أصيب رجلا أمن بمواجهات عنيفة اندلعت فجر اليوم الأحد في مدينة خور مكسر بمحافظة عدن في جنوب اليمن، في حين دخل الجيش اليوم إلى بلدة الشيخ عثمان لضبط الأوضاع مع قيام الأمن بفصل مديريات المحافظة. وقال شهود عيان بخور مكسر إن مسلحين هاجموا بقنابل يدوية دورية عسكرية الساعة الثانية صباحا مما أسفر عن إصابة رجلي أمن نقلا إلى مستشفى الجمهورية المركزي، بحسب ما صرحت به مصادر مطلعة للجزيرة نت. وذكرت المصادر أن اشتباكات بين الأمن ومسلحين في المدينة استمرت قرابة نصف ساعة عقب الحادث. وكانت حصيلة المصادمات في عدن بين قوات الأمن ومتظاهرين يطالبون بإسقاط النظام اليمني وآخرين يطالبون بالانفصال قد ارتفعت أمس إلى عشرة قتلى بعد مصرع فتى برصاصة طائشة في مظاهرات عنيفة ببلدة الشيخ عثمان وسط مدينة عدن. وأفادت مصادر محلية بعدن للجزيرة نت أن قوات من الجيش انتشرت في هذه الأثناء في عدد من أحياء وأزقة الشيخ عثمان ودعت المواطنين عبر مكبرات الصوت إلى إخلاء الشوارع التي كان يتجمع فيها المتظاهرون. وقال شهود عيان إن البلدة تشهد حاليا توترا كبيرا وتوقفا للحياة العامة في الشوارع وإغلاقا للمحال، وأضافوا أن المتظاهرين تفرقوا في عدد من أحياء وأزقة البلدة، في حين تجمهر العشرات منهم أمام قسم شرطة الشيخ عثمان محاولين اقتحامه. وقالت مصادر إن السلطة المحلية في الشيخ عثمان أعلنت في بيان لها صباح اليوم تعليق نشاطها احتجاجًا على سقوط ثلاثة قتلى من المتظاهرين في البلدة أمس مما يعني ارتفاع عدد قتلى مواجهات أمس إلى خمسة. كما أصيب خمسة أشخاص بجروح في مصادمات أمس ببلدة الشيخ عثمان بينهم رجلا أمن وقد نقلا إلى مستشفى صابر بالمنصورة وتحدثت أنباء في وقت لاحق عن وفاة أحدهم. وأفاد سكان لوكالة رويترز أن بين الجرحى فتاتين أصيبتا على ما يبدو بعدما أطلقت الشرطة النار في الهواء لتفريق المتظاهرين. وتشهد مديريات المنصورة وكريتر ودار سعد في هذه الأثناء مظاهرات متفرقة يشارك فيها المئات للمطالبة برحيل النظام. وقال عدد من المواطنين إن مديريات عدن البالغ عددها ثماني مديريات تم فصلها من قبل قوات الأمن ومنع حركة التنقل إليها. وكانت قوات الأمن قد فرقت مساء أمس مظاهرة حاشدة جابت شوارع مدينة المعلا وشارك فيها بحسب شهود عيان 15 ألف متظاهر تجمعوا من عدة مدن للمطالبة بإسقاط النظام. وفي مدينة دار سعد أصيب ثلاثة أشخاص بينهم طفلان برصاص طائش أثناء تفريق الأمن مظاهرة. وفي تطور لاحق أقدم العشرات في مدينة المنصورة على اعتراض سيارة تابعة لضابط أمن في حي ريمي وأشعلوا فيها النار بعد إخلاء سبيل الضابط. وذكر شهود عيان أن قوات الجيش والأمن عززت انتشارها على مداخل مدينة عدن، مشيرين إلى أن أرتالاً من مركبات نقل المسافرين لا تزال عالقة على تلك المداخل منذ يوم أمس. وكانت قوات الأمن قد أغلقت جميع مداخل المدينة بعد دعوات وجهتها قيادات الحراك الجنوبي إلى أنصارها بالزحف صوب المدينة للمشاركة في المظاهرات و"مساندة إخوانهم من أبناء عدن".
وعلمت الجزيرة نت أن لجنة مكلفة من رئيس الجمهورية لتهدئة الأوضاع تضم قيادات جنوبية بارزة في السلطة تحظى بقبول لدى الشارع الجنوبي من المقرر أن تصل إلى عدن اليوم الأحد برئاسة وزير التعليم العالي صالح باصرة ووكيل وزارة التجارة سالم سلمان. وأعلن التلفزيون الرسمي أمس عقب الاجتماع إقرار السلطة المحلية بعدن اعتماد سبعة آلاف وظيفة للشباب بالمدينة والتراجع عن قرار زيادة تعرفة الكهرباء ب50% الذي كانت السلطة بدأت تنفيذه قبل أشهر وقوبل حينها باحتجاجات غاضبة. وكشف المصدر عن خلافات حادة بين القيادات الأمنية وقيادات السلطة المحلية نشبت بعدن بعد رفض الطرف الأول مقترحات تقدم بها الطرف الثاني تقضي بانسحاب الأمن وإتاحة الفرصة للقيادات المحلية للتفاوض مع المتظاهرين. وقد أفضت تلك الخلافات إلى استقالة ما يقرب من 38 شخصية من الحزب الحاكم بمدينة المنصورة وتعليق كل من محلي الشيخ عثمان ومحلي المنصورة وكريتر نشاطهم في المجالس المحلية.