بعد نجاح الثورة الشعبية التونسية خرج علينا رموز الحزب والنظام الحاكم على رأسهم علي عبدالله صالح يقولون: اليمن ليست تونس. الآن اندلعت ثورة مصرية، تبدو حتى الآن أشد من ثورة تونس رغم انها لا تزال في يومها الرابع. قد تنجح الثورة المصرية وتحقق كامل أهدافها بإسقاط النظام الحاكم هناك، وقد تنجح في تحقيق بعض أهدافها فقط بإنجاز إصلاحات سياسية كبيرة. في كل الأحوال سيخرج رموز النظام هنا في صنعاء مرددين نفس الاسطوانة: اليمن ليست مصر، غير أن الواقع والتاريخ يؤكد لنا أن اليمن هي مصر. مصر كانت هي الملهم الأكبر لليمنيين، في السياسة والثورات والحركات والأدب والصحافة والفن والقوانين وطريقة بناء الدولة. مصر اليسارية والناصرية والإسلامية، مصر يوليو، مصر حسن البنا وعبدالناصر، مصر نجيب محفوظ وأم كلثوم. لقد كانت ثورة تونس مصدر إلهام بالنسبة للشعوب العربية، وكان المصريون الأكثر استجابة وتفاعلاً مع تلك الثورة. ومن المؤكد أن الثورة المصرية - إذا ما نجحت - ستكون مصدر إلهام كبير للشعوب العربية الأخرى خصوصاً الشعب اليمني الذي يتأثر إلى حد كبير بما يحدث في مصر سلباً أو إيجاباً. الجميع يراقب ما يحدث الآن في مصر، ويترقب النتائج التي يمكن أن تتمخض عن الثورة المشتعلة حتى اللحظة في شوارع "أم الدنيا". وأياً تكن النتائج، على الشعب اليمني أن يدرك أن الدور الآن على اليمن، فالظروف مهيأة للتغيير أكثر من أي بلد آخر. على المعارضة التي بدأت تتجاوز مربع الخوف أن تتجاوز مربع المخاوف أكثر وأكثر، وعليها أن ترفع سقف مطالبها لتحقيق التغيير. كما إن على الرئيس صالح أن يفهم قبل فوات الأوان وأن يغلب مصلحة أسرته (وينجو بها) على مصلحته الشخصية التي يراها في البقاء على الكرسي! اليمن ليست تونس لكن اليمن هي مصر .. بل وستتجاوز الأمور ما حدث في تونس ومصر إذا ما أخذنا بالاعتبار تسعة مليون قطعة سلاح وعشرة مليون جنبية !