تعرضت مجموعة من أخواتنا الناشطات لاعتداء غير مبرر في صنعاء بينما كن في طريقهن للانضمام إلى جموع النساء اللاتي شاركن في مسيرة نسائية للتنديد بتصريحات الرئيس علي عبدالله صالح بشأن الاختلاط في ساحة... التغيير. دفع هذا الاعتداء المرفوض بإحداهن إلى تبني الدعوة لتكوين مجموعة نسائية على موقع التواصل الاجتماعي الشهير "فيس بوك"، أطلقت عليها تسمية "ثائرات غير منقبات" قالت إنها ستعمل على إخراج مسيرة نسائية ضد النظام الحاكم، خاصة بغير... المنقبات! حدث هذا التعدي المؤسف وسط بروز شكاوى من محاولات البعض السيطرة على مجريات الثورة السلمية، والاستئثار بتوجيه أنشطتها لمصلحة هذا الطرف أو ذاك، وهو ما لا أود حقيقة الخوض فيه حالياً، خاصة وأن الكل يشاهد بفخر واعتزاز هذه اللوحة الرائعة التي يجسدها الشعب اليمني، بأبنائه وبناته، وبمختلف انتماءاتهم و... توجهاتهم. للمرأة اليمنية دور مشرف في حركة الاحتجاجات، هو محل إعجاب وتقدير العالم، وهي تقف بكل شجاعة واقتدار إلى جانب شقيقها الرجل، بل إن بعضهن تفوقن على الرجال بمراحل، وتقدمن الصفوف دون تردد أو خوف، ومنهن على سبيل المثال لا الحصر: توكل كرمان، وأروى عثمان التي كانت بالمناسبة إحدى ضحايا الاعتداء... المذكور! توكل تنتمي إلى حركة "الإخوان المسلمين" بينما أروى ليبرالية، وكلاهما تعملان من أجل اليمن، ومن أجل مستقبل أفضل لأبناء الشعب اليمني، وهو هدف أسمى من كل الأهداف، ويجب أن تتضافر كل الجهود من أجل تحقيقه في هذه المرحلة بالغة... الخطورة. أما الثورة، فهي ثورة شعب بأكمله، وليست ثورة حزب أو أشخاص، ومن غير المقبول أبداً أن يحاول كائن من كان أن ينسب الفضل لنفسه، أو أن يتجاوز أدوار الآخرين. ولكي تتحقق أهداف هذه الثورة، لابد من تفويت الفرصة على الذين ما زالوا يراهنون، بل ويعملون بكل الطرق من أجل... إجهاضها.
نقطة أخيرة: دعونا لا نفسد هذه الثورة بالانشغال في خلافات نحن في غنى عنها، ولنجعل شعار "اليمن أولاً" حقيقة ملموسة على الأرض فعلاً هذه... المرة!