إلى ما قبل مساء السبت الماضي 5 فبراير، كان الشيخ حميد الأحمر يتعرض – فقط – لحملات إعلامية سياسية لا يتردد الكثيرون من تحميل وزرها على من لا تروق لهم تصريحاته الساخطة ضد رأس النظام القائم.. ومساء السبت الماضي، تعرض مرافقوه لسيل من الرصاص من قبل مجهولين قيل إنهم تعقبوه حتى منزله أثناء عودته من مقر اللجنة التحضيرية -بحسب البلاغ الصحفي الصادر في حينه عن مكتبه الإعلامي. إلا أن موقع التوجيه المعنوي التابع لوزارة الدفاع سارع على لسان مصادر لم يسمها للقول إن الاعتداء حصل من مرافقي الشيخ حميد ضد محافظ صنعاء نعمان دويد (الذي كان أطلق تصريحات سابقة تضمنت إساءات للشيخ حميد، واعتذرت عنها قبائل خولان في حينه). وهو ما نفته رسالة وجهت من مكتب الشيخ إلى قبائل خولان، كشف فيها حقيقة محاولة استهدافه من النظام وزرع الفتنة مع قبائلهم. وإذ طالبها بالتحقيق بالأمر، فقد حكمها في حالة إن وجدت فعلاً أن الخطأ وقع من جهة مرافقيه كما زُعم. لماذا الشيخ حميد؟ الواقع أنه قبل يوم واحد من حادث إطلاق الرصاص، وتحديداً مساء الجمعة، كان الشيخ حميد يرأس اجتماعاً تنسيقياً مع منظمات المجتمع المدني في إطار أنشطة اللجنة التحضيرية للحوار الوطني التي يتسنم أمانتها العامة. وقد اعتبر فيه أن حديث رئيس الجمهورية بعدم التوريث يتناقض مع وجود الورثة بمناصب قيادية في مؤسسات الجيش والأمن، مطالباً بإعادة هيكلة المؤسسة العسكرية والأمنية وإسناد رئاستها لشخصيات جنوبية حتى يتحقق مبدأ الشراكة الوطنية. وأشار إلى أن رئيس الجمهورية لم يقدم أي تنازلات كما ذكر في خطابه حيث أن ما تراجع أو تنازل عنه هي أخطاء ارتكبها وعدل عنها وليست تنازلات تستدعي الوقوف أمامها. والاثنين الفائت، زار رئيس الجمهورية معسكري اللواء أول مشاة جبلي، واللواء الثاني مشاة جبلي، برفقة نجله أحمد –قائد الحرس الجمهوري. فيما يعتقد البعض أن الزيارة تأتي كرد غير مباشر على تصريحات الشيخ حميد تلك. يبرز الشيخ حميد (44 عاماً) في الحياة العامة ليس فقط كإداري أثبت قدرات تجارية كبيرة بإدارته شركات آل الأحمر في عدة قطاعات منذ الثمانينات، واستطاع من خلالها أن يجمع ثروات طائلة، بل إنه يبرز بقوة أيضاً كقائد سياسي في إطار قيادات المعارضة المؤثرة في البلاد، وهو حالياً يتولى الأمانة العامة للجنة التحضيرية للحوار الوطني المنبثقة عن المعارضة في البلاد. كان الشيخ حميد –كما فعل الكثيرون– قادراً على مهادنة النظام والتخلي عن معارضته اللافتة له. كان يكفيه ذلك ليس فقط لتأمين تجارته، إنما أيضاً لحصد الكثير من الصفقات التجارية التي تم التآمر على إقصائه منها. وعوضاً عن ذلك، ذهب بعيداً ليساهم في قيادة التغيير معرضاً هذه المرة ليس تجارته للاستهداف، أو سمعته للناهشين، بل بات الأمر اليوم متعلقاً بتعريض حياته للخطر. بالنسبة لما يثار حول ثروته، فهو أمر تحدى فيه المزايدين في مقابلة مع قناة الجزيرة –أغسطس 2009– حين أكد "أنه يستطيع أن يقف أمام أي لجنة مساءلة لمعرفة من أين تكونت له هذه الثروة من أولها لآخرها". وعلى الرغم من أن البعض ما زال يحلو له أن يشكك في مصدر تلك الثروة المالية الضخمة التي تقف عليها أسرته، من حيث تعريضهم بأن مصدرها الأساس هو ذلك التوافق والانسجام الثنائي الذي كان قائماً بين الرئيس ووالده الراحل عبدالله بن حسين الأحمر، إلا أن الواضح حالياً أن الشيخ حميد بات يحمل إرثاً ثقيلاً من التصريحات المزعجة للنظام، الأمر الذي ينظر إليه البعض على أنه مغامرات طامحة وغير موفقه من قبل الشاب الثائر حين رمى ب"شعرة معاوية" بعيداً، وفضل الإمساك ب"قميص عثمان" الملطخ بدم قاتليه. ما وراء الخلاف مع النظام ربما يتعزز لدى السياسي المعارض، الذي يتصاعد نجمه يوماً بعد آخر في الساحة السياسية المعارضة، أن الطريقة التي يعمل بها اليوم، هي الأمر الواقع بعد أن فرضت عليه عقب رحيل والده. فهو وفي أكثر من لقاء أكد أن الرئيس اليوم لم يعد يسمع لأحد سوى لنفسه ولمصالحه فقط.. "الأخ الرئيس لم يعد يسمع شيء.. الأخ الرئيس للأسف اليوم لا يسمع إلا كيف يمكن أن تبقى السلطة في يده وهذا خطأ كبير جدا، عليه أن يفكر اليوم في اليمن قبل أن يفكر في نفسه، عليه أن يجعل اليمن مقدمة على نفسه.." مقابلة مع قناة الجزيرة -أغسطس 2009. الأمر الذي –ربما- جعله يتحول إلى ناقد شرس يرفع صوته أمام الجميع متخلياً عما كان أكده من قبل بالتزام نهج والده في تقديم النصائح الصادقة للرئيس كلما لزم الأمر. بحسب ما كان أكده في تصريحات سابقة لقناة دبي، بعد أيام من رحيل والده الشيخ عبدالله. في الواقع، إن تصريحات الشيخ حميد ضد النظام، لم تكن بذلك الشيء الذي طرأ مؤخراً بسبب ما يمكن عزوه لسلوك الرئيس مع أولاد الشيخ القوي بعد وفاتهت، فقد كان يطلق الكثير منها أثناء وجود والده أيضاً. وأثناء الانتخابات الرئاسية 2006 جند الشيخ حميد نفسه في إطار الفريق المرافق لمرشح المعارضة الرئاسي، المهندس الراحل فيصل بن شملان. وكان يتنقل معه في المحافظات أثناء الحملة الانتخابية مطلقاً تصريحات باسلة ضد النظام. وقد اعتبر البعض ذلك الموقف منعطفاً جديداً في حياة الشيخ حميد، ابن القبيلة الأقوى في البلاد، نحو الحياة المدنية المؤسسة على مبادئ من الديمقراطية والتعدد، بعيداً عن أعراف القبيلة التقليدية. حتى إن والده -الشيخ عبد الله- حاول أكثر من مرة قبل ذلك وبعده جمعه بالرئيس ساعياً لطي الصفحات السوداء، إلا أن ذلك لم يكن لينجح البتة. الأمر الذي جعل والده يطلق تصريحاته المشهورة التي نوه فيها إلى أن ولده حميد –في ظل التعددية السياسية- ينتمي إلى حزب سياسي توجب عليه الالتزام بقرارات حزبه.. هل يسعى إلى السلطة؟ ومع ما عرف به من تصريحات مثيرة ضد النظام، إلا أن ما أثاره في المقابلة التي أجرتها معه قناة الجزيرة في أغسطس 2009، أبان -ربما– حقيقة الموقف ليكشف إلى أي مدى كانت العلاقة معكرة بينه وبين نظام الرئيس صالح. العلاقة التي طالما كان البعض ينظر إليها بنوع من التشكيك واضعاً تصريحات الشيخ السابقة –لتلك المقابلة- في المنطقة الرمادية، على اعتبار أن ما كان يشاع –ويحلو للنظام التغاضى عنه– يجعل منه جزءاً لا يتجزأ من نظام الرئيس صالح. كان البعض يعتقد ذلك لجملة أسباب على رأسها -ربما– نظرتهم إلى أن ذلك التماهي القائم بين الأسرة والقبيلة في النظام الحالي لا يمكنه أن ينتج إلا النسخة ذاتها. ومع ذلك كان الشيخ حميد في تلك المقابلة يفند كل تلك الاحتمالات، ويدعو الرئيس للتنحي عن الحكم: "أعتقد أنه اليوم أضمن طريقة يمكن أن تنهي ما نحن فيه أن يتنحى الأخ الرئيس عن السلطة، وأن يسلم السلطة لنائبه اللواء عبد ربه منصور هادي وأن يتم العمل على إجراء انتخابات مبكرة رئاسية..". كان وقع تلك التصريحات مختلفاً، ليس فقط على مستوى نظرة النظام الذي شنت وسائل إعلامه هجوماً شرساً ضده، بل على مستوى الجماهير اليمنية المستاءة من تصرفات وسلوك النظام، حتى إن الكثيرين وصفوا الأحمر ب"قائد التغيير" القادم في اليمن. فمنذ ذلك الحين، يعتقد أن الكثيرين من أبناء المحافظات الجنوبية والوسطى، ساعدتهم تلك التصريحات على تحسين أحكامهم الباتة حين كانوا ينظرون إلى الرجل كجزء لا يتجزأ من النظام المغضوب عليه. بل أكثر من ذلك، يعتقد أن تلك التصريحات عملت على تصحيح البعض لشكوكهم القائلة بأن الرجل إنما يسعى من وراء نقمته تلك لوراثة النظام. جاء ذلك بعد أن أكد –بجلاء- عدم رغبته في كرسي الرئاسة، وطالب بتمكين ترشيح شخصية من الجنوب، مشيراً في إجابة لاحقة في إطار المقابلة ذاتها إلى الدكتور ياسين سعيد نعمان كشخصية مناسبة ومقبولة بعد أن كان بدأ بتحديد نائب الرئيس عبد ربه منصور لترؤس فترة انتقالية وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة. مع كل ذلك، ظل بعض من حددوا مواقف سلبية مسبقة من الرجل يواصلون الاعتقاد أنه مازال طامحاً إلى وراثة كرسي الرئاسة في الوقت الذي كان فيه يواجه انتقادات كبيرة من بعض أفراد أسرته ومن بعض أفراد القبيلة من الذين يعتقدون بمبدأ عدم التنازل عن الرئاسة لغير أقيال أو أبناء "القبيلة". أولئك الذين ما زال بعضهم ممن ضمنوا مصالحهم من النظام، يعتبرونها حقاً لا يجب التنازل عنه. لنطمئن.. إنه لا يريدها أنا مع الرأي الرافض لاستبدال رأس النظام الحالي بآخر من نفس الأسرة أو حتى القبيلة، مؤمناً –مع الكثيرين- أن انتقال اليمن إلى الدولة المدنية الحديثة لن يتم إلا عبر شخصية مدنية، سواء كانت جنوبية أم شمالية. وعليه فإني مع أولئك الذين يرفضون أن يرث الشيخ حميد السلطة. ذلك مع أني بت أؤمن جيداً أن الرجل لا يسعى إلى ذلك. وحتى مع أن ذلك يعتبر حقاً من حقوقه كأي مواطن يمني، إلا أني أجزم أنه يدرك جيداً أنه ليس ذلك الحق الذي يمكن أن يخرج البلاد من النفق المظلم الذي كان والده أول من نادى بضرورة إخراج اليمن منه. وهنا بعض العبارات التي يمكنها أن تعزز تلك الحقيقة. فهو وفي آخر مقابلة أجراها مع قناة "سهيل" المحلية، يوضح أن السبب الوحيد لخلافه مع سلطة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح متمثلة به.. وهي كما يقول "شعوري بالمسؤولية للحفاظ على اليمن وواجبي الوطني وواجبي الحزبي كعضو في الإصلاح الذي أيضاً أنا ملتزم من خلاله، أنا أعمل من أجل الوطن ولي قناعتي بأن الأمور تسير نحو الهاوية ونحو الانهيار الشامل إذا لم تتدارك من قبل أبناء اليمن..". وفي مقابلته مع الجزيرة –أغسطس 2009– أكد الأمر بجلاء حين نصح أحزاب اللقاء المشترك وفي مقدمتها الإصلاح "أن تعمل على أن يصل إلى السلطة رئيس من المناطق الجنوبية لأن هذا سيكون له إسهام جيد في الحفاظ على مشاعر أبناء المحافظات الجنوبية وفي توثيق الوحدة..". وعليه فإني أجزم أن من يقول تلك العبارات ثم يسعى لوراثة السلطة، لا يختلف عمن هم في السلطة اليوم، فهم يقولون بأكثر وربما أفضل منها تأثيراً على العاطفة! ذهنية النظام الأبوي إن الذهنية التي يعمل عليها النظام القائم، تندرج في إطار ذهنية "النظام الأبوي" المستحدث. تلك التي يصفها المفكر العربي الراحل هشام شرابي في كتابه "النظام الأبوي، وإشكالية تخلف المجتمع العربي"، بأنها أول ما تتمثل في نزعتها السلطوية الشاملة التي ترفض النقد ولا تقبل بالحوار إلا أسلوباً لفرض سيطرتها. إنها ذهنية امتلاك الحقيقة الواحدة التي لا تعرف الشك ولا تقر بإمكانية إعادة النظر. ولذا يعتقد "شرابي" أن تلك الذهنية لا تستطيع أن تغير مواقفها لأنها لا تريد أن تعرف إلا حقيقتها، ولا تريد إلا فرضها على الآخرين، بالعنف والجبر إن لزم الأمر. لقد ضحى الشيخ حميد بالكثير، حتى يحمل تلك المبادئ التي ينادي بها الكثير من اليمنيين. لعل من أهمها المخاطرة بتجارته الشخصية. إنها تلك الاستثمارات التي استحدثت ويسعى النظام من أجلها لاستحداث المزيد من القوانين الجديدة في إطار استهدافه شخصياً، لتركيعه وإسكاته. وقد أسر لي أحد قيادات شركة اتصالات منافسة في البلاد، قائلاً: "إن تصريحات الشيخ حميد، لا تجلب الضرر عليه فقط، بل تتعداه لتطال جميع الشركات المنافسة، في إطار نظام أثبت ويثبت أنه غير مهتم بتهيئة المناخ الاستثماري أكثر من رغبته في الانتقام من خصومه..". إنه ليس ملاكاً، كما قد يعتقد البعض أني أسعى لتصويره، إنه في حقيقة الأمر، مجرد إنسان يمتلك مقومات القدرة على المواجهة أكثر من غيره. - إنه يمتلك المال الذي يحميه من إسار الولاء للنظام الأبوي المستحدث. "وفي سياق الولاء القائم على العجز والخضوع يبدو جلياً أنه لا يمكن تصور فكرة العقد الاجتماعي. فالمجتمع في الواقع خاضع فقط لإرادة أصحاب النفوذ والجاه، وهذه إرادة لا يحدها سوى القدرة المالية والروادع الأخلاقية" يقول شرابي. - إنه يمتلك القبيلة القوية التي تحميه وتجعله قادراً –أكثر من غيره- على مقارعة الظلم والبغي في إطار القيم والمبادئ الأخلاقية التي تقوم عليها فكرة القبيلة في نصرة المظلوم واستعادة الحق. كيف يمكننا تجاوز النظام الأبوي أعرف أنه قد يكون من المستهجن عند البعض أن تأتي تلك التصريحات الثائرة ضد النظام، وتلك المطالب المصبوغة بصبغة الحداثة من طرف شخص ينتمي إلى عمق المجتمع القبلي التقليدي. وعليه فعند المقارنة التفاضلية لهؤلاء فإنهم ينزعون لتفضيل بقاء النظام الحالي أياً كانت علاته! في الحقيقة، قد يكون ذلك صحيحاً، فيما فقط لو شعرنا أن النظام الأبوي الحالي، متحرر أو حتى يسعى للتحرر من إسار تلك المبادئ التقليدية. ناهيك عن أنه أكثر تجذيراً لفكرة الأسرة والعشائرية، ليس لشيء سوى عملاً بفكرة الحماية والبقاء وبسط السيطرة. في الوقت الذي يتم فيه استغلال قوة السلطة لتفكيك بقية القبائل والعشائر التي يشعر بمدى خطورتها عليه. بالنسبة للشيخ حميد، فإنه ومع تعامله كثيراً مع المجتمع المدني، إلا أنه لطالما أبدى تمسكاً قوياً بالقبيلة. لقد عرف عنه افتخاره وتمجيده للقبيلة القوية التي تتزعمها أسرته، وعدم المساومة بها. في الوقت ذاته يحاول إحداث عملية توازن بين دعواته وأفكاره المتسمة بمظهر المدنية والحداثة، وبين فكرة المبادئ القبلية المتسمة بالتقليدية كما يحلو للبعض وصفها. إن هذا الذي يعتبره البعض انفصاما، هو نظرياً ليس إلا كذلك. غير أنه وبالنظر إلى ذهنية هذا النظام الأبوي، يمكننا أن نقف على الحقيقة العملية لتفسير ما يحدث. فكما يرى المفكر هشام شرابي، فإن نموذج هذه الثقافة الأبوية تتمتع بدينامية مستقلة تمكنه في آن: من امتصاص قوى التغيير الاجتماعي الآتية من الخارج، ومن تعزيز الانتماءات الداخلية (العائلية، العشائرية، الطائفية).. هذا ما يجعلنا نمعن النظر حولنا، لاسيما في المواقع القيادية في الدولة، لنكتشف أنه ليس الشيخ حميد وحده، غير قادر على تجاوز انتمائه الداخلي المعزز بواسطة النظام. إذ أن هناك الكثير من المسئولين القياديين في الدولة وأبناؤهم، ممن تلقوا علومهم في أرقى الجامعات الغربية، ويتحدثون عن الحداثة وما بعد الحداثة والديمقراطية وغيرها من المفاهيم العصرية، هم أيضاً، حينما يطلب منهم الحديث عن القبيلة ودورها في إعاقة التحولات الديمقراطية، لا يستطيعون نزع جذورهم حين يعجزون عن نقدها ويمتدحون قيمها ومبادئها الحيوية في خدمة البلاد. مثل هذا الأمر، لا يبرر، لكنه يفرض على الشيخ حميد الأحمر أن يفتخر بقبيلته أكثر من غيره كونها الأكثر قوة ونفوذا. على أن ما يميزه دون غيره أن ذلك لم يمنعه من إطلاق الانتقادات ضد نظام، مع أنه محسوب على قبيلته، إلا أنه يعتبره افتقد مقومات بقائه بانحرافه عن المبادئ التي دافعت عنها القبيلة المتمثلة بأهداف ومبادئ الثورة اليمنية ضد نظام يسعى لتوريثنا ك"النعاج" بحسب وصفه. قد تبدو تلك الحالة، كمعادلة معقدة من الصعب الإبقاء عليها ناجحة على الدوام، مع هذا الكم الهائل من الانزعاج واللجوء إلى أساليب الفوضى والفتنة للتخلص من الخصوم السياسيين الأقوياء، حتى يعدم المجتمع قائداً جسوراً يمكنه حمل راية التغيير.. إلا أن الأمر سيتعلق بمدى قدرتنا على تجاوز ذهنية النظام الأبوي، وإن كان ذلك سيتم لنا من خلال أحد مكوناته الرئيسية.