تصاعدت وتيرة التظاهرات في مصر واحتشد الالاف من المتظاهرين وسط القاهرة مواصلين احتجاجاتهم وتظاهراتهم ضد الحكومة المصرية على الرغم من بدء سريان حظر التجول الجديد في القاهرةوالسويس والإسكندرية. وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إن مدير المخابرات المصرية عمر سليمان أدى اليمين الدستورية كنائب للرئيس.
يشار إلى أن منصب رئيس الجمهورية شاغر منذ تولي الرئيس المصري حسني مبارك الحكم قبل ثلاثين عاما، ويبلغ سليمان من العمر نحو 75 عاما وهو يشغل منصب مدير المخابرات العامة منذ تسعينيات القرن الماضي، وقد تولى مؤخرا عدة ملفات في مجال السياسة الخارجية مثل ملف مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية والمصالحة بين الفصائل الفلسطينية. كما قرر الرئيس مبارك تعيين وزير الطيران المدني أحمد شفيق رئيسا للحكومة، يشار إلى أن شفيق كان قائدا للقوات الجوية المصرية بين عامي 1996و2002. وقال التلفزيون المصري الرسمي ان الرئيس مبارك قد عقد محادثات ازمة مع عدد من كبار المسؤولين المصريين في مقر الرئاسة المصرية. وقد نفى التلفزيون المصري ما تردد من أنباء عن سفر علاء وجمال مبارك نجلي الرئيس المصري خارج البلاد. وقد أعلن الحزب الوطني الحاكم أنه قبل استقالة أحمد عز من أمانة التنظيم في الحزب، ويعد عز من أبرز قيادات الحزب الحاكم ومن كبار رجال الأعمال. وافادت مصادر لبي بي سي ان بعض الشخصيات المصرية البارزة في طريقها الى خارج البلاد. اشتباكات ونهب وقد ناشد الجيش المصري المواطنين الالتزام بحظر التجول ودعا المتحدث العسكري اللواء اسماعيل عثمان المواطنين إلى التصدي لعمليات السلب والنهب. وقال المتحدث إن الجيش يلتزم بأقصى درجات ضبط النفس في التعامل مع المتظاهرين مناشدا المواطنين بعدم الوقوف في تجمعات في الشوارع والمدن الرئيسية وتوعد المخالفين بإجراءات صارمة. وقد أعلن التلفزيون المصري أنه تم الدفع بوحدات من الجيش المصري إلى جميع الأحياء والمدن في المحافظات للتصدي لأعمال النهب. وقال التلفزيون إن الجيش ألقى القبض على "مجموعات من الخارجين على القانون" في أحياء مدينة نصر والقاهرة الجديدة والمعادي بالعاصمة المصرية. وكانت الأنباء قدد أفادت بانتشار أعمال السلب والنهب فى عديد من أنحاء القاهرة والإسكندرية وسط غياب تام لقوات الأمن في بعض المناطق بينما شكل السكان لجانا شعبية وفرضوا أطواقا أمنية لحماية أنفسهم وممتلكاتهم. وقالت وزارة الصحة المصرية إن 62 شخصا على الأقل قتلوا وأكثر من ألفين أصيبوا بجراح في الاشتباكات التي تشهدها البلاد منذ الجمعة أمس بينما تحدثت وكالات الأنباء عن أعداد أكبر. لكن وكالة رويترز أفادت احصاءات استنادا لتقارير من مصادر طبية ومستشفيات وشهود ان ما لا يقل عن 74 شخصا قتلوا في احتجاجات في ارجاء مصر للمطالبة بانهاء حكم الرئيس حسني مبارك. ووردت انباء عن سقوط نحو 68 قتيلا في القاهرةوالسويسوالاسكندرية في احتجاجات يوم الجمعة. وقبل ذلك اعلنت قوات الامن ان ما لا يقل عن ستة أشخاص بينهم شرطي قتلوا. ويوم السبت قالت مصادر طبية لرويترز ان نحو 2000 شخص اصيبوا في انحاء البلاد ومن المؤكد ان يرتفع العدد مع اندلاع المزيد من الاحتجاجات. وقالت مصادر طبية إن خمسة اشخاص على الأقل قتلوا في احتجاجات يوم السبت بالقاهرة بينما أفادت أنباء بمقتل ثلاثة عشر شخصا في السويس بالاضافة الى إصابة ثمانمئة وسبعين شخصا فى الاحتجاجات.واكد الدكتور ياسر سيد من وزارة الصحة المصرية في حديث مع بي بي سي ان ذخيرة حية قد اطلقت على بعض المتظاهرين. وأظهرت صور عمليات تخريب تعرض لها المتحف المصري في ميدان التحرير وسط القاهرة ومقر مجمع المحاكم في شارع الجلاء. وقال مراسلنا أسد الله الصاوي إن المئات من المواطنين في منطقة مساكن الشيراتون في ضاحية مصر الجديدة نزلوا إلى الشوارع لحماية ممتلكاتهم. وفي الاسماعيلية شمال شرق القاهرة أفادت أنباء باحتراق مبنى مباحث أمن الدولة بمحافظة الإسماعيلية واستيلاء المتظاهرين على الأسلحة الشخصية للضباط والجنود وفرار آخرين بعد إطلاق نار تقول الأنباء إنه أسفر عن سقوط قتيلين بين المحتجين بينما يحمي الجيش المباني الحكومية الرئيسية. وقال مدير مكتب بي بي سي في القاهرة إن المتظاهرين تحدوا حظر التجول واستمروا في الاحتجاجات الرافضة للتغييرات التي أعلنت. ووقعت اشتباكات بين متظاهرين وقوات أمن في محيط وزارة الداخلية اسفرت عن وقوع إصابات. واقامت قوات الجيش حاجزا لمنع المتظاهرين الاخرين من اقتحام مبنى وزارة الداخلية التي تتجمع قوات الامن بداخله. وافادت وكالة رويترز ان الجيش صد محاولة من مئات الاشخاص لاقتحام احد المباني التابعة للمصرف المركزي المصري في القاهرة. ويقول مراسل بي سي خالد عز العرب ان مدرعات الجيش قد تحركت من منعطف القصر العيني متوجهة الى موقع الاشتباكات قرب وزارة الداخلية. وسارت الحشود وسط القاهرة مرددة شعارات تقول الشعب والجيش يد واحدة، ومطالبة برحيل النظام المصري الحاكم.
وتجمعت اعداد كبيرة من المتظاهرين امام مبنى التلفزيون المصري، ولم يتدخل الجيش لتفريقهم على الرغم من سريان حظر التجوال منذ الساعة الرابعة بالتوقيت المحلي المصري. كما احتشد اكثر من خمسين الف متظاهر وسط مدينة الاسكندرية في تظاهرة حاشدة مطالبة برحيل الرئيس المصري. وشهدت عدة مدن مصرية اخرى تظاهرات حاشدة حملت المطالب ذاتها، شاب بعضها اشتباكات مع الامن واحداث عنف. وأعلن التلفزيون المصري الرسمي عن ان الحكومة المصرية قدمت استقالتها رسميا الى رئيس الجمهورية بعد اجتماع عقدته صباح السبت.كما اعلن لاحقا تمديد مواعيد حظر التجول ليصبح من الرابعة عصرا الى الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي المصري. تفجير مقر امن الدولة برفح وفي رفح بسيناء قام عدد من بدو سيناء بتفجير مقر امن الدولة في المدينة ما اسفر عن مقتل شخص واحد وجرح 12 ، كما اكد لبي بي سي الصحفي اشرف سويلم من مدينة رفح المصرية. وسبق ان اكد المحتجون البدو في شمال سيناء تلقيهم اتصالا من "جهة سيادية" طلبت منهم التعاون في ضبط الحدود مع قطاع غزة وذلك بعد ورود تقارير غير مؤكدة عن تسلل عدد من الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية. ويقول خالد عز العرب مراسل بي بي سي في القاهرة ان بدو سيناء يسيطرون بالكامل على مدينتي الشيخ زويد ورفح المصريتين في ظل غياب كامل لقوات الأمن ويؤكدون عدم سماحهم بعودة قوات الشرطة الا بعد الإفراج عن معتقليهم وإسقاط التهم الغيابية. يذكر أن قوات الجيش غير مسموح لها بالدخول إلى تلك المناطق وفق اتفاقية كامب ديفيد للسلام مع إسرائيل. تمردات في السجون وتواردت انباء عن حصول اكثر من تمرد او اشتباكات في وقرب عدد من السجون المصرية وذكرت مصادر في سجن ابو زعبل ان تمردا جرى داخل السجن واستولى معتقلون سياسيون على السجن وان الشرطة تحاصرهم داخل مبنى السجن. بيد ان محمد محمود سامي احد المعتقلين السياسيين في سجن ابو زعبل قال في اتصال مع بي بي سي ان أعصاب المعتقلين هادئة الآن، بالرغم من معرفتهم انهم من الممكن ان يموتوا برصاص الشرطة. وقال ان الشرطة قفلت الابواب عليهم وتركتهم منذ اول امس دون اكل او شرب فحاول المعتقلون الخروج الا انه تم جلب تعزيزات اضافية من الشرطة بلغت حسب تعبيره 50 شرطيا. وافاد موفد بي بي سي الى السويس معوض جوده عن حصول تمرد بين المساجين فى سجن شبين الكوم العمومي فى المنوفية وان الامن يواجه المساجين المتمردين باطلاق عيارات نارية. واهالي السجناء تجمعوا حول السجن. كما وقعت اشتباكات امام سجن الغربانيات في غرب الاسكندرية الذي يضم خمسة الاف سجين وسط مخاوف من امكانية نزول السجناء الى الشوارع. وتواردت انباء اضرام النار في قسم شرطة الجيزة والاعتداء على أفراد الشرطة الذين كانوا موجودين فيه.