شهدت الاسواق المحلية خلال اليومين الماضين موجة جديده من الاسعار للمواد الغذائية غير مبالية بإجراءات الحكومة ووزارة الصناعة والتجارة التي تغرد خارج سرب السوق . وقال تجار التجزئة ان تجار الجملة هم من يرفع الاسعار بزيادة متوالية غير مقبولة ولكن لايوجد لدينا أي حيلة لتخفيض الاسعار من تلقاء انفسنا والمشكلة ان الموجة الجديدة ضربت اسعار الفواكه والخضروات بنسبة تصل الى 50 في المائة كزيادة غير قابلة للتخفيض. ويعتقد تجار التجزئة ان موسم جني الارباح قد قرب مع قدوم شهر رمضان المبارك حيث يعتقد محمود الصبري بائع تجزئة في سوق الحصبة ان المشكلة تكمن في عدم جدوى الاجراءات الحكومية التي تتخذ لذر الرماد في عيون المستهلك فقط. وقال الصبري لم يعد أرباب الأسر قادرين على مجاراة الزيادة في معدلات الأسعار لكن في السوق المحلية لاجدوى لوزارة الصناعة والتجارة في حين ضاعف قرب العام الدراسي الجديد من الازمة الامر الذي يضاعف من الأعباء المالية لأرباب الأسر ويؤثر سلبا على حالتهم النفسية وعلى مزاجهم فيصبحون أكثر ميلا إلى العنف وتسهل إثارتهم وبالتالي تزيد معدلات العنف بين الأفراد في الأسر و الشارع ومن معدلات أخرى .. ويضيف التاجر عبد الهادي محمد جميل :الأسواق عامرة بأشكال وأصناف السلع المتنوعة وهناك إقبال ضعيف على الشراء ولسان حال الجميع رمضان كريم . غير ان المستهلك شيوعي ناصر لايهم الصائم ارتفاع الأسعار بقدر اهتمامه بقدرته على الشراء فهو لايستطيع خزن مواد لاكثر من أسبوع وقد تحول شهر العبادات إلى شهر استهلاك . ويعتقد رامي سعيد العامل في سوق باب اليمن إن الزيادة المقررة في الاستهلاك خلال شهر رمضان تمثل أربعة أضعاف الاستهلاك العادي في بقية الشهور والتي تنعكس بالسلب على الأسعار حيث ترتفع أسعار السلع نتيجة زيادة الطلب على العرض في الأسواق وكلها بسبب إقبال المستهلكين بشكل كبير وبشره استهلاكي وتهافت على السلع لوجبتين أساسيتين خلافا لبقية الأيام ثالث وجبات ومع هذا يراوح هذا الكم الهائل من الاستهلاك إلى براميل القمامة . بدوره حصر العامل كرامه يحيى المعضلة بوجود ملحوظ للسلع الفاسدة وافتقار جمعية ا لمستهلك الواعي مشيرا إلى ضعف برامج التوعية المفترضة من قبل جمعية المستهلك التي تدنت مستويات أداءها رغم ماحظيت به الجمعية من تشجيع ورعاية من قبل الحكومة. وقال كرامة الأسعار غدت تستنزف دخل المواطنين و خصوصا ان الجميع يستهلكون بكثافة الخصروات والفواكه التي طالتها جرائم زيادة الاسعار بصورة جنونية . أطباق المائدة تتأثر بالأسعار ومن أشهر أطباق المائدة الرمضانية التي تتأثر بارتفاع الاسعار في اليمن: الشفوت المكون من اللحوح المخلوط مع اللبن والسحاوق، والشربة، والحامضة، والعصيد، وبنت الصحن، ومع هذا الشهر تظهر المحلبية، التي لا يتناولها معظم اليمينين إلا في رمضان، وكذلك السمبوسة. كما يميل اليمنيون في رمضان إلى الوجبات الخفيفة تليها وجبات دسمة والوجبتان الرمضانيتان اللتان لا تخلو منهما أي مائدة في عموم اليمن هما: "الشفوت" و"الشربة" الأولى مصنوعة من رقائق الذرة التي تسمي اللحوح والأخرى مصنوعة من القمح المبشور بعد خلطه بالحليب والسكر أو بمرقة اللحم حسب الأذواق والإمكانيات.. ويضاف الى تلك الوجبات " السلتة " سيدة الأكلات الصنعانية والأكلة المفضلة لدى اليمنيين عموما وسكان صنعاء خصوصا وهناك العصيد التي تصنع من دقيق البر أو الغرب أو الدخن أو الهند الرومي وتؤكل على المرق أو اللبن وبحسب الإمكانيات إضافة إلى الطعمية والكفتة الى غيرها من الأكلات الخاصة بشهر رمضان. أما الحلويات فهي تحظى باهتمام كبير شأن بقية المسلمين في العالم. وحلويات اليمن الرمضانية مزيج من الحلويات اليمنية والشامية والتركية والهندية ك "الرواني" و" بنت الصحن" والكنافة والعوامة والبقلاوة ... غير أن ارتفاع الأسعار قد حدت هذا العام من قدرة ذوي الدخل المحدود الحصول على كل السعرات الحرارية اللازمة للصائمين مما دفعهم اما الى الأحجام عن التسوق او الذهاب إلى الأسواق للمشاهدة والفضول وشراء بعض المواد التي رغم ارتفاع اسعار الخضروات والمواد الغذائية في بداية الشهر الفضيل كل عام يحمل شهر رمضان المبارك الكثير من الخصوصيات في اليمن خلافا لما يجري في كل بلد من البلدان الإسلامية حيث يحتفظ ابناء اليمن لرمضان بعادات وتقاليد تميزهم عن غيرهم . ويقول الباحث حسين المقدم المتخصص في ابحاث التسويق : اليمن هي النموذج الأمثل للمدينة العربية الإسلامية بكل ما تحمله من طُرز معمارية، أو مواريث شعبية، وما إلى غير ذلك. فليس من بلد إسلامي يتقدم على اليمن في عادات وتقاليد شهر رمضان. فالمدينة التي تقادمت على مختلف بقاع العالم الإسلامي أحالتها مجتمعات فقيرة بأواصر الحلقات الاجتماعية الداخلية، بينما ظل اليمنيون يذيبون حداثة العصر بقالب تراثهم الشعبي التاريخي ليحافظوا على هويتهم الحضارية. فالعمارات الباسقة والشوارع الفارهة وخدمات الإعلام المتقدمة لم تمنع الفرد اليمني في رمضان من حمل كيس إفطاره الصغير والتوجه به إلى المسجد قبل أذان المغرب بقليل، والتجمع هناك في حلقات مخطط لها من قبل، وخلط الأطعمة والاشتراك بوجبة الإفطار السريعة، ودعوة الآخرين إليها- حتى ومن غير سابق معرفة بهم.