قال تقرير لمنظمة هيومن رايتس ووتش إن مسؤولين حكوميين يسيرون هجمات لعصابات مسلحة على متظاهرين سلميين مناوئين لنظام الرئيس علي عبدالله صالح في مناطق خارج العاصمة صنعاء، مشيرة إلى أحداث مدينتي البيضاءوالحديدة. وقالت المنظمة "إن مسؤولين يمنيين وقوات أمن يمنية قد قاموا بتيسير هجمات من قبل عصابات مسلحة على متظاهرين سلميين معارضين للحكومة في أمان بعيدة عن العاصمة صنعاء، أو وقفوا بلا حراك أثناء وقوع الهجمات. كانت العصابات الموالية للحكومة قد ألحقت إصابات بأكثر من 30 متظاهراً في اثنتين من الهجمات بتاريخ 2 و3 مارس الجاري". وقال جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة: "العالم يتفرج على المظاهرات السلمية في أغلبها في صنعاء، بينما المسؤولون اليمنيون في أفضل الأحوال يتفرجون، وفي أسوأ الأحوال يساعدون العصابات على الاعتداء على المتظاهرين في أماكن بعيدة عن أعين الجمهور". ودعا ستورك حكومات الغرب التي تزعم أنها تدعم الإصلاح الديمقراطي والمحاسبة، إلى دعوة الرئيس صالح إلى وقف هذه الهجمات العنيفة بأسرع وقت. وقال جو ستورك: "المسؤولون الذين نظموا هذه الهجمات أو تفرجوا عليها ولم يحركوا ساكناً أيديهم ملوثة بنفس الدماء التي تلوثت بها أيدي حملة البنادق والخناجر". وتابع: "على السلطات اليمنية أن تأمر علناً بوقف هذه الهجمات، وأن تجري تحقيقات فورية ومحايدة، وأن تُحمل المسؤولين عنها المسؤولية".
أحداث البيضاء ففي أحداث مدينة البيضاء، نقلت المنظمة عن شهود عيان وسكان أن المسؤولين المحليين جندوا جماعات من المسلحين التي قامت بفتح النيران على متظاهرين مطالبين بتنحي الرئيس صالح يوم الخميس الماضي، مشيرة إلى أن قوات الأمن وقفت متفرجة أثناء مهاجمة المعتدين للمتظاهرين المعارضين لصالح بالخناجر والحجارة، أثناء وقت الصلاة، مما ألحق إصابات بأكثر من 24 شخصاً. ووقع الهجوم حينما وصل مئات المتظاهرين المؤيدي لصالح ومنهم من كان معه بنادق، وهم يلوحون بصور الرئيس صالح إلى ساحة أبناء الثوار بمدينة البيضاء حيث يعتصم آلاف المناوئين لصالح منذ أيام، وفتحوا النار على المعتصمين. ونقلت هيومن رايتس عن الصحفي فهد الطويل الذي قام بتصوير الهجوم من فوق سطح أحد البنايات، وقال إن العديد من المسلحين كانوا على متن عربات، منها أربع شاحنات وسيارة جيب عسكرية وخمس سيارات عليها ألواح أرقام حكومية. بعض المسلحين أطلقوا النار من فوق أسطح بنايات قريبة. المتظاهرون المعارضون للحكومة - ولم تكن معهم أسلحة - انضموا وتكاتفوا في خط واحد لمنع المسلحين عندما تقدموا لأول مرة نحو الميدان، حسب أقوال الشهود. ونقلت المنظمة عن حسين الخويري وهو متظاهر معارض للحكومة قوله: "ما إن بلغونا حتى خلعنا أحذيتنا ورفعناها لهم في الهواء. المتظاهرون المؤيدون للحكومة بدأوا في رمي الأحذية والحجارة وزجاجات المياه علينا، ففعلنا المثل. ثم بدأوا في إطلاق النار علينا". وقال شهود عيان إنهم سمعوا دوي إطلاق نحو مائة رصاصة من بنادق المهاجمين. ونقلت عن الصحفي الطويل، قوله إن قيادات حكومية بالمحافظة قالوا له إن الآلاف من الرجال حضروا من المناطق المحيطة بالمدينة لأن مكتب محافظ البيضاء ومسؤولو الحزب الحاكم فيه دفعوا 200 ألف ريال يمني (950 دولاراً) لكل رجل مشارك في المسيرة. مضيفاً إنه بنهاية المسيرة سمع محافظ البيضاء، محمد ناصر العمري، يأمر قيادات المنطقة بتشجيع تابعيهم لحضور المسيرة، لكن بعض القيادات رفضوا. قال فيما بعد متظاهرون موالون للحكومة، خرجوا في المسيرة لكن عارضوا الهجمات، للمتظاهرين المعارضين للحكومة إن سلطات البيضاء "دفعت لهم النقود والطعام" للانضمام إلى المسيرة، حسبما قال الخويري ، أحد المتظاهرين المعارضين للحكومة.
أحداث الحديدة أما في مدينة الحديدة غربي اليمن فنقلت هيومن رايتس عن شهود عيان ان الكثير من مسؤولي الأمن وقفوا يتفرجون بينما عصابات من الرجال راحت تهاجم المتظاهرين المعارضين لصالح بالخناجر والسكاكين وألعاب النارية يوم الأربعاء 2 مارس، بينما راح بعض المتظاهرين يصلون صلاة الظهر. الهجوم وقع في حديقة الشعب، ألحق إصابات بما يتراوح بين 25 و30 شخصاً، والكثير من الإصابات ندبات وإصابات في الرأس وأنوف مكسورة. ونقلت عن الصحفي بسيم الجناني من موقع الحديدة نت وصحيفة المصدر المستقلة، وكان شاهداً على الهجوم: "رمونا بالحجارة والألعاب النارية المشتعلة ورموها علينا. طاردونا وضربونا بأيديهم. العشرات من مسؤولي الأمن العام وقفوا يتفرجون بينما حدث ما حدث ولم يحركوا ساكناً". عندما بدأ معارضوا صالح من المتظاهرين في مطاردة المهاجمين، فر بعض المعتدين إلى مبنى المحافظة، المواجه للحديقة، على حد قول الجناني . أوقف مسؤولو الأمن الهجوم بعد أن قابل أربعة من قيادات المتظاهرين الحاكم وضغطوا عليه كي يأمر الأمن العام بالتدخل، على حد قول مصطفى الإبراهيم، وهو متظاهر معارض لصالح، وكذلك عبد الحفيظ الحطامي، وهو ناشط من البيضاء وصحفي لدى صحيفة الصحوة وقناة سهيل التلفزيونية. قال الحطامي إنه رأى بعض مسؤولي الأمن يتراجعون إلى مبنى المحافظة قبل الهجوم مباشرة. قال إن مدير الأمن العام بالمدينة قال له إن الرجال لم يتدخلوا لأنهم لا يريدون أن يتهمهم أحد بالتورط في الهجوم ولحماية مبنى المحافظة. المعتدون الموالون للحكومة تجمعوا بالقرب من حديقة المحافظ في الأيام السابقة، وهاجموا المتظاهرين في الميدان مرتين على الأقل، حسب قول ثلاثة شهود.