لقد حظيت الأم تريزا بإعجاب العالم ونالت العديد من الجوائز، تقديراً لخدماتها الجليلة، وقد عرفت كيف تستغل سمعتها العالمية بذكاء من أجل جمع المال والمساعدات لخدمة القضية الإنسانية النبيلة، التي جعلتها هدفاً لها، عام 1962، وقد منحتها الحكومة الهندية جائزة “باندما شري” ل“خدماتها الإنسانية المميزة”، سنة 1971 وكرمها البابا بولس السادس، إذ جعلها أول شخص يفوز بجائزة البابا يوحنا الثالث والعشرين للسلام، عام 1972 ومنحتها الحكومة الهندية ميدالية جواهر "لآل نهرو"لأعمالها العالمية المميزة، وعام 1979 حصلت على جائزة نوبل للسلام، وعام 1985 منحها الرئيس رونالد ريجان “ميدالية الحرية”، أرفع وسام مدني أميركي يمكن أن يحصل عليه إنسان، وعام 1996 أصبحت الأم تريزا الشخص الرابع في العالم، الذي يُمنح الجنسية الأمريكية الفخرية. إدراك مبكر للرسالة الحياتية في الثانية عشرة أدركت أن رسالتها هي مساعدة الفقراء والمحتاجين، بعد أن رأت رؤيا تدلها على مساعدة المعوزين والمرضى المنبوذين في العالم. وقد تأثرت بتلك الرؤيا وأسرعت إلى التحول إلى راهبة وتغيرت ملامح حياتها للأبد! شهرة عالمية كرستها لخدمة البشرية اشتهرت الأم تريزا في طول الهند وعرضها، ثم في العالم لرعاية الفقراء ومسح جروحاتهم وتخفيف آلامهم، والأهم من كل ذلك لجعلهم يشعرون بأنهم محبوبون ومحترمون “ولهم حق الكرامة كبشر”. وقد اختارت الأم تريزا ثوباً بسيطاً هو عبارة عن ساري أبيض اللون ذي إطار أزرق مع شارة الصليب على الكتف الأيسر، لكي يصير بإمكان المحتاجين معرفة الراهبات، وكانت مهمة الرهبنة، كما حددتها الأم تريزا لدى تلقيها جائزة نوبل للسلام عام 1979، العناية بالجائعين والعراة والمشردين والعاجزين والعميان والمنبوذين.. كل هؤلاء البشر الذين يشعرون بأنهم غير مرغوب فيهم أو محرومون من العناية والمحبة، أولئك الذين يعتبرهم أفراد المجتمع عبئاً عليهم فيتجنبونهم. الأم تريزا ودرس الإيثار العظيم اهتز كياني حين قرأت عن الأم تريزا وهي تقول:في إحدى الأمسيات، عندما كنتُ طفلة صغيرة، جاء أحدهم إلى بيتنا وأخبرنا عن عائلة هندوسية فقيرة عندها ثمانية أولاد، لم يأكلوا شيئاً منذ أيام. أخذتُ صحناً من الطعام وذهبت إلى تلك العائلة فرأيت الجوع في عيون الأطفال، إلا أنَّ الأم أخذت الصحن شاكرة فوضعت نصف ما فيه من الطعام في صحنٍ آخر وخرجت لتعود بعد قليل والصحن فارغ. فسألتها: ما فعلت بالطعام؟، فقالت وهي تشير إلى باب جيرانهم المسلمين: «وهم أيضاً لم يأكلوا مثلنا منذ أيام». فرجعتُ إلى بيتي، وقد تعلمتُ الكثير، وتُضيف الأم تريزا: «تسألوني متى ينتهي الجوع في العالم؟ وأنا أجيبكم: عندما نبدأ، أنت وأنا، بتقاسم ما هو موجود». لو كانت الأم تريزا على قيد الحياة لتمنيتُ ثلاث أمنيات: الأولى أن تزور بإنسانيتها “مدينة النور” في تعزالمدينة المنبوذة التي لولا “بعض” الأيادي البيضاء والممرضات وإدارتها الإنسانية لمات وانتهى كل من فيها! والثانية أن تقيم محاضرات حول العمل التطوعي والعطاء الوجداني وتزرع في شبابنا وبناتنا قيم المحبة و الإيثار والتعاون والتكامل، والثالثة أن أستنسخ من جيناتها وأبثها في مجتمع بات لا يعرف الجار جاره، آه ليت.. ليت!.