أشفقت على تصريح بن دغر الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام في صحيفة الأيام الصادر بتاريخ 18 إبريل 2009م في معرض رده على تصريح حيدر العطاس رئيس أول حكومة في دولة الوحدة ورئيس مجلس الشعب الأعلى في دولة الجنوب قبل 22 مايو 1990م. وبالمناسبة فإن الاثنين قد طالهم حكم ما يعرف بقائمة 16 لكن بن دغر استقر به الحال والترحال في صف خصومه في حرب 1994م ليتحول فجأة إلى رأس حربة التصريحات المناوئة للحراك الجنوبي كمدافع عن الوحدة التي قال عنها ذات يوم وهو متواجد في القاهرة كنازح بعد حرب 94 "لا يمكن الحديث عن انتخابات في ظل الاحتلال" بن دغر الذي سخر -على حد قوله- من تصريح شخصية بحجم ونزاهة المهندس "العطاس" بشهادة خصومه وكَقامة وطنية حازت على إجماع النخب السياسية الحاكمة والمعارضة والبرلمانية في الداخل والخارج وكفاءة من طراز نادر في بناء مشروع الدولة اليمنية الحديثة، ولم أدرِ هل تصريح الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي "بن دغر" صدر بقناعاته أم فُرض عليه. فعجبي "أن يتحول أبناء ردفان الذين كشروا أنيابهم وقاوموا الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس يوم ذاك إلى عناصر مأجورة، في نظر وتصريحات من وصلوا إلى أعرق كليات جامعة عدن وفي مواقع متقدمة في دولة الجنوب السابقة أبرزها سلطات القرار السياسي والجماهيري، علماً بأن ماضيه في الجنوب وتحديداً في حضرموت لا يؤهله بلوغ مواقع قيادية مقارنة بشخصيات وطنية خاضت الكفاح المسلح منذ بداية تشكيل طلائع الجبهة القومية على امتداد الجنوب. حديث "بن دغر" يكشف وكأنه الحارس الأمين على وحدة الوطن التي قال عنها من داخل قبة أول برلمان منتخب "إن الوحدة لم تكن الثابت وإنما الثابت هو الله". ما يثير سخرية المتابعين في الشأن الداخلي الإصرار على أن يكون ملكياً أكثر من الملكيين. أن يأتي التصريح من الدكتور عبد الكريم الإرياني أو من الشيخ البركاني مقبول، لكن من أحمد بن دغر ليجعل من نفسه نداً ويتطاول على صاحب اليد واللسان النظيفتين فهذا مستغرب. فلو كان "المنزهه" بشهادة الغير يجيد فن الخداع لكان اليوم يستقبل الوفود في مدينتي: صنعاءوعدن، ويفتح المشاريع، وصوره تحتل الصدارة في الفضائية اليمنية ويتكرر اسمه في المطبوعات اليومية والنشرات المسائية، فالإغراءات والنزعات البرجوازية لم تكن لها مكانة في وجدان المتجرد من الذاتية، بمكنونه وسلوكه الثقافي والاجتماعي منذ نشأة جذوره الاجتماعية وتربيته الدينية المعتدلة. فالذي يتعسف الحقائق ويتمادى في التضليل هو من يدمن في الانتهازية على حساب رفاقه لكي يظفر بموقع رفيع أو يطمح أن يصل إلى منصب في تشكيل حكومي عن قرب للحصول على قدر كبير من الكعكة. أما الذي تتهمه بأنه ليس له علاقة بثورة 14 أكتوبر بإمكانك العودة إلى تاريخ الحركة الطلابية في حضرموت منذ نهاية الخمسنيات إلى بداية الستينيات، ومن هو الذي مثل القطاع الطلابي في المؤتمر الأول للجبهة القومية الذي احتضنته "تعز" سنة 1965م على أبناء الجنوب وقياداته يكشف عن حقيقة تنازع البعض عقدة تلاحقه لها علاقة بالماضي الجنوبي في حقبة السبعينيات ما لم تسندها أجهزة حماية السلطة. يتكئ "العطاس" على تاريخ مثقل بالنزاهة والإخلاص والتضحية والشعور الوطني الفياض، ونسخته حاضرة في وجدان الإنسان اليمني بموروث ناصع بالبياض وبرصيد وحضور وطني منقطع النظير في المحافل الإقليمية والدولية، عاش في الجنوب كرجل دولة من طراز نادر فهو من القيادات التي لا تعرف الإذعان للمصالح الرخيصة أو المساومة على قضايا وطنية ما زالت عالقة، نأى بنفسه عن تمثيل أدوار مشبوهة عندما طلب منه الحضور والمشاركة في احتفالات حضرموت عام 2005م، فقال كلمته: "أنا لا أقبل القيام بهذا الدور". خاص بالمصدر