" اليمن ومسرح شاطئ الراحة " أربع سنوات من العلاقة الحميمة المشحونة بالقلق والتوتر والفرح ، غازل فيها مسرح شاطئ الراحة الجمهور اليمني أكثر من مرة ، ومع بداية العد التنازلي لساعة الحسم كان فيه شاطئ الراحة في كل مرة يصدر حكمه ، فتُحبس الأنفاس ! ومع انطلاق موسم جديد ، كانت الأحلام والآمال تُبعث من جديد فتخفق معها القلوب على أمل الفوز ب" إمارة الشعر " أو حتى الحصول على مراكز متقدمة. ثلاثة مواسم من " أمير الشعراء " كانت قاسية على اليمن السعيد ، إلى أن جاء شاعرها عبد العزيز الزراعي الذي يعد الأصغر سناً بين الشعراء المتسابقين ، ليحقق الحلم اليمني في الفوز بالإمارة ، فوز ثمين مازالت اليمن تحتفي به إلى اليوم من صنعاء إلى حجة مسقط رأس الزراعي . وكالة الشعر ، اقتحمت إمارة الشاعر عبد العزيز الزراعي وأجرت معه حواراً سريعاً وقلقاً نجحت باصطياده من وسط الزحمة والفوضى السعيدة والعرس الإحتفائي الذي يعيشه الأمير هذه الأيام . وإلى تفاصيل الحوار . حاوره - محمد السيد
لم أتغير! • من هو الشاعر عبد العزيز الزراعي قبل وبعد أمير الشعراء ؟ - عبد العزيز الزراعي قبل أمير الشعراء وبعد أمير الشعراء ، هو ذلك المحب للإنسان لم يتغير ،فأنا أحب الإنسان قبل أمير الشعراء وسأحبه بعد أمير الشعراء ، والنجاح بالنسبة لي هو أن يزداد الإنسان تواضعاً وحباً للآخرين .
• أسأل عن تجربتك الشعرية في البرنامج ؟ - أنا أعتبر تجربتي الشعرية في هذا البرنامج في غاية الأهمية ، ونقطة حاسمة في شعريتي ، ونقطة مهمة في المشهد الشعري اليمني الحديث في الأدب العربي المعاصر ، حيث احتكيت بالكثير من التجارب الشعرية الهامة في الوطن العربي ، عملت على إثراء تجربتي الشعرية ، وأيضاً عملت على اكتسابي آلياَّ ت جديدة استطعت من خلالها أن أنافس معظم الشعراء العرب ، وهذا يُمثل لي ولليمن فخر واعتزاز .
توقعت الفوز • هل كان عبد العزيز الزراعي ، يتوقع الفوز باللقب ؟ - نعم ، كنت أتوقع ذلك لجملة من الأسباب ، أهمها أولاً : للنصوص التي قدمتها التي حصلت بدورها على أعلى درجات من لجنة التحكيم . والعامل الثاني يتمثل في هذا الجمهور الكبير وخاصة الجمهور اليمني الذي دعمني وتضامن معي ، بكل ما أوتي من ملكة وجهد ، وأنا أجدها مناسبة لأوحي هذا الجمهور المحب للشعر .
• ماذا عن تجربتك مع القلق والخوف خلال مراحل المسابقة المختلفة ؟ - القلق والخوف هو عامل خلاَق بالنسبة لي ، حيث استطعت أن أخلق من خلاله نصوصاً جميلة ، أخذت إعجاب لجنة التحكيم ، علماً بأني لا أنظر إلى الخوف أو القلق بشكل سلبي ، وإنما أنظر إلية بصورة إيجابية ، يستطيع أن يُخلق لدي الإبداع والجمال .
رهبة ورغبة ! • هل اختلفت مسئوليتك تجاه القصيدة قبل وبعد الإمارة ؟ - هذا صحيح ، فلا شك بأن هناك شعوريين تملكاني أثناء حصولي على هذا اللقب ، شعوراً بالرهبة وشعوراً بالغبطة ، فالغبطة هي فرحتي بحصولي على هذا اللقب وإسعاد بلدي الحبيب ، والرهبة تتمثل في المسئولية الكبيرة الملقاة على عاتقي بعد أمير الشعراء ، فأنا الآن لم أعد مُمثلاً لعبد العزيز الزراعي ، وإنما أصبحت ممثلاً لجمهور عريض ، يستمع إليَ ويتابعني أولاً بأول .
أصغر المتنافسين! • سجل لنا لحظة إعلان فوزك بإمارة الشعر ؟ - أنا أعتقد بأن هذا امتداد للسؤال السابق عندما قلت بأن هناك شعوريين تملكاني لحظة الفوز، شعور بالرهبة والغبطة معاً ، أما الرهبة فهي بسبب المسئولية الكبيرة التي أشعر بها الآن تجاه القصيدة وجمهوري ، وشعور الغبطة ، هي الفرحة بحصولي على هذا اللقب كأصغر شاب في تاريخ أمير الشعراء ، حيث كُنت أصغر المتنافسين الذين حصلوا على هذا اللقب .
مشروع زواج! • حصلت على مليون درهم إماراتي وهو ما يعادل نحو 272 ألف دولار وقرابة 55 مليون ريال يمني ، ما هي مشاريعك القادمة ؟ - في هذه اللحظة لا توجد لديَّ أي مشاريع ، حيث مازال الموضوع في هذا الجانب قيد الدراسة ، فلا يوجد لديَّ أي مشاريع ، سوى الاحتفاء بجمهوري وبعد ذلك لكل حادث حديث .
• أفهم من كلامك بأنه حتى" مشروع الزواج " لم تُفكر به أيضاً ؟! - لا، لا ،على العكس من ذلك حيث يتصدر " مشروع الزواج " رأس مشاريعي واهتماماتي في الوقت الحاضر بإذن الله ، وهذا شيء مشروع لكل إنسان !
* بصراحة من ،من الشعراء المتسابقين ، كنت تخشاه أو تجده منافساً قوياً لك ؟ - ثلاثة من الشعراء الذين وصلوا إلى المرحلة النهائية أعتقد بأنهم كانوا يستحقون جميعاً أن يكونوا أمراء .
المعذرة لا! • شاعرنا الرائع عبد العزيز الزراعي ، نطمع إلى معرفة هذه الأسماء ؟! - المعذرة ، لا أحب ذكر الأسماء !!
لا أؤمن بالعرافين! • هناك شعراء قالوا بأن أحد العرافين تنبأ بفوزك بإمارة الشعر ، تعليقك ؟ - لا أعتقد بأن هذا الكلام صحيحاً ، وربما يكون صادر من " باب المزاح " فقط وناتج عن وجدان وحاسة صاحبه الذي تنبأ بذلك ، وأنا لا أؤمن بالعرافين .
• من هو صاحب الفضل بفوزك ، وإلى من تهدي الفوز ؟ أستطيع القول بأن صاحب الفضل الذي أوصلني إلى الإمارة ، هي قصيدة عبد العزيز الزراعي ، بالإضافة إلى الجمهور وتحديداً الجمهور اليمني ، ولا أنسى دولة الإمارات العربية المتحدة التي كان لها الفضل الأكبر في منحي هذه الفرصة الثمينة في أن أطل على الجمهور العربي من على مسرح شاطئ الراحة.وأهدي هذا الفوز إلى بلدي الحبيب اليمن الذي ترعرعت فيه وكبرت في ظله والى والدي وكل إنسان في العالم العربي والى كل من آزرني وشجعني ووقف بجانبي .
الجمهور هو القصيدة ! • تقييمك لاستقبال الجمهور اليمني لك ؟ - أنا مدين لهذا الجمهور الرائع بالكثير والكثير ، فالجمهور اليمني هو القصيدة الحقيقية التي كتبتها منذ ولادتي.
لا تعليق ! • في أول تعليق له بعد المسابقة قال الشاعر المصري هشام الجخ ،بأنه شعر بالإحباط وصدمه كبيرة لعدم حصوله على المركز الأول ، تعليقك ؟ - أنا لا تعليق لي على هذا !!
• لكن الجخ ، قال بأن جمهوره كان يتوقع حصوله على المركز الأول؟ !! - اكرر بأنه ليس لديَّ تعليق على ذلك ، لأن كل إنسان له الحق بأن يحلم أن يكون أمير الشعراء ، وأن يحصل على المركز الأول ، والشاعر هشام الجخ يمتلك إمكانيات شعرية كبيرة ، وربما مشروع هذه الصدمة التي لديه ، بسبب جمهوره العريض الذي حضر وناصره بقوة في مسرح شاطئ الراحة ، وهو شاعر شعبي له حضوره الواسع ، أكثر من أنه شاعر فصيح ، وبالتالي كان يطمح في الحصول على الإمارة ، لكن هناك معايير مختلفة للجنة التحكيم ومعايير مختلفة لكتابة النص في أمير الشعراء .
الإعلام ذو عاطفة عصبية ! • صحيفة " الشبيبة " العمانية قالت ، بأن منتظر الموسوي كان يستحق أن يكون الأمير ، ردك ؟ - لا شك بأن الإعلام والصحف لا تخلو من عاطفة عصبية وبالتالي ، فإن هذه العصبية تعمي الكثير من رجال الإعلام والصحافة عن إطلاق الأحكام الحقيقية والموضوعية والشاعر منتظر الموسوي شاعر جميل ورائع ويستحق أن يكون أميراً للشعراء !!
كل الشكر للإمارات • رسالتك لكل من هيئة أبوظبي للثقافة وسمو الشيخ محمد بن زايد؟ - أوجه أولاً شكر وتقدير وعرفان لرئيس دولة الإمارات العربية المتحدة خليفة بن زايد ، على رعايته للثقافة العربية بشتى مجالاتها ، والشكر أيضاً موصول إلى سمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي ، الذي يعد راعياً وداعماً لمختلف الفعاليات الثقافية والإبداعية في الإمارات وعلى رأسها برنامجي " أمير الشعراء وشاعر المليون " والشكر له على هذه المبادرة التي قلَ نظيرها ،كما نثمن تثميناً عالياً اهتمام هذا الرجل بالشعر والشعراء ، في زمن ساد في الصمت والعجز .
بصراحة لقد كنت كثيراً ما أتساءل "ما الذي يدفع بلداً حضارياً مادياً للاهتمام بالقصيدة"؟!! والجواب جاء عندما زرت الإمارات العربية المتحدة ، حيث وجدت الشعر يجري على السنة الناس ،ويجري في شوارعها وفي كرم أخلاقها ،وفي القيادة السياسية الحكيمة لهذا البلد الكبير في عطاءه وإبداعه وإنسانه ،لذا فأنا أوحيي هذا البلد الرائع على كل الرعاية والاهتمام الذي لقيناه خلال تواجدنا على أرضه الطيبة. والشكر أيضاً موصول لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث ممثلة بسعادة محمد خلف المزروعي على الكرم والرعاية التي حضينا بها طيلة مشاركتنا في هذا البرنامج الكبير ، كما أوجه لهم الشكر والتقدير على ابتكارهم لهذه النافذة الإبداعية الهامة ، التي تمكنا من خلالها أن نطل على الجرح والوجدان العربي المعاصر. وأنقل أيضاً شكر وامتنان المثقفين والشعراء والأدباء اليمنيين لدولة الإمارات ، التي عهدناها دائماً داعمة ومسانده للثقافة العربية في كل مكان.