انتظرنا بترقب ولهفة بيان "هيئة علماء اليمن" بعد أن كان رئيسها الشيخ عبدالمجيد الزنداني قد عقد مؤتمراً صحفياً الأسبوع الماضي أعلن فيه أن الهيئة بصدد إصدار بيان شامل لتوضيح موقفها من الأحداث الدقيقة التي تشهدها البلاد... حالياً. صدر البيان بعد مخاض وتأخير، على الرغم من وضوح الصورة والمعطيات على أرض الواقع، ولم يأت البيان بعد ذلك بجديد، فقد أعاد طرح الأفكار التي كان الزنداني قد تطرق إليها منفرداً في مؤتمره الصحفي، وهذا يدلل على حجم تأثير الرجل في تسيير توجهات هذه الهيئة، وفي صياغة... أفكارها! كنا ننتظر من "العلماء" الحديث نيابة عن المواطنين المستضعفين، والتعبير عن همومهم، وعرض مطالبهم، لكن بيانهم جاء دون المؤمل، فقد اكتسى صبغة سياسية، وكأنه صادر عن تنظيم أو حزب سياسي، وسار على خطى النظام الحاكم في تكرار الدعوة إلى الحوار، وتخويف الناس من نتائج الثورة الشعبية، بل زاد على ذلك التحذير من تدخل خارجي، داعياً إلى احترام سيادة اليمن، وعدم التدخل في شؤونها... الداخلية!! نقول لعلمائنا الأجلاء إن مطالب الناس أصبحت الآن واضحة أكثر من أي وقت مضى، وقد تجاوزت ما تطرحه الأحزاب، وما يردده الساسة، وكنا نأمل من هيئة العلماء مواكبة هذه المطالب ومساندتها والوقوف إلى جانبها، لأننا نفترض أن هذا هو الدور الطبيعي لعلماء الدين الذين لا يخافون في الله لومة... لائم. وما دام الحديث عن دور العلماء، فليس أقل من توجيه تحية احترام وتقدير لفضيلة الشيخ عبدالله صعتر، رئيس الدائرة الاجتماعية في حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذي قام بواجبه خير قيام، وتحدث بتجرد، وأدى دوره بما يمليه عليه دينه الحق، وضميره... الحي. لقد انتقد الشيخ صعتر ما وصلت إليه أوضاع البلاد، وقال في خطبة الجمعة الماضية إن بقاء النظام الحالي غير جائز شرعاً لعدم كفاءته وعدم قدرته على القيام بواجباته وتلبية مصالح مواطنيه، وقد أوضح أيضاً أن المطالبة بإسقاط هذا النظام ليست خروجاً عن طاعة ولي الأمر، فجاء حديثه خلافاً لما يروج له بعض رجال الدين "المتعاطفين" مع... السلطة! نقطة أخيرة: مسؤولية العلماء الأفاضل عظيمة تجاه مواطنيهم المستضعفين، وسيسألون يوم الحساب عن هذه المسؤولية... يوم لا ظل إلا ظله سبحانه وتعالى.