كلف مجلس النواب في اليمن لجنة الشؤون الخارجية والمغتربين بالمجلس لمتابعة الجهود الحكومية للإفراج عن المعتقلين اليمنيين في السجون الأميركية ، بناء على قرار اتخذه جلسته المنعقدة اليوم السبت برئاسة يحيى علي الراعي نائب رئيس المجلس. وتضمن القرار ان تقوم اللجنة البرلمانية بمتابعة الحكومة ممثلة بوزارة الخارجية لمعرفة الخطوات المتبعة لتنفيذ توجيهات الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية وجهوده المبذولة بشأن الإفراج عن المعتقلين اليمنيين في السجون الأمريكية(غوانتنامو وباغرام)، وإطلاع المجلس بنتائج ذلك. وكان عدد من النواب التقوا بعدد من ممثلي أسر المعتقلين اليمنيين في السجون الأمريكية والمسؤول التنفيذي بمنظمة "هود" الحقوقية خالد الآنسي. وجاء اللقاء على هامش اعتصام أسر المعتقلين أمام البرلمان اليوم السبت . وكان قد أحتشد العشرات من أسر وأهالي المعتقلين اليمنيين في جوانتانامو والسجون السرية الأمريكية يساندهم ممثلي منظمات المجتمع المدني والمهتمين بمجال حقوق الإنسان صباح اليوم السبت أمام مقر مجلس النواب بالعاصمة صنعاء للمطالبة بإطلاق سراح المتعقلين اليمنيين المتبقين في سجن الحربي بخليج كوبا (جونتانامو) والذي يزيد عددهم عن 100 شخصا ولإغلاق المعتقل بشكل نهائي أيضا. وحمل المعتصمون من النساء والرجال والأطفال صور المعتقلين ولافتات كتبت عليها شعارات تطالب بمنح الحرية للمعتقلين وإعادتهم لأمهاتهم وأطفالهم ووضع البسمة على شفاهم "نطالبكم بإغلاق سجن جونتانامو.. أفرجوا عن أبنائنا فورا..نطالب بغلق المعتقلات السرية في أمريكا وغيرها". وطالب المتظاهرون أعضاء البرلمان الحكومة اليمنية بالقيام بواجبهم ومسؤولياتهم الوطنية والأخلاقية تجاه المعتقلين. وبعت أهالي المعتقلين برسالة إلى البرلمان عبروا فيها عن استغرابهم واستهجانهم الشديد للتصريحات الأمريكية والذرائع التي استخدمتها ومنها خوفها على المعتقلين من تعرضهم للتعذيب في بلدهم بعد ما تعرضوا له من إهانة للكرامة الإنسانية من قبل جنودها ومسؤوليها ورأوا أن مثل هذه التبريرات لا محل لها وتفتقر إلى المصداقية. ووجهت المنظمات التي تعني بالدفاع عن حقوق الإنسان ومنها(هود) و(الكرامة) رسالة إلى مجلس النواب قالتا فيه أن"اعتصام اسر وأقارب المعتقلين في (جوانتانامو) أمام مبنى البرلمان هو للمطالبة بإغلاق كافة السجون الأمريكية غير القانونية في أفغانستان وكوبا وإطلاق سراح كافة المعتقلين وإعادتهم إلى بلدانهم بما فيهم المواطنين اليمنيين الذين يشكلون العدد الأكبر بين مختلف الجنسيات". وأشارت الرسالة إلى أنه برغم أن كثير من الدول قد استلمت معظم مواطنيها في هذه السجون إلا أن اليمن لم تستلم سوى (17) معتقلا أربعة منهم تم تسليمهم من سجون سرية و(13) أفرج عنهم من جونتانامو ويبقى لليمن (104) معتقلا في جونتانامو ومعتقلين اثنين في سجن قاعدة باجرام الجوية الأمريكية منذ نحو 6 سنوات . وأوضحت أن العديد من المنظمات الحقوقية والإنسانية المحلية والدولية عملت الكثير على ملف المعتقلين منذ ما بعد أحداث سبتمبر 2001 ونظمت العديد من الفعاليات والمؤتمرات وجمع المعلومات والشهادات حول ما يتعرض له البشر في هذه السجون. وطالبت الرسالة باسم أسر وأقارب المعتقلين أن يقوم مجلس النواب والحكومة اليمنية ببذل المزيد من الجهود والضغط أكبر على الحكومة الأمريكية لاتحاد إجراءات جادة وعملية في سبيل الإفراج عن المتعقلين اليمنيين. كما طالبوا بتشكيل لجنة برلمانية لمتابعة قضية المعتقلين اليمنيين في الخارج وتقصي الحقائق حول ما قامت به الحكومة اليمنية بهذا الشأن. وثمن الأهالي دور رئيس الجمهورية في المطالبة بإعادة المعتقلين اليمنيين في السجون الأمريكية والطلبات التي تقدم بها لدى الحكومة الأمريكية والحكومات الأوروبية للإفراج عن جميع المعتقلين. من جانبه أكد المحامي خالد الآنسي المدير التنفيذي لمنظمة هود بأن هذه الاعتصامات والمؤتمرات التي عقدت في هذا الجانب تواكب السابقة مشيرا إلى ضرورة تشكيل لجنة وطنية من الحكومة والبرلمان ومنظمات المجتمع المدني لتتولى مسألة مفاوضات إطلاق سراح المعتقلين. وقال الآنسي أن المؤتمر الأخير الذي عقد بصنعاء حمل أجندة واضحة وبرنامج زمني وحرك كثير من الأطراف لإيجاد الحلول لإطلاق سراح العديد من المعتقلين. وكان الرئيس علي عبد الله صالح جدد يوم الخميس طلب اليمن للولايات المتحدة الأمريكية بتسليمها المعتقلين اليمنيين في معتقل جوانتانامو إضافة إلى تسليمها محمد علي المؤيد ورفيقه محمد زايد. وأكد الرئيس صالح في لقائه بستيفن ساش سفير الأمريكي بصنعاء أن اليمن ستقوم بتنفيذ برنامج لإعادة تأهيل ودمج من يتم تسليمهم من المعتقلين اليمنيين في جوانتنامو وبما يكفل اندماجهم في المجتمع ليكونوا مواطنين صالحين. كما أكد الرئيس صالح"أن اليمن على استعداد لمحاكمة أي شخص من أولئك المعتقلين يثبت تورطهم في ارتكاب أعمال عنف أو إرهاب طبقا للدستور والقوانين اليمنية النافذة، وبموجب ملفات تتضمن أدلة اتهام يتم استلامها من الجانب الأمريكي" مشيداً بعلاقات التعاون القائمة بين اليمن والولايات المتحدة الأمريكية ومؤكدا على تعزيزها وتطويرها لما فيه خدمة المصالح المشتركة بين البلدين. وفي الشهر الماضي قام الرئيس صالح بجولة أوروبية طالب فيها الدول الأوروبية ببذل جهود أوروبية أكثر جدية لإغلاق المعتقل من جهة وضمان الإفراج السريع عن المعتقلين اليمينين داخل جوانتنامو البالغ عددهم حوالي المئة معتقل من جهة أخرى. وتنتقد منظمات حقوقية دولية ومنها أمريكية واشنطن مرارا حول هذا المعتقل الذي صنفته بأنه من أسوءا السجون الذي عرفه العالم لمدى انتهاكه لحقوق الإنسان والحريات.