رأت شخصيات مصرية عديدة في تعيين سليمان نائبا للرئيس و شفيق رئيسا للحكومة تكريسا للحل الأمني، وحذرت من محاولة الالتفاف على مطالب الجماهير. واختار الرئيس المصري البالغ من العمر 82 عاما، رئيس المخابرات عمر سليمان نائبا للرئيس وهي المرة الأولى التي يختار فيها شخصا لتولي هذا المنصب. واختار مبارك أيضا احمد شفيق وهو قائد سابق للقوات الجوية ووزير سابق للطيران المدني لتولي منصب رئيس الحكومة. وفي تعليقه على القرارين، قال العالم المصري أحمد زويل إنّه لا يمكن حلّ الأزمة المصرية بتغيير الأشخاص دون تغيير النظام. وتوجه عالم الكيمياء المصري الحاصل على جائزة نوبل للكيمياء باقتراح من أربعة بنود لإخراج مصر من أزمتها الراهنة وإدخالها عهداً جديداً . وقال زويل إن ما دفعه لهذا الاقتراح هو إحساسه بالواجب تجاه مصر وشبابها . وفي اقتراحه دعا زويل إلى تشكيل "لجنة حكماء" مهمتها صياغة دستور جديد للبلاد أساسه الحرية والمواطنة واحترام حقوق الإنسان وتداول السلطة سلمياً. ودعا في البند الثاني إلى ضمان استقلالية القضاء، وفي الثالث إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية تحت رعاية القضاء المصري. وختم اقتراحه بالمطالبة بحكومة وطنية جديدة وبأن تتولى القوات المسلحة، التي تحظى باحترام الجميع، بحماية البلد من الفوضى والتخريب . وقال زويل إن مصر غنية بأبنائها، مضيفاً “نحن جميعاً مستعدون لدفع حياتنا في خدمة الوطن”، داعياً إلى تأمين حياة المصريين وحمايتهم من خلال تدخل القوات المسلحة، وختم بأن “ثورة الغضب لابد أن تؤتي ثمار الأمل”، متمنياً حماية مصر من كل شر . وبينما دعا زويل القوات المسلحة إلى حماية البلاد من الفوضى، وصف رئيس الجمعية الوطنية للتغيير محمد البرادعي قراريْ الرئيس مبارك بأنهما تكريس للحل الأمني، وعملية تغيير أشخاص لا غير. وأضاف البرادعي -في مقابلة مع الجزيرة- أن أي محاولة للالتفاف على مطالب الجماهير بتغيير النظام ستؤدي إلى مزيد من التدهور. داعياً مبارك ونظامه إلى أن "يرحل اليوم قبل غداً". وقال البرادعي (68 عاما) إن الرئيس حسني مبارك لم يستمع للشعب. وكان البرادعي أشار إلى انه قد يرشح نفسه للرئاسة اذا جرت تغييرات ديمقراطية ودستورية ووصف تعيينات مبارك بانها عديمة الفائدة. ووصف التعيينات بأنها مجرد تغيير للأشخاص لكن المطلوب هو تغيير للنظام. وقال ان الشعب المصري يطالب بشيء واحد وهو رحيل الرئيس. ودعا المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتشكيل حكومة انتقالية للتجهيز لانتخابات نزيهة وذلك خلال مكالمة هاتفية مع الجزيرة. وتصاعدت حدة الاحتجاجات التي تطالب برحيل مبارك في أنحاء البلاد ليوم خامس يوم السبت. وأبلغت الولاياتالمتحدة مبارك يوم السبت بأنه لا يمكنه الاكتفاء بمجرد "إعادة ترتيب الأوراق" من خلال تغيير الحكومة وضغطت عليه لتلبية وعده بإجراء إصلاح حقيقي. وردد البرادعي نفس المخاوف قائلا ان أي محاولة للالتفاف على المطالب الشعبية ستقود إلى تدهور كبير في الوضع الأمني في مصر. وأضاف انه ابلغ الرئيس مبارك بتحمل المسؤولية الكاملة. وقال البرادعي ان الرئيس يجب أن يختاره الشعب . وأضاف أن مصر سوف تنهار ما دام أن النظام لا يفهم أن الوقت قد حان للرحيل في الوقت الذي تريد فيه البلاد نظاما جديدا ومن جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى إن السياسة في مصر يجب أن تتغير، ويجب أن تؤخذ مطالب الناس بجدية. وأضاف موسى -في اتصال مع الجزيرة- أنه حذر في وقت سابق من مغبة الوصول إلى هذه المرحلة، ودعا الحكومات إلى العمل سريعا على تنفيذ إصلاح حقيقي يوفر للمواطنين الرضا والأمل.