غادرت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون العاصمة اليمنية صنعاء مساء اليوم الثلاثاء بعد زيارة خاطفة لليمن استمرت ساعات. والتقت كلينتون خلال زيارتها الرئيس علي عبدالله صالح الذي بحثت معه علاقات البلدين المختلفة والأزمة السياسية التي تمر بها البلاد، كما التقت قيادات أحزاب المشترك (تكتل المعارضة) واستمعت منهم إلى وجهة نظرهم إزاء حلحلة الأزمة السياسية، فضلاً لقاء حواري عقدته مع صحفيين وسياسيين وأعضاء في البرلمان.
ووصلت كلينتون مع مساعدها لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان في الواحدة والنصف ظهر اليوم، في زيارة لم يعلن عنها، وتعد الأولى لوزير خارجية أمريكي منذ عشرين عاماً.
وتوجهت كلينتون فور وصولها مطار صنعاء إلى قصر الرئاسة، حيث كان في انتظارها الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، الذي عقد معها لقاءاً استمر نحو ساعتين.
وقالت هيلاري كلينتون في تصريحات إن متشددي القاعدة الذين يعملون من اليمن يمثلون قلقا عاجلا لواشنطن والقضاء عليهم له أولوية. وأضافت قبل بدء محادثاتها مع الرئيس صالح "لا يكفي أن تكون هناك علاقات عسكرية بين الجانبين، "نحن بحاجة الى توسيع الحوار. نحتاج لفتح هذا الحوار مع الحكومة".
وبعد محادثاتها مع الرئيس صالح، قال مسؤول أمريكي رفيع إن صالح أكد على التعاون في محاربة الإرهاب في تصريحاته لكلينتون. وقال المسؤول "أرادت أن تعرف انه ملتزم تماما". حسبما نقلت وكالة رويترز.
وأضاف ان المسؤولين الامريكيين وجدوا تشجيعا في تصريحات صالح بشأن محاربة الإرهاب لكنه امتنع عن الخوض في تفاصيل. وأضاف "قال (صالح) بعض الأشياء التي كانت مشجعة. الكلمات المشجعة تحتاج الى متابعة".
وشاركت كلينتون مساء اليوم في لقاء حواري مع العشرات من قادة منظمات المجتمع المدني والبرلمانيين والصحفيين في فندق موفمبيك بصنعاء، حيث ناقشت سياسات الولاياتالمتحدة في بعض القضايا.
وقالت خلال اللقاء "أريد أن أكون صريحة.. يوجد إرهابيون يعملون من الأراضي اليمنية اليوم وكثير منهم ليسوا يمنيين.. ويؤسفني القول أن بعضهم مواطنون أمريكيون.. ولذلك فهذا مبعث قلق عاجل لكل منا".
وأضافت "لقد سعوا لمهاجمة بلدنا.. ولذلك فوقف هذه التهديدات سيكون أولوية لأي دولة.. وهو كذلك بالنسبة للولايات المتحدة".
وقامت الوزيرة الأمريكية بزيارة سريعة إلى مدينة صنعاء القديمة، حيث تجولت في بعض شوارعها وأزقتها، وتعرفت على بعض معالمها الأثرية وأسواقها الشعبية، وسط حراسة أمنية مشددة.
وعقدت هيلاري كلينتون بعد ذلك لقاءاً مع قيادات أحزاب اللقاء المشترك المعارضة في مبنى السفارة الأمريكية في صنعاء، واستمعت منهم إلى شرح حول موقفهم من الأزمة السياسية القائمة مع الحزب الحاكم.
ونسبت وكالة رويترز إلى كلينتون قولها بشأن الإصلاحات السياسية في اليمن "نرى أن اليمن يمر بمرحلة انتقالية. يمكن ان تسير في اتجاه أو آخر. يمكن ان تسير في الطريق الصحيح أو في الطريق الخاطئ. ونرغب في ان ندعم أولئك الذين في اليمن ممن يحاولون الانتقال إلى نظام قوي سلمي ديمقراطي وأصوات يمكن سماعها".
وتأتي زيارة كلينتون في وقت تبذل فيه الدبلوماسية الأمريكية جهوداً لإيجاد توافق سياسي بين السلطة والمعارضة في اليمن.