شهد الوضع اليمني اليوم الاثنين تطورات متسارعة، بعد أن أعلن قادة كبار بالجيش وسفراء وبعض القبائل تأييدهم للمحتجين المناهضين للحكومة اليمنية، في ضربة قاصمة للرئيس علي عبد الله صالح الذي يحاول الإفلات من مطالب متنامية برحيله الفوري. ورغم ذلك ذكر تلفزيون العربية أن صالح قال اليوم الاثنين إنه " صامد"، وأن أغلبية اليمنيين تؤيده بينما ذكر تلفزيون الجزيرة، أنه طلب من وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الوساطة في الأزمة المتفاقمة. الجيش يؤيد الرئيس من جهته، قال وزير الدفاع اليمني محمد ناصر علي اليوم الاثنين، إن الجيش لا يزال يساند الرئيس اليمني. وأضاف الوزير في بيان بثه التلفزيون الرسمي: "تعلن القوات المسلحة والآمن بأنها ستظل وفية بالقسم الذي أداه كل أفرادها أمام الله والوطن والقيادة السياسية، بزعامة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بالحفاظ على الشرعية الدستورية والآمن والاستقرار والوحدة وحماية منجزات الشعب اليمني ومكتسباته التي حققها في ظل راية الثورة والوحدة والديمقراطية." وأضاف "لن نسمح بأي شكل من الأشكال بأي محاولة للانقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية او المساس بأمن الوطن والمواطنين." وأعلنت القوات المسلحة والأمن بأنها ستظل وفية لصالح "رئيس الجمهورية بالحفاظ على الشرعية الدستورية والأمن والاستقرار، والوحدة وحماية منجزات الشعب اليمني ومكتسباته التي حققها في ظل راية الثورة والوحدة والديمقراطية." وشدد المجلس على أن القوات المسلحة وقوات الأمن "لن تسمح بأي شكل من الأشكال لأي محاولة للانقلاب على الديمقراطية والشرعية الدستورية أو المساس بأمن الوطن والمواطنين." من ناحية ثانية، التحق السفير اليمني لدى الأممالمتحدة، عبدالله السعيدي، بركب الدبلوماسيين الذين أعلنوا إما استقالاتهم أو انضمامهم بالثورة السلمية في بلادهم. وطالب السعيدي الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بالاستقالة من منصبه، وبأن يتنحى بكرامة لصالح الدولة، مشيراً إلى أن الرئيس اليمني قام بأمور جيدة ولكن لكل شيء نهاية وعليه أن يتنحى. وأعرب عن قلقه من الأوضاع في اليمن، مشيراً إلى أن التطورات تأخذ منحى خطيراً ومخيفاً، مضيفا أن اليمن دولة مسالمة ويجب تجنب الصراع مهما كان الثمن. ونوه إلى أن بعض الجهات في المؤسسة العسكرية طلبت دعم المتظاهرين، لكنه تساءل عما ستفعله بقية القيادة العسكرية. وقال السفير اليمني، الذي شغل هذا المنصب خلال السنوات الثماني الماضية، إنه لا يعرف ما سيفعله لاحقاً. تأييد الثورة السلمية وكانت الاستقالات من أعضاء الحزب الحاكم والمناصب السياسية والحكومية قد تواترت الاثنين، معلنة انضمامها للثورة السلمية، ومن بينها العديد من قيادات القوات المسلحة اليمنية التي أعلنت تأييدها للثورة. فقد أعلن قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية، علي محسن الأحمر، تأييده وضباط وأفراد قواته لثورة الشباب السلمية في اليمن، ودعمهم للمطالب الداعية لإسقاط نظام الرئيس صالح. وقال الأحمر المقرب من الرئيس صالح، إن قواته "ستؤدي واجباتها غير منقوصة في حفظ وحماية العاصمة اليمنية صنعاء وأي منطقة تتواجد فيها إلى جانب القوات المسلحة اليمنية." واتهم الأحمر النظام بممارسة السلطة خارج إطار الدستور والقانون، واتباع سياسة الإقصاء، والتهميش وتقويض الشراكة الوطنية وغياب العدالة. ومن بين من تقدموا باستقالاتهم من قادة الجيش، قائد الدفاع الجوي في الفرقة الأولى الجنرال صادق علي سرحان، والجنرال حميد القشيبي، قائد فرقة المدرعات 310 في عمران، وقائد اللواء 121، ناصر الجهوري. وكان النائب الأول لرئيس مجلس النواب، حمير الأحمر، قد أعلن دعمه للثورة السلمية، وكذلك نائب الأمين العام لمكتب رئيس الوزراء، أمين محمد شمهان، وعبدالله مثنى، نائب محافظ لحج، وعبدالحذيفي وعلي شايع عضوا البرلمان من الضالع، عضو البرلمان اليمني عبدالله حريز، رجل الأعمال اليمني عبد الواسع هايل سعيد. وأعلن النائب العام اليمنى عبد الله العلفى انضمامه للثوار اليمنيين فى ساحة التغيير بجامعة صنعاء وباقي المدن اليمنية ، مطالبين برحيل الرئيس على عبد الله صالح ومشددين على الانتقال السلمي للسلطة. وكان السفير اليمنى بالقاهرة الدكتور عبد الولي الشميرى، وبقية أعضاء السفارة، وكذلك مندوب اليمن الدائم لدى الجامعة العربية عبد الملك المنصور، أعلنوا أيضا انضمامهم للثوار مؤيدين مطالبهم في تحقيق الديمقراطية. ومن الدبلوماسيين، أعلن القنصل العام في السفارة اليمنية في واشنطن، محسن راجح استقالته وانضمامه للثورة السلمية، وكذلك السفير اليمني في اليابان، مروزان نعمان، والسفير عبدالوهاب تواف، المبعوث لدى سوريا، والسفير عبدالرحمن الحمدي، المبعوث لدى التشيك، والملحق العسكري في موسكو، محمد صالح الخليل. كما أعلن السفراء اليمنيون في باكستان، عبده علي عبد الرحمن، وفي قطر، عبدالملك سعيد، وفي سلطنة عمان، عبد الرحمن خميس، وفي إسبانيا، مصطفى أحمد نعمان، والقنصل اليمني العام في دبي، محمد صالح القطيش، والقنصل اليمني العام بجدة في السعودية، علي محمدالعياشي، تأييدهم للثورة السلمية في اليمن. وناشد هؤلاء السفراء، في بيان مشترك، قادة اليمن وحكماءها في الجيش، والمؤسسات العامة تغليب مصلحة الوطن والمواطنين على المصالح الشخصية والأسرية والمناطقية. وقالوا: "إن دماء الشهداء الأحرار التي سفكت ظلماً وعدواناً في ساحة التغيير.. ستكون ثمناً لحرية الوطن والمواطنين وستعيد الاعتبار للذات اليمنية."وانضم إليهم كذلك سفراء اليمن لدى الصين والسعودية والكويت والجزائر. إلى ذلك شهدت العاصمة اليمنية صنعاء انتشارا واسعا للدبابات ومدرعات للجيش اليمني، بما في ذلك في محيط القصر الجمهوري ووزارة الدفاع والبنك المركزي. كما انتشر مشاة من الجيش بكثافة على مداخل ساحة الاعتصام أمام جامعة صنعاء، خصوصا بعد إعلان اللواء محسن الأحمر، الذي يعد من أعمدة النظام، انضمامه إلى المطالبين برحيل صالح. وفي أول رد فعل أميركي، قالت السفارة الأميركية في نشرة إن السفارة حثت مواطنيها في اليمن على البقاء في منازلهم مساء يوم الاثنين نظرا لعدم الاستقرار في البلاد. وقالت النشرة "نظرا لاستمرار الاضطرابات السياسية وعدم اليقين في صنعاء، وبقية أنحاء اليمن تحث السفارة الأمريكية جميع المواطنين الأميركيين في اليمن على البقاء في منازلهم هذا المساء." وفي إطار ردود الفعل الدولية على ما يجري، قال رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون يوم الاثنين إن بريطانيا "منزعجة للغاية"، بسبب الأحداث الجارية في اليمن الذي تعصف به الاحتجاجات والعنف. وقال كاميرون أمام البرلمان "نحن منزعجون للغاية بسبب ما يحدث في اليمن وخصوصا الأحداث الأخيرة وندعو كل بلد في هذه المنطقة لتلبية تطلعات شعبه بالإصلاح لا بالقمع.