مفكرة الاسلام: قتل 23 شخصًا على الأقل في اشتباكات بين مسلحين من البدو العرب وجنود جنوبيين في منطقة أبيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب، تزامنًا مع الاستفتاء على استقلال جنوب السودان الذي انطلق الأحد ويستمر لمدة أسبوع، وفق حصيلة أعلنها زعماء محليون. واندلعت الاشتباكات في منطقة تقع بالقرب من الحدود بين شمال السودان وجنوبه، واتهم زعماء قبيلة "الدنكا نقوق" المرتبطة بالجنوبالخرطوم بتسليح ميليشيات عرب المسيرية بالمنطقة في اشتباكات وقعت خلال الأيام الثلاث الماضية وقالوا إنهم يتوقعون المزيد من الهجمات في الايام القادمة. وقال تشارلز أبيي المتحدث باسم إدارة أبيي "هاجم عدد كبير من أفراد قبيلة المسيرية قرية ماكر يوم (الأحد) بدعم من ميليشيا حكومية. كان هذا استمرار للهجمات التي وقعت في السابع والثامن. في اليوم الأول مات شخص وفي اليوم الثاني تسعة وبالأمس 13. كلهم من سكان ماكر". وزعم فيليب اجور المتحدث باسم جيش الجنوب، أنه تم القبض على مقاتلين في أعقاب اشتباكات مع ميليشيا جالواك جاي في ولاية الوحدة عشية الاستفتاء وادعى أن هؤلاء أرسلوا من الخرطوم، فيما اعتبرها محاولة لتعطيل عملية الاستفتاء "لكنهم لن ينجحوا". بدوره، أعلن زعيم قبيلة المسيرية مختار بابو نمر في تصريح لوكالة "رويترز"، أن 13 من رجاله قتلوا في اشتباك الأحد واتهم جنوبيين ببدء القتال. وأضاف أنهم هاجموا رجاله لأنهم لا يريدون أن يذهب العرب إلى الجنوب ليرووا قطعانهم، موضحا أن الماشية كانت بحاجة إلى الماء وأنهم سيذهبون وإذا استمر الجنوبيون في منعهم من الذهاب إلى الجنوب فسيستمر القتال. وقال جيش جنوب السودان إن الشمال يدعم أيضا مقاتلين منشقين شاركوا في اشتباكات وقعت في الآونة الاخيرة في ولاية الوحدة المنتجة للنفط. لكن متحدث باسم جيش الشمال نفى الأحد أي ضلوع في الاشتباكات. وذكر مصدر في الأممالمتحدة أن هناك تقارير تفيد أن مقاتلي المسيرية يعيدون تنظيم أنفسهم في مستوطنة جوليه لانجار يوم الاثنين على بعد 25 كيلومترا شمالي بلدة أبيي مقر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وجماعات الإغاثة الدولية في المنطقة. ويتنازع كل من شمال السودان وجنوبه على أحقيته في أبيي وهي أرض خصبة بوسط السودان تقع على حدودهما المشتركة وتستخدمها قبيلتا دنكا نجوق المرتبطة بالجنوب والمسيرية المرتبطة بالشمال وتتألف من البدو العرب. ويقول محللون إن أبيي هي أحد أكثر الأماكن التي يرجح أن تشهد تجددا لأعمال العنف بعد أكثر من خمس سنوات على اتفاق السلام الذي أنهى حربا أهلية بين الشمال والجنوب استمرت عقودا من الزمان. ولم يحدد اتفاق السلام الذي وقع في نيفاشا في عام 2005 وأنهى الحرب الاهلية بين شمال السودان وجنوبه وضع أبيي في حين نص على اجراء استفتاء على انفصال الجنوب بدأ التصويت فيه يوم الأحد.