وصل راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإسلامية إلى تونس عائدا إلى بلاده بعد 22 عاما قضاها في المنفى. وقال الغنوشي إن حركته تعتزم العمل من أجل الانتفاضة التي أطاحت بحكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي أوائل هذا الشهر. وتأتي عودة الغنوشي مع سماح الحكومة المؤقتة بتسجيل الأحزاب السياسية المحظورة وإعلانها العفو عن السجناء السياسيين وكذلك رفعها القيود المفروضة على وسائل الإعلام. وكان راشد الغنوشي المحكوم غيابيا بالمؤبد عام 1992 قد أعلن قبل ثلاثة أيام على لسان ناطق باسمه عزمه العودة إلى بلاده الأحد وتوقفه عن ممارسة نشاطه السياسي فيها. وقال الناطق أن الغنوشي "يدرك جيدا أنه لن يترشح لأي انتخابات ولن يترشح لأي منصب سياسي". يذكر أن الغنوشي قال مؤخرا إنه يخطط لتسليم قيادة الحركة لجيل الشباب في أعقاب الاضطرابات التي شهدتها تونس. وتعهد رئيس الوزراء التونسي، محمد الغنوشي، الذي لا يرتبط بأي صلة عائلية مع راشد الغنوشي، بإنهاء الحظر الذي فرضته السلطات التونسية على الشيوعيين والإسلاميين. لكن الغنوشي أضاف أن زعيم حركة النهضة لن يستطيع العودة إلى تونس إلا بعد صدور قانون العفو. وأنشئت حركة النهضة عام 1981 من قبل مثقفين تونسيين متأثرين بفكر الإخوان المسلمين. ورغم أن السلطات التونسية سمحت لحركة النهضة بممارسة العمل السياسي في البداية بما في ذلك خلال السنوات الأولى من حكم بن علي الذي قاد انقلابا أبيض على الرئيس السابق، الحبيب بورقيبة عام 1987 إلا أنها حظرت أنشطة الحركة عام 1992.