قال الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إن من يريد أن يصل إلى كرسي السلطة فإن عليه أن يسلك سلوكاً حضارياً عبر صناديق الاقتراع، والابتعاد عن المظاهرات التي قال أنها لن تؤثر على دعوته للحوار. وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم الاثنين في صنعاء قال صالح " شعبنا شعب حضاري عظيم يفرق بين الغث والسمين، ومثل هؤلاء مقلدون كلما قدمت الدولة تنازلات ارتفع سقف المطالب، ونحن نقول لهم تعالوا للحوار وعليهم الاحتكام إلى الصندوق سواء في انتخابات مجلس النواب أو الانتخابات الرئاسية وبعيداً عن الغوغاء والفوضى". وأضاف "نحن على استعداد للمواجهة عبر وسائل الإعلام لمقارعة الحجة بالحجة، وحرية الرأي مكفولة بطرق سلمية وديمقراطية ومن يطالبون برحيل النظام فإن الرحيل يتم عبر صناديق الاقتراع, واحترام إرادة الشعب اليمني, فالسلطة مغرم وليست مغنم والشعب هو المرجعية". وتابع "نحن قدمنا حزمة من الإصلاحات في الاجتماع المشترك لمجلسي النواب والشورى, وجاءت بناء على طلب من الأخوة في المعارضة, وبالذات أحزاب اللقاء المشترك ولكن للأسف الشديد، بعد أن قدمت هذه الإصلاحات وحظيت بتأييد شعبي من عامة أبناء الوطن, ارتفع سقف المطالبات من قبل الاخوان في أحزاب اللقاء المشترك, وكلما لبت القيادة السياسية المطالب التي تتقدم بها أحزاب اللقاء المشترك ارتفع سقف المطالب". واتهم الرئيس صالح المعارضة باللجوء للسفارات الأجنبية، وقال "نحن على استعداد للمواجهة عبر وسائل الإعلام بدل ماتطلبوا السفارات أن تأتي لتكون حكما بينكم وبين السلطة, تعالوا عبر القنوات الفضائية في مؤتمر حواري مسؤول وقدم حجتك والطرف الآخر يقدم حجته والشعب اليمني هو الحكم, فالسفارات لن تكون هي الحكم وانما الشعب اليمني من سيكون الحكم من خلال صناديق الاقتراع".
وسخر صالح من ما وصفها ب"المطالب غير المقبولة"، قائلاً "على سبيل المثال يطالبون برحيل النظام, وشعبنا بيرد عليهم في كل المحافظات ويقول لهم نعم للاصلاحات السياسية، نعم للاصلاحات القانونية، نعم للإصلاحات الدستورية, لكن لا للإنقلابات لا للإنقضاض على السلطة من خلال الغوغائية والفوضى وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة وازهاق الأرواح".
وقال أن ما يحشده اللقاء المشترك من أنصار له "لا يتجاوزون ال 100 إلى 120 إلى 150 فهؤلاء لا يمثلون الشعب فالشعب اليمني تعداده السكاني أكثر من 25 مليون ويتحرك بمسيرات مليونية ردا على تلك المطالب غير الشرعية وغير المقبولة في بعض الأوقات ما عدا التي قبلناها في إطار حزمة الإصلاحات وقدمناها إلى مجلسي النواب والشورى."
وأشار إلى أن أحزاب المعارضة رفضت الحوار الذي دعا إليه قبل أسبوعين، مضيفاً "ندعوهم للحوار وهم يرفضونه ويقولون في بياناتهم لا حوار في ظل البندقية والهراوات، وهذا غير وارد، الهراوات موجودة معهم مع المتظاهرين الآخرين وأصحاب العربيات يبيعوا الهراوات لكل من هب ودب"، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية تعمل على "رأب الصدع بين المؤيدين والمعارضين، والأجهزة الأمنية حصيفة وتتحمل مسؤوليات,ولديها تعليمات صارمة من مجلس الدفاع الوطني بعدم استخدام القوة إلا في حالة الدفاع عن النفس".
وفي الأحداث التي وقعت بمدينة عدن، أبدى صالح أسفه مما حدث قائلاً إن عناصر مدسوسة أندست بين المتظاهرين "وهي ملثمة وقامت باطلاق النار وحرق الممتلكات في المنصورة والشيخ عثمان وحي السعادة بخور مكسر"، لافتاً إلى أن الأجهزة الأمنية لم تقم بأي عمل مدني ضد المتظاهرين. ورد على المتظاهرين الذي يطالبون برحيله من الحكم بقوله "السلطة لدينا مغرم وليست مغنم وهؤلاء هم بيطلبوها معظمهم مغنم, فهناك من يسعى للسلطة من اجل ماذا؟ من أجل أن يكسب منها وليس من أجل أن يحسن الظروف المعيشية للمواطنين.. أو إذا كان هناك فساد ان يقتلع الفساد ومن اجل اذا ما وجد العدل ان يوجد العدل أو اذا ما وجدت الحرية يوجد الحرية واذا ما وجدت الديمقراطية يوجد الديمقراطية, نحن في بلد ديمقراطي تعددي مش بلد شكلي هذا يشهد له الخاص والعام ويشهد له العالم كله, انتخابات 2003م انتخابات 2006م انتخابات شفافة وديمقراطية, وطبعا هناك من هو غير مرتاح لهذه الانتخابات لأنها أفرزت أغلبية ولكن هذه إرادة الشعب التي عكستها صناديق الإقتراع". وحول سؤال توجهت به قناة الجزيرة الضمانات للإصلاحات التي وعد بها، قال الرئيس "نحن مستعدون والضمانات هي من الشعب اليمني, تعالوا عبر القنوات الفضائية اجلسوا على طاولة الحوار والحجة بالحجة وعندما تتوفر حججكم, سيكون شعبنا اليمني هو الحكم, هذا فيما يخص الضمانات الضمانات هي الشعب اليمني وليس السفارات لا سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية ولا سفارات الاتحاد الاوروبي". وعن تشكيل حكومة وحدة وطنية تحدث قائلاً " نقول نعم تعالوا نتفق على حزمة من الإصلاحات واستئناف لجنة الحوار من حيث ما توقفت، اللجنة الرباعية تستأنف أعمالها ثم نتخذ الإجراءات، هم يريدوا سحب قانون الانتخابات وعودته إلى مجلس النواب بحيث يتعدل القانون بما يسمح بفتح السجل الانتخابي لمن بلغوا السن القانونية وهذه خطوة واحدة تعالوا شكلوا لجنة وطنية من كل القوى السياسية للوقوف أمام التعديلات الدستورية عندما يتم إقراراها, يتم أيضا تشكيل حكومة الوحدة الوطنية هل تريدون تشكيلها قبل نحن لن نعترض على ذلك أم بعد كذلك نحن موافقين وليس لدينا مشكلة". وقال إن الحقائب السيادية في حكومة وحدة وطنية "فيها نظر عندما تتوفر حسن النوايا لدى الجميع لن تشكل أية مشكلة حتى لو يريدون رئاسة الحكومة سنعطيها لهم و لكن أنا لا اعتقد أنهم يستطيعون أن يديرونها حتى لمدة أسبوع". ورداً على سؤال لقناة العربية بشأن تأثير بيان اللجنة التحضيرية التي دعت فيه التكوينات المنضوية في إطارها وأنصارها إلى النزول والالتحام بالشارع على الحوار، قال صالح "هم لهم في الشارع اكثر من 15 يوماً ليس هناك شيء جديد"، فيما عبر ساخراً من إعلان حزب رابطة أبناء اليمن الانضمام للمتظاهرين بقوله "ارحبي يا جنازة فوق الأموات ".