلى السعودية، وسيتم القيام به. ونبه عمار إلى أنه لم يقترح الفكرة بعد على صالح، وأن أي نقل للمعتقلين يجب أن تتم بموافقة أسرهم إضافة إلى القبائل المعنية وشكر السفير وليامسون عمار صالح على مقترحه قائلا إنه سيناقشه مع السيد برينان، لكنه أشار إلى أنه لا يعتقد أن المقترح كان موفقاً نظراً للمحاذير المفروضة.
رافق برينان في هذه الزيارة كل من السفير الأمريكي بصنعاء وجون دنكان مدير مجلس الأمن القومي، والسفير كلينت وليامسون مدير مكتب قضايا جرائم الحرب.
"عودة البعث في العراق" وفي ملاحظة أخيرة غريبة على الجلسة الصباحية مع صالح، وفي وقت لاحق دعا مكتب مراسيم القصر إلى طلب عقد لقاء لبرينان وقد كان متوقعاً أن يتم مع عمار صالح مواصلة مناقشة موضوع معتقلي جوانتانامو، الذي من أجله التقى برينان ووفده والسفير مع عمار صالح الذي قال إنه صدرت له تعليمات من قبل الرئيس لنقل معلومات استخبارية "مهمة جدا" إلى برينان.
وقال عمار إن جهاز الأمن القومي لديه ما يعتبر معلومات موثوقة أن حزب البعث العراقي كان يعيد تشكيل نفسه وقد يستعيد السلطة في بغداد إذا انسحبت الولاياتالمتحدة من العراق.
وعند سماع هذا الطرح، أنهى برينان الاجتماع قائلا لعمار إنه كان يتوقع مناقشة قضايا المعتقلين، وبأنه سيقدم تقريرا إلى الرئيس أوباما يعبر فيه عن خيبة أمله لتعنت الحكومة اليمنية في التعامل مع هذه القضية. وفي تطور نهائي أبلغنا مكتب المراسيم أن عمار صالح سيلتقي السيد برينان في المطار عند مغادرته لليمن (مثيرا للمرة الثانية مسألة إمكانية إجراء المزيد من النقاشات لقضية المعتقلين) وقد قام المكتب بالاتصال مرة أخرى ليبغلنا أن عمار صالح قد تم دعوته إلى اجتماع آخر.
مراوغة الحكومة اليمنية والبيان الصحفي الصادر عن السفارة أصدرت وكالة سبأ للأنباء الرسمية بيانا بعد الاجتماع قائلا إن الرئيس صالح قد دعا الولاياتالمتحدة إلى "تسليم" المواطنين اليمنيين في غوانتانامو إلى اليمن حتى يتم إعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع.
وأشار البيان أيضا إلى أن برينان قد سلم صالح رسالة من الرئيس أوباما يثني فيها على جهود اليمن في مكافحة الإرهاب كما بعث صالح رسالة جوابية للرئيس أوباما.
(ملاحظة : إن رسالة الرئيس أوباما التي سلمها برينان تركز على خطر نقل المعتقلين مباشرة إلى اليمن. وعلى عكس البيان، فإن الرئيس صالح لم يسلم برينان رسالة جوابية للرئيس أوباما. انتهى).
وقد أصدرت السفارة البيان الصحفي التالي، الذي كتبه برينان بعد ظهر يوم 16 مارس.
زار جون برينان مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب اليمن في 16 مارس 2009 كجزء من زيارة قام بها إلى المنطقة لمناقشة التعاون المستمر بين الولاياتالمتحدة واليمن في مكافحة الإرهاب، وكجزء من الحوار الجاري بين اليمن والولاياتالمتحدة بشأن ما تبقى من المعتقلين اليمنيين في غوانتانامو، أثار السيد برينان مع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح مخاوف الولاياتالمتحدة بشأن العودة المباشرة للمعتقلين إلى اليمن.
نهاية نص البيان الصحفي للسفارة.
تعليق: القول بأن صالح قد فقد فرصة جيدة لإشراك الإدارة الجديدة في أحد مفاتيح أولوياتها الرئيسية المتعلقة بالسياسة الخارجية يمثل مبالغة كبيرة. فقد بدا متأرجحا بين الرفض والشعور بالملل ونفاد الصبر خلال الاجتماع الذي استغرق أربعين دقيقة. إن معرفة صالح بأن المملكة العربية السعودية لن تقبل المعتقلين اليمنيين بدون دعم ضمني على الأقل من صالح قد شجعت الحكومة اليمنية على الأرجح لممارسة ضغوط علنية وسرية لنقل المعتقلين مباشرة إلى اليمن. إن صالح يشعر بوضوح أن لديه اليد العليا في أي مفاوضات بشأن هذه المسألة. إذ ربما يكون استنتج أنه إذا قام بالمناورة لفترة كافية، فإن حكومة الولاياتالمتحدة سترضخ في نهاية المطاف إلى مطالبه بسبب الجدول الزمني للإدارة الخاص بإغلاق معتقل غوانتانامو على الرغم من رسالة السيد برينان الواضحة أن حكومة الولاياتالمتحدة تسعى بشكل جدي للبحث عن بدائل. انتهى التعليق.