لاحظت أن كثيراً من الناس لا يعرفون حقيقة جوائز نوبل وهو ما أتضح بعد حصول الناشطة اليمنية الثورية سابقاً توكل كرمان على جائزة نوبل للسلام والتي بعدها قلبت مواقفها السياسية بمقدار 180 درجة وأصابها الغرور بدون مبرر سليم فصارت تتصرف وكأنها العظيمة بحق "ماري كوري" الحاصلة على نوبل مرتين في الفيزياء والكيمياء! لذا أحببت أن أعطي القارئ المهتم صورة واضحة عن أهمية جوائز نوبل وبالذات جائزتيه في السلام والآداب. فالحقيقة هي أن جائزتي السلام والآداب هما أتفه جوائز نوبل فأهمية جوائز نوبل تكمن في مجالات الفيزياء والطب والكيمياء فالجائزة في هذه المجالات تمنح لأسباب "علمية" لعظماء فعلاً ممن حققوا إكتشافات في هذه المجالات مفيدة للجنس البشري ككل ولا يمكن لأي جهة التدخل لمنحها لشخص لا يستحقها وكل ما تستطيعه الجهات المؤثرة سياسياً وفي مقدمتها الولاياتالمتحدةالامريكية والمنظمات الصهيونية العالمية هو فقط الدفع بعالم عبقري ما دون غيره لنيل الجائزة لكن هذه الجهات لا تستطيع الدفع بعالم لنيل الجائزة وهو لا يستحقها، ومن هنا نستطيع القول بان جميع من نالوا جائزة نوبل في الفيزياء والطب والكيمياء هم علماء عباقرة أسدوا بإكتشافاتهم العلمية خدمات جليلة للجنس البشري ككل. أما جائزتي السلام والآداب فلا أهمية لهما فتقريباً كل من حصلوا عليها لم يقدموا شيئاً يخدم الجنس البشري ككل وإلا ما الذي استفاده الجنس البشري مثلاً من الكاتب الأيرلندي الملحد الساخر جورج برنارد شو؟ أو الكولومبي جابرييل جارسيا ماركيز الشهير بكتابة القصص القصيرة؟ وقد أوردت هذين النموذجين أما بقية قائمة الحاصلين على نوبل في الآداب فتضم نحو 90 بالمائة نكرات لي وللقراء! وبالنسبة لجائزة السلام ما الذي استفاده الجنس البشري مثلاً من الصهاينة مناحيم بيجن واسحاق رابين وشمعون بيريز؟ بل على العكس فهؤلاء في حقيقة الأمر قادوا أعمالاً لإبادة الشعب العربي الفلسطيني ولكن لأن المنظمات الصهيونية العالمية تؤثر بكفاءة في اختيار من سيمنحون جائزة نوبل للسلام لذلك فرضوا منحها لقادة الكيان الصهيوني ولقادة عرب وقعوا معاهدات سلام مع اسرائيل وهما الرئيس المصري محمد أنور السادات والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات! فالشخصية السياسية العربية الكبيرة التي ستوالي اسرائيل تمنح جائزة نوبل للسلام أو الآداب حتى صارت الجائزة في هذين المجالين إهانة ودليل إدانة لأي عربي لا تكريماً له ومن هنا كانت نصيحة الشيخ الزنداني وغيره لتوكل برفض الجائزة في محلها ولكنها تجاهلت النصيحة المخلصة وذهبت في جولة لتشكر عواصم تبنت ترشيحها لنيل الجائزة وربما لولا الخوف من غضبه الشعب اليمني لذهبت لتل أبيب أو القدس إذ يستحيل أن تحصل على الجائزة بدون ترشيح من المنظمات الصهيونية العالمية أو على الأقل عدم معارضتها لترشيحها، وبالطبع لم تقم المذكورة بأي عمل يخدم السلام العالمي أو حتى السلام على مستوى بلادها فالجائزة تمنح لأسباب سياسية لا علاقة لها بالاعتبارات الموضوعية لذا فإن الأم تريزا (من مقدونيا) التي تعتبر أكثر أهمية بكثير جداً من توكل في خدمة بني البشر منحت نفس الجائزة وهي في الحقيقة لم تقدم شيئاً لخدمة السلام العالمي او المحلي ولكن لمجرد عملها الخيري الواسع في الهند بينما توكل لا خدمت السلام العالمي ولا المحلي ولا قامت بأعمال خيرية تخدم الشعب اليمني بل انها أعلنت بأنها ستتبرع بقيمة الجائزة التي تقاسمتها مع سيدتين من ليبريا فكان نصيبها فيها حوالي 330 ألف دولار امريكي لخزانة اليمن ومع ذلك لم نسمع للآن بأنها وفت بوعدها رغم أن كل الحائزين لجوائز نوبل في مختلف المجالات تبرعوا كلهم تقريباً بالقيمة المالية للجائزة للصالح العام في بلدانهم عدا توكل التي قامت فقط بتقليدهم فوعدت ولم تنفذ! وكنت أظنها ستتبرع بالمبلغ لصالح أسر شهداء ومعاقي الثورة الشبابية السلمية وتحديداً الذين كانوا من ضحاياها عندما حمستهم للزحف على مقر رئاسة الحكومة فسقط العشرات منهم ما بين قتيل وجريح أمام بنك الدم، كنت أظنها ستتبرع بالمبلغ لأسرهم ولكن بعض الظن إثم! ولو كان هناك عدالة في توزيع جائزة نوبل للسلام فإنه طالما ومنحت للأم تريزا لأعمالها الخيرية فإن نفس الجائزة كان الأجدر بها يمنياً السيدة الفاضلة فاطمة العاقل التي رحلت منذ اسابيع عن هذه الدنيا الفانية بعد أن أفنت جل عمرها في العمل الخيري لصالح مكفوفي ومكفوفات البصر وذوي الأحتياجات الخاصة رغم أنها كانت مكفوفة البصر ولكنها أثبتت بأن العمى هو عمى البصيرة لا البصر الله يسكنها واسع جنته. ومما يثبت أن جائزة نوبل للسلام لا تمنح لمن خدموا السلام فعلاً هو أنها لم تمنح للزعيم الهندي الكبير "غاندي" الذي قاد بلاده للتحرر من الاحتلال البريطاني بكفاح سلمي حيث كان قائداً لمئات الملايين من الشعب الهندي ومنحت لتوكل التي تقود عشرات وفي أحسن الأحوال مئات من الشعب اليمني! ورغم كفاية ما تقدم لإثبات تفاهة جائزتي نوبل للسلام والآداب وأنهما تخضعان لرغبات امريكية وصهيونية إلا أنني أود تبيان كيف يتم التمهيد لتلميع الشخص المزمع منحه الجائزة فأشير إلى أن مجلة "التايم" الأمريكية مهدت فنشرت اسم توكل كرمان في قائمة أكثر 100 شخصية مؤثرة في العالم حسب اختيار قراء المجلة مثلما زعمت (هذا وهي تقود مئات لكن غاندي الذي قاد مئات الملايين لم يعتبر مؤثراً مثلها ليمنح الجائزة!! شفتم التهريج؟) .. واختارتها مجلة "فورين بوليسي" بين أهم مائة مفكر بالعالم (مع أنها لم تضع كتاباً أو حتى سلسلة مقالات يتبين منها أنها "مفكرة"! واليمن بكلها ليس فيها من يستحق أن يوصف بأنه مفكر ومن الطريف أنني طالعت ذات مرة مقالاً يصف الكاتب الصحفي عبد الباري طاهر بأنه "مفكر" رغم أن كتاباته لا تبين أبداً أنه يفكر!). وحتى نتبين تأثير الصهيونية العالمية فإنها دفعت بالعالم الأمريكي المصري الأصل د. أحمد زويل للحصول على نوبل في الكيمياء لزيارته اسرائيل (وبعد فوزه بالجائزة رغم أنه فاز بها بمجهوده وإنجازه العلمي ولا فضل لاسرائيل عليه علمياً). ومن بين مئات الحاصلين على نوبل هناك فقط 11 مسلماً وطبعاً كانت جوائزهم جميعاً في المجالين التافهين السلام والآداب باستثناء الباكستاني محمد عبد السلام الذي حازها في الفيزياء عام 1979م وأحمد زويل المذكور آنفاً الذي حازها في 1999م وهذا حسب علمي فبعض المراجع لم تذكر زويل بينهم فهل تنصر أو تيهود؟ أم أنه الجهل المخيم حتى على بعض الموسوعات العالمية وهذا ما أرجحه. ونساء العالم العظيمات الحاصلات على نوبل انما هن الحاصلات عليها في الفيزياء والطب والكيمياء وهن حسب علمي 15 إمرأة وتأتي على رأسهن الفرنسية البولندية الأصل "ماري كوري" التي حصلت على نوبل مرتين مرة في الفيزياء وأخرى في الكيمياء حول ظاهرة الاشعاع ولاكتشاف عنصري الراديوم والبولونيوم.