أماطت مصادر مطلعة الثام عن مساعي قيادات دينية في حزب الإصلاح للانتقال إلى مرحلة جديدة ولبسط نفوذها في اليمن وجعل نفسها حاكماً دينياً له مطلق الصلاحيات. المصادر ذاتها أكدت ل"الجمهور" ان الداعية الإسلامي الشيخ عبدالمجيد الزنداني وعدداً من هيئة علماء حزب الإصلاح حينما التقوا بالرئيس عبدربه منصور هادي الثلاثاء الفائت بصنعاء، أعادوا طرح انشاء هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تعنى بالقيام بمهام فرض ما وصفته المصادر بالانضباط الديني للشعب اليمني. ووفقاً للمصادر فإن المشير عبدربه منصور قد خيب أملهم فيما يدعونه إليه وأبلغهم بطريقة غير مباشرة أنه لا يمكن الحديث عن هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ظل هذا النظام.. مشدداً خلال لقائه بهم على ضرورة مكافحة تنظيم القاعدة ومواجهة العمليات الإرهابية التي ينفذها هنا وهناك وما تتعرض له شبكات الكهرباء وأنابيب النفط من اعتداءات يومية تكلف الخزينة العامة المليارات.. مؤكداً بأن تلك العقبات سيتم تجاوزها بإذن الله. وكان الزنداني وعدد من العلماء قد تقدموا في مايو 2008م بطلب إلى الرئيس علي عبدالله صالح بالسماح لهم في انشاء هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على غرار الهيئة المعمول بها في السعودية، غير ان هذا المشروع وئد يومها ولم يخرج من حوش دار الرئاسة حد تعبير الشيخ حمود الذارحي آنذاك. وكشفت مصادر في حزب الإصلاح آنذاك لصحيفة "الجمهور" عن استعداد الزنداني وجماعته لإنشاء هيئة الفضيلة، وكانوا قد وضعوا خططاً لتجنيد عشرات الآلاف من شباب الإصلاح تحت مسمى "جند الفضيلة" يمثلون خيرة الشباب الملتزمين دينياً والمتطوعين لمحاربة الرذيلة- بحسب وصف المصادر- وتم تجهيز معسكرات لتجنيد هؤلاء داخل جامعة الإيمان. وأكدت مصادر في حزب الإصلاح ل"الجمهور" بأن الشيخ الزنداني ورفاقه وجدوا في الأزمة التي شهدتها اليمن منذ مطلع 2011م فرصة لتحقيق حلمهم القديم والمتمثل في انشاء هيئة لمحاربة "الرذيلة" بحسب تعبيرهم.. فاستغلوا انشقاق قائد الفرقة الأولى مدرع وقاموا بتجنيد 5 آلاف من خيرة شبابهم في الفرقة، ويمثل هؤلاء نواة ل"جند الفضيلة" المرتقب.. ثم قاموا بعد ذلك بفرز ساحات الاعتصام للبحث عن شباب من نفس الانتماء لتجنيدهم في الفرقة الأولى مدرع رسمياً بينما ولاؤهم للشيخ عبدالمجيد الزنداني والاخوان المسلمين وبذلك يكونون قد ضمنوا نحو عشرة آلاف شاب. وكف أحد الشباب ل"الجمهور" بأنه تم تدريبهم بين أسوار الفرقة الأولى مدرع تحت اسم فصيلة "جند الفضيلة" وباشراف مباشر من الشيخ عبدالله صعتر. وانكشف هذا المخطط عندما أصر اللواء علي محسن بعد تشكيل حكومة الوفاق على ضم عشرة آلاف مجند جدد في الفرقة إلى كشوفات وزارة الدفاع. وعلمت "الجمهور" ان الشيخ عبدالمجيد الزنداني عندما طرح للرئيس هادي مشروع "هيئة الفضيلة" اختار لهذا المشروع مسمى آخر هو "المرجعية الشرعية"، وذلك لمعرفته بمدى نفور معظم أبناء المجتمع اليمني من مسمى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وبحسب بيان هيئة العلماء فإن "المرجعية الشرعية" ممن سموهم "العلماء الربانيين" مهمتهم بيان الحق ورفض كل ما يخالف الإسلام والتمهيد لإقامة "دولة إسلامية". وتزامنت الدعوة لتكوين هذه المرجعية الشرعية مع فتوى للشيخ محمد عبدالمجيد الزنداني الذي اعتبر فيها الليبرالية بانها "دين الحرية" التي هي – بحسب فتواه- وحدة تأليه وتقديس الشيطان والهوى، كما تزامنت مع صرخة وجهتها الشيخة أسماء عبدالمجيد الزنداني لمن اسمتهم حماة الدين ليشمروا عن سواعدهم ويدافعوا عن الدين. وتحت عنوان "استنفار في كل مكان" كتبت الشيخة أسماء الزنداني في صفحتها على الفيس بوك قائلة: "إلى جانب الانفلات الأمني والانهيار الاقتصادي والسياسي والاخلاقي هناك انفلات ايماني وهو الأخطر".. داعية حماة الدين وطلاب العلم الشرعي بأن يشمروا ويدافعوا عن الدين.