احتشد نحو مليون شخص في ساحة الحرية والشوارع المؤدية إليها بمدينة تعز وسط اليمن لإحياء "جمعة الكرامة" وسط تشديد أمني على مداخل الساحة والمدينة، وغضب عارم من المعتصمين إزاء المجزرة التي ارتكبت في صنعاء. ويعتقد أن الإجراءات الأمنية مرتبطة بما حصل يوم أمس في تعز بعدما هاجمت قوات الأمن المعتصمين بإطلاق قنابل الغاز ما أسفر عن إصابة أكثر من مائتين باختناقات، فيما أصيب بعضهم بجروح جراء هجوم عصابات "البلطجية" عليهم. وندد المتظاهرون بالمجزرة التي ارتكبتها قوات الأمن في ساحة التغيير بصنعاء، ورددوا هتافات تطالب بمحاكمة الرئيس علي عبدالله صالح وعائلته عن تلك المجازر. وتسمّر عشرات الآلاف ممن بقوا بعد صلاة الجمعة أمام شاشات كبيرة تعرض قناة الجزيرة لمتابعة تغطية الأحداث الدامية في صنعاء. وكان الشيخ عبدالله العديني الذي ألقى خطبتي الجمعة قال إن "الأمة اليوم تعاني من غياب أربعة مبادئ هي الحرية والعدل والمساواة والشورى، وهي التي قادت إلى اعتداء الإنسان على أخيه الإنسان الفرد". وخاطب العدينى الرئيس صالح قائلا: "لقد أحرقت قلوبنا وأطلقت علينا الرصاص وخنقتنا وبالغازات بعد أن خنقتنا 33 بغازات الفردية بالنزعة الاستبدادية التي صادرت اليمن وجعلتها كلها في خدمك بعد أن تحملناك (...) ونسيت قول الله تعالى (ومن قتل نفسا فكأنما قتل الناس جميعا) و(ومن قتل مؤمنا متعمدا فجزائه جهنم خالدا فيها) فكيف وتقتل الشباب وهم عزل سلميين فأين أنت من قول الله تعالى (وإذا حكمت بني الناس أن تحكم بينهم بالعدل)". ودعا العديني وهو عضو مجلس النواب المعتصمين في كل ساحات الاعتصام إلى الثبات والصبر والمواصلة، محذرا إياهم من التراجع أو العودة دون تحقيق الأهداف "فالتراجع سوف يعيد باليمن إلى الخلف مائة سنة".