شن أمين عام اللجنة التحضيرية للحوار الوطني هجوماً لاذعاً على النظام والحزب الحاكم، ووجه انتقادات للرئيس علي عبدالله صالح داعياً إياه إلى التفكير ب"حسن الخاتمة" بدلاً من السعي إلى التمديد له في الرئاسة. وتحدث الشيخ حميد بن عبدالله الأحمر في حوار مع قناة "سهيل" الفضائية بثته مساء أمس الثلاثاء عن الأزمة السياسية في اليمن وتنصل الحزب الحاكم عن الحوار مع المعارضة، والتعديلات الدستورية التي ينوي إجرائها.
ووصف الأحمر ما قامت به السلطة والحزب الحاكم من إجراءات مؤخراً ب"الخرف السياسي" وعلق على سؤال حول هذا الأمر بالقول: إذا لم تستح فاصنع ما شئت.
وفي سؤال حول الإرهاب في اليمن قال ان القاعدة تخرج من دار الرئاسة، مشيراً إلى أن "فواز الربيعي" كان يعمل في دار الرئاسة قبل ان يعلن انه من القاعدة، وأضاف: كل من حاوروهم يخرجوا من الامن ويصبحوا قيادات في القاعدة، ويتنقلون بتصاريح رسمية من محافظة إلى أخرى.
وحول أداء المعارضة أشاد بالنضج الذي يتمتع به المشترك، وقال انه إذا كان هناك من وزر للمعارضة فهو إحسانها الظن بالرئيس، ورغم قوله ان ذلك امر مهم لكنه استطرد: أحسن الظن وأنت قادر على أن تدافع عن حقك.
وسخر الأحمر من حديث البعض عن مصالح لقادة المعارضة وأنهم يخرجون بأوراق من الرئيس، وقال اذا كان الرئيس يعطي اي احد بالمخالفة للقانون فيجب ان يحاسب هو، مضيفاً ان قيادات المعارضة أرفع من أن تطلب من الرئيس او من غيره.
ودافع الشيخ حميد عن القضية الجنوبية وقال انها تعبير عن الضيق والظلم الذي تعرض له انباء الجنوب الذين وصفهم بالوحدويين. واستطرد: أبناء المحافظات الجنوبية سلموا دولة ويفترض أن تتعزز حقوقهم.
وانتقد نية السلطة والحزب الحاكم إجراء تعديلات دستورية والتي تسمح للرئيس علي عبدالله صالح بالترشح بعد انتهاء فترته الرئاسية عام 2013م، وقال ان اي تعديلات يجب ان تكون لحاجة شعب وليس لحاجة شخص، وأضاف: هي رئاسة وليست زواجة.
وتابع ان النظام انقلب على الحوار بعد ان بدات اللجنة التحضيرية بالتواصل مع قيادات المعارضة في الخارج ورأت ان القضية أصبحت "جد"، وتحولنا نحن إلى الغريم الأول للسلطة. وشرح الأحمر مراحل الحوار بين السلطة والمعارضة، وقال انه كان من المعارضين لتوقيع الاتفاق يوم 17/7 ذكرى تولي الرئيس للسلطة، لكن البعض رأى ا ن الاهم هو المضي في الحوار. وقال ان القرار في مسالة الحوار كان بيد الرئيس الذي قال انه هو السلطة، وهناك من يشاركه القرار مثل احمد علي وعمار وطارق، أما البقية كنائب الرئيس عبد ربه منصور الذي قال انه يحترمه ويقدره فليس بيده القرار، ووصفه بأنه "رجل فيه مصداقية كبيرة اذا اتيحت له الفرصة ان يعبر عما في نفسه".
وقال الأحمر ان لدى البلد قضايا اهم من التمديد للرئيس، مضيفاً ان السلطة تعترف بان اليمن اصبحت دولة فاشلة وتساءل: إذا كنت كذلك فمالذي يجعلك تتبجح؟!
وبشأن الحديث عن التوريث قال ان الشعب اليمني لن يورث كما تورث "النعاج". مشيراً إلى ان الشعب يجب ان يختار من يحكمه بحرية ونزاهة وقال: أما إذا كنت تحكم بالصميل فكل واحد سيخرج صميله.
وتناول الحوار المطول الذي امتد لحوالي ساعة ونصف تفاصيل وقضايا أخرى. وسينشر المصدر أونلاين النص الكامل للحوار في وقت لاحق.