قال زعماء في منطقة أبيي المتنازع عليها يوم الاثنين ان 23 شخصا على الاقل قتلوا في اشتباكات بين رجال قبائل وبدو عرب قرب الحدود بين شمال السودان وجنوبه في اليوم الثاني من الاستفتاء على انفصال الجنوب الذي يستمر أسبوعا. ويشير محللون الى أن أبيي هي المكان الذي يرجح أن تتحول فيه التوترات بين الشمال والجنوب الى أعمال عنف اثناء التصويت وبعده. والاستفتاء هو ذروة اتفاق السلام الذي أنهى عقودا من الحرب الاهلية.
ومن المتوقع أن ينفصل الجنوب عن الشمال مما سيحرم الخرطوم من معظم احتياطيات النفط.
واتهم زعماء قبيلة الدنكا نقوق المرتبطة بالجنوبالخرطوم بتسليح ميليشيات عرب المسيرية بالمنطقة في اشتباكات وقعت أيام الجمعة والسبت والاحد وقالوا انهم يتوقعون المزيد من الهجمات في الايام القادمة.
وفي مؤشر اخر على التوتر قال فيليب اجور المتحدث باسم جيش الجنوب ان جنديا أوغنديا واخر بجيش الشمال اعتقلا وبحوزتهما أربعة صناديق بها 700 طلقة لبنادق كلاشنيكوف في جوبا ليل الاحد.
وكان اجور قد ذكر في وقت سابق أن الشمال يساند ايضا مقاتلين شاركوا مؤخرا في اشتباكات بولاية الوحدة المنتجة للنفط.
ونفى السوارمي خالد المتحدث باسم الجيش الشمالي اليوم اي صلة بالذخيرة او الاشتباكات.
وقال مراقبون ان الاف الناخبين اصطفوا في اليوم الثاني من التصويت الذي استمر بشكل سلمي في مناطق أخرى من الجنوب. ومن المتوقع ظهور النتائج النهائية في 15 فبراير شباط على أن تظهر النتائج الاولية قبل ذلك بأسبوعين.
وقال صلاح محمد الذي انتظر امام كشك على مشارف جوبا عاصمة جنوب السودان "بالامس حاولت أقصى ما في وسعي لكن هذا كان اكثر من طاقتي. الطوابير كانت طويلة جدا. الناس كانوا منفعلين جدا. الكل يريد أن يكون أول من يقرر مصيره."
وأضاف "اليوم أستطيع أن أصوت لكن كما ترى الحشود ما زالت موجودة... أعتقد أن المفوضية قد تحتاج الى تمديد أيام التصويت."
وحذر الرئيس الامريكي باراك أوباما يوم السبت زعماء الشمال والجنوب من استخدام قوات لشن معارك بالوكالة في فترة الاستفتاء مركزا على المخاوف الدولية من أن كلا من الجانبين ربما يلجأ الى أساليب استخدمت في حملات سابقة.
وقال مصدر في الاممالمتحدة طلب عدم نشر اسمه لرويترز ان هناك تقارير تفيد بأن مقاتلي المسيرية يعيدون تنظيم أنفسهم في مستوطنة جوليه لانجار يوم الاثنين على بعد 25 كيلومترا شمالي بلدة أبيي مقر قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة وجماعات الاغاثة الدولية في المنطقة.
وقال تشارلز ابيي المتحدث باسم ادارة ابيي "هاجم عدد كبير من أفراد قبيلة المسيرية قرية ماكر امس (الاحد) بدعم من ميليشيا حكومية... في اليوم الاول مات شخص وفي اليوم الثاني تسعة وبالامس 13. لو لم تهاجم ماكر فسيهاجمون كل قرية أخرى."
وحصل سكان منطقة أبيي الوسطى على وعد باجراء استفتاء بمنطقتهم على ما اذا كانت ستنضم الى الشمال ام الجنوب لكن الزعماء لم يتمكنوا من الاتفاق على كيفية اجراء الاستفتاء ولم يجر كما كان مخططا في التاسع من يناير كانون الثاني.
وقال المتحدث باسم ادارة ابيي ان المسيرية شنوا هجوما لانهم سمعوا شائعات كاذبة تفيد بأن الدنكا أعلنوا من جانب واحد انتماءهم للجنوب.
وقال زعيم المسيرية مختار بابو نمر لرويترز ان 13 من رجاله قتلوا في اشتباك الاحد واتهم جنوبيين ببدء القتال.
وأضاف أنهم هاجموا رجاله لانهم لا يريدون أن يذهب العرب الى الجنوب ليرووا قطعانهم مضيفا أن الماشية كانت بحاجة الى الماء وأنهم سيذهبون واذا استمر الجنوبيون في منعهم من الذهاب الى الجنوب فسيستمر القتال.
وقال اجور المتحدث باسم جيش الجنوب ان مقاتلين ألقي القبض عليهم بعد اشتباكات مع ميليشيا جالواك جاي في ولاية الوحدة عشية الاستفتاء قالوا انهم تم ارسالهم من الخرطوم.
وأضاف اجور "هذه اخر محاولة لتعطيل عملية الاستفتاء لكنهم لن ينجحوا."