أظهرت برقيات دبلوماسية أمريكية مسربة ان مساعي الرئيس الامريكي باراك اوباما للاصلاح الديمقراطي في مصر تواجه مقاومة من الرئيس المصري حسني مبارك لاسباب من بينها اعتقاده بأن الضغوط الامريكية السابقة من أجل التغيير سببت فوضى في الشرق الاوسط. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم الجمعة في الوقت الذي اجتاحت فيه احتجاجات واسعة شوارع مصر لليوم الرابع ان من "الحيوي تماما" أن تتبنى القاهرة تغييرا سياسيا واجتماعيا وهو ما تدعو اليه الولاياتالمتحدة منذ سنوات.
وتظهر برقيات دبلوماسية امريكية نشرها يوم الجمعة موقع ويكيليكس الالكتروني ان اوباما قاد الولاياتالمتحدة الى علاقات أكثر دفئا مع مصر من خلال تفادي اساليب الاحراج العلني التي اتبعها سلفه جورج بوش بينما حث على الاصلاح السياسي سرا.
لكنها تظهر ايضا ان مبارك ينظر بتشكك الى الضغوط الامريكية حيث يعتبر ان ضغوط واشنطن بشأن الاصلاح في الشرق الاوسط قد تسببت في أخطاء هائلة مثل الاطاحة بشاه ايران وانتخاب حركة حماس الاسلامية في قطاع غزة.
وقالت السفارة الامريكية في القاهرة لكلينتون في برقية قبل زيارة مبارك لواشنطن في مايو ايار 2009 "سمعناه يندب نتائج الجهود الامريكية السابقة لتشجيع الاصلاح في العالم الاسلامي.
"يتذكر شاه ايران.. الولاياتالمتحدة شجعته على قبول الاصلاحات لتشهد سقوط البلاد في أيدي الثوار الاسلاميين المتطرفين. حيثما رأى تلك الجهود الامريكية .. يمكنه الاشارة الى الفوضى وضياع الاستقرار الذي تلى ذلك."
والبرقيات جزء من حوالي 250 ألف وثيقة سرية خاصة بوزارة الخارجية الامريكية قيل أن موقع ويكيليكس حصل عليها.
وتشير البرقيات الى أن العلاقات الامريكية المصرية ساءت في عهد بوش. واعتبر مبارك الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق خطأ أدى في النهاية الى تعزيز نفوذ وقوة ايران.
وقالت البرقية المؤرخة في مايو ايار 2009 "اعتبر مبارك الرئيس بوش ... ساذجا يتحكم فيه اتباعه وانه غير مؤهل بالمرة للتعامل مع العراق بعد صدام .. خاصة مع صعود ايران."
وأشارت الى أن الرئيس المصري يعتقد أن العراق في حاجة الى حاكم عسكري صارم وقوي وعادل.
وقالت البرقية "نعتقد أن هذه الملاحظة الدالة .. تصف رؤية مبارك الشخصية لنفسه."
وتصف البرقيات تحسن العلاقات مع ابتعاد اوباما عن سياسة الانتقاد العلني التي اتبعتها ادارة بوش.
وساهمت مبادرات اوباما وخطابه الذي وجهه الى العالم الاسلامي من القاهرة في 2009 في تحسن العلاقات حتى على الرغم من مواصلة ادارته الضغط على حكومة مبارك من اجل مزيد من الانفتاح وانهاء انتهاكات حقوق الانسان.
وارسلت السفارة الامريكيةبالقاهرة برقية الى روبرت مولر مدير مكتب التحقيقات الاتحادي قبل زيارته للقاهرة في فبراير شباط 2010 تقول "نواصل الدعوة الى الاصلاح الديمقراطي في مصر بما في ذلك توسيع الحرية السياسية والتعددية واحترام حقوق الانسان."
وقالت البرقية ان واشنطن تضغط على القاهرة لرفع حالة الطوارئ المفروضة على البلاد بشكل شبه متواصل منذ عام 1967 واستبداله بقانون لمكافحة الارهاب يحترم الحريات المدنية.
وأضافت أن حكومة مصر "لا تزال متشككة في دورنا في الترويج للاصلاح الديمقراطي وتشكو من أن أي جهود للانفتاح ستؤدي الى تمكين (جماعة) الاخوان المسلمين التي تشغل حاليا 86 مقعدا في البرلمان المصري الذي يضم 454 مقعدا."
وجماعة الاخوان المسلمين اكبر الجماعات السياسية المصرية المعارضة وتسعى الى العودة الى حكم الشريعة الاسلامية. ويخوض أعضاؤها الانتخابات كمستقلين للتحايل على القيود المفروضة على أنشطة الاحزاب الدينية.