اعتبر المحامي/ عبدالرحمن برمان، معتقل غوانتانامو وصمة عار في جبين العالم الصامت تجاه الجرائم التي ترتكب فيه ضد الإنسانية وتدنيس المقدسات قبل أن يكون المعتقل البشع عار في جبين الولاياتالمتحدة الأميركية. أهالي معتقلي جونتانامو نفذوا اعتصاماً لهم السبت أمام مجلس الوزراء بصنعاء لتذكير الحكومة اليمنية بواجبها تجاه مواطنيها في المعتقل المظلم.. إلا أن أفراد الأمن منعوا المشاركين في اللحظات الأخيرة من الاعتصام من دخول ساحة الحرية أمام مجلس الوزراء -حسب برمان- الذي كشف عن توجيه الأمن لإدارة فندق "إيجل" بمنع إقامة ندوة بعنوان: "عشر سنوات لليمنيين في جونتانامو وباجرام".. وسلم أهالي المعتقلين الحكومة رسالة لرئيس الجمهورية.. يطالبونه بالعمل على إطلاق اليمنيين المعتقلين في جونتانامو أسوة بالمعتقلين من مختلف أنحاء العالم. ولا زال (92) يمنياً معتقلاً في جونتانامو إضافة إلى اثنين آخرين في قاعدة باجرام ، رغم صدور أحكام قضائية من محاكم مدنية أميركية تبرئ العديد منهم.. مضيفاً بان إطلاق سراحهم بات في طريق مسدود نتيجة تحجج الإدارة الأميركية بسيطرة الغالبية الجمهورية على الكونجرس. ويأتي اعتصام أهالي المعتقلين تزامناً مع قرار الإدارة الأميركية منع معتقلي جونتانامو من الخضوع لمحاكمة مدنية، ونقلهم وإعادتهم إلى بلدانهم بشروط تتوافق مع ما تعتبره الإدارة الأميركية ضرورة في إعادة تأهيلهم. وأشار (برمان) إلى أن منظمة هود ستسمر في تصعيد فعاليتها الاحتجاجية إلى حين يطلق سراح المعتقلين.. موضحاً بأن الحملة العالمية لإغلاق جونتانامو طوال العام الماضي كانت قد توقفت فعالياتها بعد إعلان الرئيس الأميركي/ باراك أوباما اعتزامه إغلاق المعتقل.. مشيراً إلى أن تأكيد أوباما مؤخراً استحالة إغلاق المعتقل في الوقت الحالي وقراره بمنع المعتقلين في جونتانامو من اللجوء للمحاكم المدنية الأميركية وراء عودة المنظمات الحقوقية للحملة العالمية مرة أخرى وعلى رأس هذه المنظمات هود التي حملت على عاتقها القضية منذ اللحظة الأولى. يأتي الاعتصام الذي نظمته منظمة (هود)، امتداداً لفعاليات سابقة للمنظمة تزامناً مع الحملة العالمية لإغلاق جونتانامو، وكذا تذكير الحكومة اليمنية بواجبها تجاه مواطنيها المعتقلين في جونتانامو، ونظمت اللجنة الوطنية للدفاع عن المعتقلين اليمنيين في السعودية، باعتبارها تحالفاً لمنظمات مجتمع مدني يضم (هود، منتدى الشقائق، الكرامة، سجين، بلاقيود،المرصد) أمس السبت إلى أهالي المعتقلين في جونتانامو.. مطالبين بإطلاق سراح نحو (13) سجيناً يمنياً في معتقل القصيم تشتبه السلطات السعودية في تورطهم مع القاعدة، ورفع أهالي المعتقلين في جونتانامو وقصيم السعودية لافتات تطالب بسرعة الإفراج عن ذويهم المعتقلين.. محملين الحكومة اليمنية المسؤولية عن بقائهم في السجون. ولفت برمان في كلمة هود في الندوة إلى تضرر أسر المعتقلين في جونتانامو اجتماعياً ونفسياً، داعياً المعتقلين العائدين من جونتانامو إلى تشكيل رابطة تشرح معاناة المعتقلين. من جهته المعتقل السابق في جونتانامو ومصور الجزيرة (سامي الحاج) اقترح بأن تجرى وقفة شهرية مع معتقلين جونتانامو.. متهماً الإدارة الأميركية بخدع الشعوب عندما وعدت بإغلاق جونتانامو.. مشيراً إلى استبشارهم بصعود أوباما إلى سدة الحكم، لكنه عبر عن أمله في تنفيذ تلك الوعود خصوصاً بعد مرور أكثر من عام على الإعلان، واستمرار الإدارة الأميركية بالتذرع بخشيتها من تعرض المعتقلين للتعذيب في بلدانهم، وعدم جدية الحكومات الأخرى للمطالبة بأبنائها. كما كشف (الحاج) عن استعداد عدد من الشخصيات وصفها بالموثوقة لتمويل برامج إعادة تأهيل المعتقلين وإعادتهم إلى بلدانهم في حال سمحت الإدارة الأميركية بإطلاق سراحهم.. دعياً الحكومة اليمنية إلى ممارسة مزيد من الضغوط على الحكومة الأميركية في سبيل إطلاق سراح المعتقلين.. مشيراً إلى صدور أحكام تبرئ نحو (50)معتقلاً من أصل (173) لا يزالون في جونتانامو.. مشددا على ضرورة مواصلة حملات الضغط على الإدارة الأميركية وأن كل أحرار العالم مؤيدون لذلك. وعبر (الحاج) عن رفضه لتجميد صورة جونتانامو بالسماح لعائلات المعتقلين بزيارتهم.. مشدداً على ضرورة إغلاق المعتقل، وأن كثيرا من أحرار العالم بينهم الشعب الأميركي يطالبون بضرورة إغلاق جونتانامو. المحامي (عبدالرحمن الحيلة) قال بأن شقيقه رفع الإضراب عن الطعام الذي كان يعكف عليه خلال الأيام الماضية مقابل اتصال لمدة ساعتين أجراه بأسرته أمس بالصوت والصورة. وقال (الحيلة) بأن شقيقه (عبد السلام) يعاني من ظروف صحية ونفسية صعبة.. مشيرا إلى إرساله لثلاث رسائل لكل من البرلمان والحكومة ورئيس الجمهورية. مسئوول ملف المعتقلين في منظمة هود (أحمد عرمان) إتهم الحكومة اليمنية بالتقاعس عن القيام بدورها وأنها لا تملك أية طريقة للتفاوض بإطلاق سراحهم.. ناهيك عن عدم امتلاكها لبيانات بشأن معتقليها.. مشيراً إلى أن الدور الحكومي ينحصر في الجانب الأمني "الذي لم يسلم من أذاه العائدون من جونتانامو"- حسب قوله.