اعتصم العشرات من عائلات أسر المعتقلين في جوانتانامو أمام مجلس الوزراء صباح اليوم السبت، وقامت قوات الأمن بمنع عدد من المشاركين الوصول إلى ساحة الحرية التي تواجد فيها المعتصمون. وعقب الاعتصام أقيمت ندوة "عشر سنوات لليمنيين في جونتنامو وباجرام" التي نظمتها منظمة هود للدفاع عن الحقوق والحريات بمشاركة مصور قناة الجزيرة المفرج عنه من سجن جونتنامو سامي الحاج.
وطالب سامي الحاج في كلمته الحكومة اليمنية إلى التحرك العاجل والفعلي لإنقاذ المعتقلين اليمنيين في جونتنامو الذي قال بأنهم يتعرضون لأقسى المعاملات عكس المعتقلين الآخرين.
واتهم الحاج الرئيس الأمريكي باراك أوباما بخداع شعوب العالم "لوعده الكاذب" بإغلاق المعتقلات الأمريكية، وإعادة المعتقلين إلى بلدانهم.
وقال "حمدنا الله كثيراً بذهاب ذلك الشرير القاتل بوش الذي سفك دماء آلاف الناس في افغانستان والعراق، واستبشرنا بقدوم أوباما إلا أنه نكث وعده ولم يقم بإغلاق معتقل جونتنامو الذي قال بأنه سيغلقه بعد عام من تسيده على الحكم".
وأشار إلى أن عدد المعتقلين الموجودين 173 منهم أكثر من 80 يمنياً، "لم يتم الإفراج عنهم بسبب عدم جدية أمريكا بإعادتهم إلى بلدانهم، وضعف المطالبات اليمنية بالإفراج عن أبنائها".
وأضاف "ما يقارب 50 معتقل يمني تم تبرأتهم قبل أكثر من 3 سنوات إلا أنه لم يتم الافراج عنهم"، لافتاً إلى أن الحكومة الأمريكية قالت لعضوة مجلس النواب البلجيكي وهي ناشطة حقوقية أن الحكومة اليمنية "غير جادة في المطالبة بهم".
ولفت الحاج إلى أن الإدارة الأمريكية تضع حججاً "واهية" لعدم إفراجها عن المعتقلين، وقولها "أن برنامج التأهيل اليمني غير مطابق للبرامج الأخرى، وخوفها من تعرض المعتقلين للتعذيب في بلدانهم".
وقال الحاج إن عدد من الأشخاص أبدو استعدادهم لتحمل تكاليف نقل المعتقلين إلى اليمن، ونفقة تأهيلهم حتى يستطيعون الاندماج في المجتمع.
كما كشف عن اقتراحات وضعتها إدارة السجون بالسماح لأهالي المعتقلين بزيارتهم، وكذا إمكانية العيش والبقاء معهم داخل السجون، إلا أن تلك الاقتراحات قوبلت بالرفض من المعتقلين".
وعرض أحد الحالات التي تعرض لها أحد المعتقلين السودانيين ويقول أن "ابراهيم إدريس عمره أكثر من 50 عام تعرض للتعذيب النفسي والجسدي كغيره من المعتقلين مما سبب في فقدان عقله، وقد برأته المحكمة وكان من المفترض عودته إلى بلاده، غير أنه تم الطعن في قرار تبرأته، وهذا يعني أنه لن يعود إلى على نعش كما سبقه الكثير".
من جانبه قال المحامي عبدالرحمن برمان ان معتقل جونتنامو ليس وصمة عار في جبين أمريكا ولكنه وصمة عار في جبين الإنسانية في العالم التي سكتت عن هذه المعتقلات.
وتطرق برمان إلى جهود منظمة هود مع الائتلاف العالمي للمطالبة بإغلاق جونتنامو، مشيراً إلى أن الفعاليات المطالبة توقفت بعد إعلان أوباما بإغلاق تلك المعتقلات.
وأضاف "لقد جاء من هو أسوأ من بوش، وأوباما أصدر قرارات أنهت كل تلك الآمال بإغلاق تلك المعتقلات، بل ان ذلك القرار سيؤدي إلى سوء معاملة المعتقلين، ووضعهم في سجون دنيئه".
وأشار إن 92 يمني لا زالوا يقبعون في سجن جونتنامو فيما يقبع 2 في سجن باجرام بأفغانستان، فيما توفي 2 وأفرج عن 21 آخرين.
وطالب برمان الحكومة اليمنية الجدية للمطالبة بالإفراج عن اليمنيين، مستغرباً من دورها "المترهل" إزاء أبنائها.
وتحدث عن ما وصفه ب"الدور السلبي" الذي يقوم به اغلب المفرج عنه، وقال "للأسف المفرجين عنهم لم يساعدونا في كشف بعض ما يحدث في ذلك المعتقل، ولم يتعاونوا معنا بالتفاعل مع الفعاليات المطالبة للإفراج عن أولائك المعتقلين المتواجدين في تلك السجون، كما يقوم به سامي الحاج".
وشن المحامي أحمد عرمان هجوماً على الحكومة اليمنية متهماً إياها بتجاهل قضية اليمنيين المعتقلين في السجون الأمريكية. وقال "الدور الحكومي منحصر على الدور الأمني، والأمن القومي قال لنا أن لديهم معلومات فقط عن المعتقل".
وابدى استغرابه من تعامل الحكومة الامريكية مع المعتقلين اليمنيين وقيامها الافراج عن معتقلين أفغان، واستثناء اليمنيين، مضيفاً "هل افغانستان أفضل حالاً من اليمن حتى لا يفرج عن المعتقلين اليمنيين بحجة أن اليمن ليست آمنة".
ولم يكن بعيداً عن وصف قرار أوباما بنقل المعتقلين إلى سجون مدنية ب"الأسوأ"، مشيراً إلى أن القرارات أضرت كثيراً بالمعتقلين.
من جانبه قال جمال مرعي أحد العائدين من سجن جونتناموا ان المعتقلين لا يريدون تعويض ولكنهم يريدون العودة إلى بلدانهم وإخراجهم من ذلك السجن. حسب قوله.
وأضاف "الضغط الإعلامي والدولي مطلوب، ويجب على هود أن تقوم بالعمل بشكل أكبر للضغط على الحكومة اليمنية".