قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن قوات الأمن اليمنية استخدمت صواعق الكهرباء والهراوات لقمع المتظاهرين السلميين المعارضين للحكومة في العاصمة صنعاء، يوم 13 فبراير/شباط 2011. ودعت المنظمة التي تتخذ من الولاياتالمتحدة مقراً لها الحكومة اليمنية إلى الكف عن جميع الهجمات بحق المتظاهرين، وأن تحقق مع المسؤولين عنها وتقاضيهم. وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "دون استفزاز، لجأت القوات الأمنية الحكومية إلى الضرب والصعق بالكهرباء بكل قسوة، بحق المتظاهرين السلميين في شوارع صنعاء. على الحكومة أن تتحمل كامل المسؤولية عن هذه الانتهاكات". ودعت هيومن رايتس ووتش الحكومة اليمنية إلى الالتزام بمبادئ الأممالمتحدة الأساسية لاستخدام قوات إنفاذ القانون للقوة والأسلحة النارية، التي تنص على أنه يتعين على جميع قوات الأمن، بقدر الإمكان، الاستعانة بأساليب غير عنيفة قبل اللجوء لاستخدام القوة. وفي حالة كون استخدام القوة لا مفر منه، فعلى السلطات أن تراعي الانضباط وأن تتصرف بما يتناسب مع جدّية الموقف لا أكثر. وطالبت المنظمة السلطات اليمنية بالتحقيق ومعاقبة قوات الأمن التي تلجأ للاستخدام التعسفي والمفرط للقوة، والإلتزام بالاعتراف بالحق في التجمع السلمي وحرية التعبير وأن تحمي هذه الحقوق. ونقلت المنظمة عن متظاهرين قولهم "إن التظاهرة المناهضة للحكومة التي نظمها نشطاء يمنيون مستقلون بدأت في العاشرة صباح 13 فبراير/شباط، من جامعة صنعاء الجديدة. وسرعان ما راح أكثر من ألف متظاهر يهتفون بتنحي الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح". وأضافت إن العشرات من البلطجية وصلوا إلى المكان وهاجموا المتظاهرين. ولتفادي الصدام مع البلطجية، بدأ المتظاهرون المعارضون للحكومة يتحركون في مسيرة. وعندما بلغ المتظاهرون تقاطع الرويشان في صنعاء، حوالي الواحدة ظهراً، قالوا إنهم وجدوا أمامهم مئات من القوات شبه العسكرية في زيها الرسمي التابعة للحكومة، من إدارة الأمن المركزي بوزارة الداخلية، وكانوا يحملون الهراوات وبنادق عسكرية وبنادق غازات مسيلة للدموع. ودون تحذير مسبق، هاجمت قوات الأمن المتظاهرين، وراحوا ينزلون عليهم بالهراوات، فقام المتظاهرون بالفرار من أمامهم. طبقاً لبيان أصدرته هيومن رايتس اليوم. واشارت إلى إن عناصر الأمن استخدمت الهراوات لضرب 20 متظاهراً على الأقل على رؤوسهم وظهورهم، وضربوا وركلوا الآخرين، كما هاجموا المتظاهرين بصواعق الكهرباء. وقال ميزار بجاش غانم، القيادي الطلابي بجامعة صنعاء، ل هيومن رايتس ووتش إن قوات الأمن استخدمت صاعق الكهرباء في صعقه من ظهره. وكان على ظهره عدة كدمات حمراء يبدو أنه أصيب بها حديثاً. كما هاجمت قوات الأمن سامية الأغبري، الناشطة والصحفية، التي انهارت فاقدة الوعي بعد أن صدم رأسها الرصيف وتم نقلها إلى المستشفى. كما هاجمت قوات الأمن أيضاً الناشط المعروف خالد الأنيسي، بصاعق كهرباء، ثم تم القبض عليه وبعد ذلك أفرجوا عنه. وضربت قوات الأمن الشاب الناشط فايز نعمان بالهراوات على ظهره ومعصمه. وذكر شهود عيان ل"هيومن رايتس ووتش" إن قوات الأمن ضربت شاباً على رأسه حتى نزف الدماء، ثم ألقوا القبض عليه إلى جانب عدة شبان من المتظاهرين.
* الصور: رجال أمن يعتدون على النائب أحمد سيف حاشد والصحفية سامية الأغبري يوم الأحد.