رحلتِ.. كنتِ ضيفاً خفيفاً على البعض.. ثقيلة ومريرة بمرارة الحنظل على آخرين.. كنتِ الشروق.. كنتِ الغروب .. حملتِ الموت.. والولاده .. وكنا مثل الشجر عشنا معكِ كل الفصول.. ولم تنتهِ دون أن نحمل زهيرات الربيع.. ومن قال أن الزهر يموت بجفافه.. حينها فقط تبدأ حياته. اليوم نستقبل سنة جديدة.. احتفل البعض زينة وأضواء وسهر.. ولم يكترث آخرين.. وعلى شاشات الفضائيات مللت الصخب وكثرة المنجمين .. ذلك يدلك على فرصة.. وآخر يكشف طالعك.. وأخرى تعدك بسلة موال تنزل عليك من السماء .. لكن من المنطق أن تتوقع بأن تقع في حفرة من حفريات الشوارع .. مثلا ! .إذ أنه يعد أقرب الاحتمالات وأكيدها الذي قد تتعرض لها.
وفكرت.. لو جربت أخذ مكان أحدهم وأمسكت الكرة البلورية ونظرت لطالعك يا وطني.. ترى ماذا سأرى ؟ هل سيستمر هذا المبدأ الجديد .. الاختلاف في الرأي لايفسد للود قضية .. بل يفسد القضية ؟!
شبابنا العاطلين عن العمل .. عندنا يعمل الأطفال أكثر من الشباب .. فلا يعانون البطالة كما يعانيها الكبار !. إنقطاع الكهرباء.. - القرن ال 21وعقد منه انتهى ومازلنا نقيد الشموع على ذكراها- وأزمات الغاز المستمرة، ومشاكل المياه والنقل والطرقات وضعف البنية التحتية .. ليعلو الصوت (ياااا استثمار ).
ماذا سأرى عن حرب صعده وآثارها.. عن النازحين.. متى سنحمل العيد لأطفال المخيمات؟ وماذا عن الصراع المستمر بين القبائل وما يخلفه من قتل وتدمير للروابط الاجتماعية.. القاعده والعمليات الإنتحارية الموجهة باسم (الجهاد) ! ... سنة وشيعة في وجه جديد غير مألوف لليمن ... حزمة من المشاكل مستمره منذ أعوام وتضاف لكل عام .
وبعد شريط الذكريات الحافل بقي لي أن أتمنى تغيير وضع وسائلنا التعبيرية من الوضع الصامت إلى العام.. مع ضمان ألا تصبح خارج نطاق التغطية... وربما حان دور بابا نويل أن يأتي ويترك على باب كل بيت حزين إبتسامة .. خوفي إن اعتاد الناس الحزن ! ... يريحني أن الأمنيات مازالت بالمجان .. لكن يبقى الأهم أن تحقيقها يبدأ منك أنت وليس من عند السنة الجديدة .
في المقابل أقف على أكثر من محطة في مشوار عامنا الراحل... وابتسم .. ابتسم بعمق وبكل فخر... خليجي20 .. الفرح الذي جمع القلوب وأثبتنا فيه المقدرة على كسب الرهان وإن صعُب، وفؤاد .. يانغمة ًصغيرة وحدت في لحظات شعباً كبيراً .
في كل مانفعله سنرى الشروق دائما في كل لحظة غروب .. وتفاءلوا بالخير تجدوه .. ولنساهم جميعنا في خلخلة ذلك الجدار الذي يقف بيننا وبين وطن جميل .. عبقه مسك واسواره ياسمين .. تقول الأم تيريزا:(لا يمكن للإنسان أن يقوم بأعمال عظيمة .. بل يمكن ان نقوم بأعمال صغيرة بحب عظيم ) اعرف جيدا أن للكثيرين منكم القليل ما يربطه في هذه الحياة .. لكنه دائما يكفي .
أشرقت الشمس وأنا مستمرة بسماع فيروز وصوتها الملائكي.. كانت أنيستي بوداع السنة الراحلة.. وبصحبتي في استقبال صباح عام جديد ... "وتحت الشتي جاي سنة مابنعرف شو مخباية .. راحت سنة وطلت سنة لونا ابيض وجديدة" .. عامكم سعيد.