بمجرد توليه رئاسة الحكومة سارع محمد سالم شعلان إلى القيام بجولة خليجية للحصول على الهدايا الثمينة! وإلا ما معنى أنه لم تمر أيام على توليه رئاسة الحكومة إلا وهو يقفز متلهفاً للقيام بجولة خليجية؟! فحتى لو أفترضنا مجرد إفتراض أن هدفها الحصول على دعم مادي للجمهورية اليمنية فإن هذا لا يجعله أبداً يندفع مسرعاً إلى قادة دول الخليج متخلياً عن أولوية حل المشاكل الداخلية المعقدة سياسياً وأمنياً ومعيشياً، ولكن الجشع أعمى بصيرته وسارع للحصول على الهدايا مهدراً بذلك كرامة شعب الجمهورية اليمنية أمام قادة وشعوب تلك الدول بل ومهيناً نفسه كبني آدم وكرئيس حكومة ولهذا أهين في الأستقبالات والتوديعات ففي الرياض أستقبله وودعه بالمطار "أمير منطقة الرياض بالنيابة"! وفي مطار الكويت استقبله رئيس الوزراء ونائبيه وعدد من الوزراء وعندما اكتشفوا أنه جاء للبحث عن هدايا شخصية لم يخرج أي منهم لتوديعه بالمطار وقام بتوديعه مستشار برئاسة الوزراء! وفي أبو ظبي لم يخرج رئيس الوزراء الاماراتي أو نائبه لاستقباله وتوديعه بالمطار فقد استقبله وودعه وزير الدولة للشؤون المالية! وكانت الصفعة الكبرى تتجسد في رفض الدوحة ومسقط استقباله فعاد لصنعاء وهو يجر أذيال الخيبة والمهانة وصرح بأنه في الاسبوع القادم سيزور الدوحة ومسقط ولكن مر الاسبوع وبعده اسابيع وشهور ولم يقم بالزيارة! وقد وعدت القراء بأن أثبت لهم بأن شعلان قام بالجولة الخليجية للحصول على الهدايا الشخصية لا للحصول على دعم لليمن، وها أنذا سأقدم لدليل. فاثناء زيارته للكويت أجرت معه صحيفة "النهار" الكويتية حواراً صحفياً، وكان أن سألته مندوبة الصحيفة السؤال التالي "كان رئيس الوزراء اليمني د. ابوبكر القربي قد التقى وزراء مالية دول مجلس التعاون وناقش معهم المساعدات الخليجية لليمن، لماذا جددتم هذه المطالب الآن بعدما وعدت الدول الخليجية بمساعدة اليمن؟" فكانت تلك صفعة أخرى كبيرة يتلقاها في جولة الشحت الشهيرة .. صفعة أفقدته صوابه حتى أنه لم يصحح للصحفية بأن القربي لم يكن رئيساً للوزراء، ولم يجد شعلان مفراً من الإعتراف بصحة ما طرحته الصحفية ومبرراً جولته تبريراً "أهبل" حيث أجاب بالآتي "أبوبكر القربي طرح هذا الأمر سابقاً عندما كان يمثل طرفا ينتمي اليه، ولكن هذه الحكومة لم تعد تمثل طرفا بعينه وانما تمثل أطرافاً موقعة على المبادرة"!! وكأن تغيير هوية الحكومة من المؤتمر الشعبي العام إلى حكومة وفاق وطني يتطلب منه القيام بجولة خليجية ليكرر طلب معونات سبق أن طلبها د. القربي ووعدته دول مجلس التعاون الخليجي بتلبيتها!! وهكذا يتضح بأنه لم يقم بالجولة للحصول على دعم لليمن فالدعم كان قد تقرر من قبل وهو ما يؤكد صحة قولي بانه لم يقم بالجولة الخليجية إلا للحصول على هدايا شخصية وهذا جزء من تكوينه النفسي الذي يجعله متلهفاً للحصول على الماديات بأي شكل ولو غير مشروع وحتى لو كان هو قد صار مليونيراً ورئيساً لحكومة! وقد رأينا كيف بادر بمجرد تعيينه رئيساً للحكومة بمحاولة البسط على المتنفس الوحيد لأهالي حي "العروسة" بالتواهي بعدن ليضمه إلى بيته! وصرف لنفسه وللوزراء الثمانية في وفد الشحاتة أكثر من سبعين مليون ريال كبدلات سفر رغم أن الوفد سيكون في كامل الضيافة بكل البلدان التي سيزورها من حيث الإقامة والطعام والتنقلات. وعلى نفس المنوال قام بصرف اربعة ملايين ريال لكل وزير بحجة نزولهم الميداني ليومين أو ثلاثه لمناطقهم لدعم الأنتخابات الرئاسية في 21 فبراير الفائت وبمعدل بدل انتقال قدره نحو مليون ريال في اليوم!! ولا نعلم بحجم المبلغ الذي صرفه لنفسه وبالطبع سيكون أكثر من 4 مليون رغم انه لم ينتقل من صنعاء!! وبرغم كل هذا النهب من المال العام فانه لا يخجل من التشدق بأنه سيكافح الفساد وهو بنفسه اكبر فاسد ويظن الناس مغفلين ليصدقوا كلامه الفارغ. بل أنه ومثلما طالعنا، أتفق مع الرئيس عبد ربه منصور هادي على أن يختتما حياتهما كرئيس جمهورية ورئيس حكومة بعمل يظل الناس يتذكرونه جيلاً بعد جيل!! والمؤكد أنه يستحيل عليه أن يقدم للشعب عملاً طيباً يخلده في ذاكرة الأجيال ولكن من المحتمل جداً أن يقدم على نهب فوق ما يتصوره العقل وبذا ستظل ذكراه عالقة في أذهان الشعب. ويبقى أنني أستغرب من موقف وزير المالية الأخ صخر الوجيه، فكيف سمح بصرف البدل النقدي الضخم لوفد الشحاته بالخليج؟ وكيف سمح بصرف 4 مليون ريال لكل وزير كبدل انتقال داخلي ليومين أو ثلاثة عدا ما اختص به شعلان نفسه وهو ما لم يفعله اسماعيل يس في الفيلم الذي يدور حول صعلوك وجد نفسه فجأة رئيساً للحكومة! وأنا أعرف صخر معرفة جيدة منذ زمالتنا بمجلس النواب وجمعت بيننا الصداقة خارج المجلس فهو ضد الفساد ولكن هل غيره المنصب الحكومي؟ حتى أن أحد الأصدقاء قال لي: صخر كان "صخراً" عندما كان بمجلس النواب لكن بعد دخوله الحكومة لم يعد "صخراً"! تفاهة جائزتي نوبل للسلام والآداب سبق أن وعدت بإيضاح حقيقة جائزتي نوبل للآداب وللسلام التي حصلت عليها الناشطة اليمنية الثورية سابقاً توكل كرمان والتي قلبت مواقفها بمقدار 180 درجة بعد حصولها على جائزة نوبل للسلام فأصابها الغرور وكأنها العظيمة بحق "ماري كوري" الحاصلة عليها مرتين في الفيزياء والكيمياء! فالحقيقة هي أن جائزتي السلام والآداب هما أتفه جوائز نوبل فأهمية جوائز نوبل تكمن في مجالات الفيزياء والطب والكيمياء فالجائزة في هذه المجالات تمنح لأسباب "علمية" لعظماء فعلاً ممن حققوا إكتشافات في هذه المجالات مفيدة للجنس البشري ككل ولا يمكن لأي جهة التدخل لمنحها لشخص غير مؤهل للحصول عليها وكل ما تستطيعه الجهات المؤثرة سياسياً وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالامريكية والمنظمات الصهيونية العالمية هو فقط الدفع بعالم عبقري ما دون غيره لنيل الجائزة لكن هذه الجهات لا تستطيع الدفع بعالم لنيل الجائزة وهو لا يستحقها، ومن هنا نستطيع القول بان جميع من نالوا جائزة نوبل في الفيزياء والطب والكيمياء هم علماء عباقرة أسدوا بإكتشافاتهم العلمية خدمات جليلة للجنس البشري ككل. أما جائزتي السلام والآداب فلا أهمية لهما فتقريباً كل من حصلوا عليها لم يقدموا شيئاً يخدم الجنس البشري ككل وإلا ما الذي استفاده الجنس البشري مثلاً من الروائي المصري الكبير نجيب محفوظ الذي دفعت به منظمات صهيونية لنيل جائزة نوبل لكتابته رواية "أولاد حارتنا" التي تطاول فيها على الذات الإلهية؟ أو الكاتب الأيرلندي الملحد الساخر جورج برنارد شو؟ أو الكولومبي غابرييل خوسيه غارسيا ماركيز الشهير بكتابة القصص القصيرة؟ وقد أوردت نموذج من ثلاثة أدباء معروفين أما بقية قائمة الحاصلين على نوبل في الآداب فتضم نحو 90 بالمائة نكرات لي وللقراء! وبالنسبة لجائزة السلام ما الذي استفاده الجنس البشري مثلاً من الصهاينة مناحيم بيجن واسحاق رابين وشمعون بيريز؟ بل على العكس فهؤلاء في حقيقة الأمر قادوا أعمالاً لإبادة الشعب العربي الفلسطيني ولكن لأن المنظمات الصهيونية العالمية تؤثر بكفاءة في إختيار من سيمنحون جائزة نوبل للسلام لذلك فرضوا منحها لقادة الكيان الصهيوني ولقادة عرب وقعوا معاهدات سلام مع اسرائيل وهما الرئيس المصري محمد أنور السادات والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات! فالشخصية السياسية العربية الكبيرة التي ستوالي اسرائيل ستمنح جائزة نوبل للسلام أو الآداب حتى صارت الجائزة في هذين المجالين إهانة ودليل إدانة لأي عربي لا تكريماً له ومن هنا كانت نصيحة الشيخ عبد المجيد الزنداني وغيره لتوكل برفض الجائزة في محلها ولكنها تجاهلت النصيحة المخلصة وذهبت في جولة لتشكر عواصم تبنت ترشيحها لنيل الجائزة وربما لولا الخوف من غضبة الشعب اليمني لذهبت لتل أبيب أو القدس إذ يستحيل أن تحصل على الجائزة بدون ترشيح من المنظمات الصهيونية العالمية أو على الأقل عدم معارضتها لترشيحها، وبالطبع لم تقم المذكورة بأي عمل يخدم السلام العالمي أو حتى السلام على مستوى بلادها فالجائزة تمنح لأسباب سياسية لا علاقة لها بالاعتبارات الموضوعية لذا فإن الأم تريزا (من مقدونيا) التي تعتبر أكثر أهمية بكثير جداً من توكل في خدمة بني البشر منحت نفس الجائزة وهي في الحقيقة لم تقدم شيئاً لخدمة السلام العالمي او المحلي ولكن لمجرد عملها الخيري الواسع في الهند بينما توكل لا خدمت السلام العالمي ولا المحلي ولا قامت بأعمال خيرية تخدم الشعب اليمني بل انها أعلنت بأنها ستتبرع بقيمة الجائزة حوالي 330 ألف دولار امريكي لخزانة اليمن ومع ذلك لم نسمع للآن بأنها وفت بوعدها رغم أن كل الحائزين لجوائز نوبل في مختلف المجالات تبرعوا كلهم تقريباً بالقيمة المالية للجائزة للصالح العام في بلدانهم عدا توكل التي قامت فقط بتقليدهم فوعدت ولم تنفذ! وكنت أظنها ستتبرع بالمبلغ لصالح أسر شهداء ومعاقي الثورة الشبابية السلمية وتحديداً الذين كانوا من ضحاياها عندما حمستهم للزحف على مقر رئاسة الحكومة فسقط العشرات منهم ما بين قتيل وجريح أمام بنك الدم، كنت أظنها ستتبرع بالمبلغ لأسرهم ولكن بعض الظن إثم! ولو كان هناك عدالة في توزيع جائزة نوبل للسلام فإنه طالما ومنحت للأم تريزا لأعمالها الخيرية فإن نفس الجائزة كان الأجدر بها يمنياً السيدة الفاضلة فاطمة العاقل التي رحلت منذ اسابيع عن هذه الدنيا الفانية بعد أن أفنت جل عمرها في العمل الخيري لصالح مكفوفي ومكفوفات البصر وذوي الأحتياجات الخاصة رغم أنها كانت مكفوفة البصر ولكنها أثبتت بأن العمى هو عمى البصيرة لا البصر الله يسكنها واسع جنته. وحتى لا اطيل أكثر ، فأنه مما يثبت أن جائزة نوبل للسلام لا تمنح لمن خدموا السلام فعلاً هو أنها لم تمنح للزعيم الهندي الكبير "غاندي" الذي قاد بلاده للتحرر من الاحتلال البريطاني بكفاح سلمي فيما منحت الجائزة لتوكل! لم تمنح لغاندي الذي كان قائداً لمئات الملايين من الشعب الهندي ومنحت لتوكل التي تقود عشرات وفي أحسن الأحوال مئات من الشعب اليمني! ورغم كفاية ما تقدم لإثبات تفاهة جائزتي نوبل للسلام والآداب وأنهما تخضعان لرغبات امريكية وصهيونية إلا أنني أود تبيان كيف يتم التمهيد لتلميع الشخص المزمع منحه الجائزة فأشير إلى أن مجلة "التايم" الأمريكية مهدت فنشرت بان توكل حصلت على المرتبة الثالثة عشر في قائمة أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم حسب اختيار قراء المجلة (هذا وهي تقود مئات لكن غاندي الذي قاد مئات الملايين لم يعتبر مؤثراً مثلها ليمنح الجائزة!! شفتم التهريج؟) .. واختارتها مجلة "فورين بوليسي" بين أهم مائة مفكر بالعالم (مع أنها لم تضع كتاب أو حتى سلسلة مقالات يتبين منها أنها "مفكرة"! واليمن بكلها ليس فيها من يستحق أن يوصف بأنه مفكر ومن الطريف أنني طالعت ذات مرة مقال يصف الكاتب الصحفي عبد الباري طاهر بأنه "مفكر" رغم أن كتاباته لا تبين أبداً أنه يفكر!). وحتى نتبين تأثير الصهيونية العالمية فإنها دفعت بالعالم الأمريكي المصري الأصل د. أحمد زويل الحاصل على نوبل في الكيمياء لزيارة اسرائيل بعد فوزه بالجائزة رغم أنه فاز بها بمجهوده وإنجازه العلمي ولا فضل لاسرائيل عليه! ومن بين مئات الحاصلين على نوبل هناك فقط 11 مسلماً وطبعاً كانت جوائزهم جميعاً في المجالين التافهين السلام والآداب باستثناء الباكستاني محمد عبد السلام الذي حازها في الفيزياء عام 1979م وأحمد زويل المذكور آنفاً وهذا حسب علمي فبعض المراجع لم تذكر زويل بينهم فهل تنصر أو تيهود؟ أم أنه الجهل المخيم حتى على بعض الموسوعات العالمية وهذا ما أرجحه. ونساء العالم العظيمات الحاصلات على نوبل انما هن الحاصلات عليها في الفيزياء والطب والكيمياء وهن حسب علمي 15 إمرأة وتأتي على رأسهن الفرنسية البولندية الأصل "ماري كوري" التي حصلت على نوبل مرتين في الفيزياء والكيمياء حول ظاهرة الاشعاع ولاكتشافها عنصري الراديوم والبولونيوم.