واضح من خلال كل التكتيكات التي تستخدمها أنك لم تسأم السلطة كما قلت ولا تجدها مغرماً كما أوضحت. في تصوري أن بإمكانك أن تبقى رئيساً حتى عام 2013 بل وبالإمكان أن ينتخب الناس ابنك أحمد أو ابنتك الكريمة بلقيس وبإرادتهم الحرة وبانتخابات حرة ونزيهة لها كل المواصفات الدولية للانتخابات الحرة والنزيهة.. وبإمكانك أن تخرج حينها رئيساً محبوباً قد غفر لك اليمنيون ما تقدم من ذنبك. اليمنيون لا يكرهونك ولا يضيقون بك لشخصك بل إنهم يرون إن لك ميزات شخصية ساعدتك على البقاء على الكرسي ثلاثة وثلاثين عاماً.. لكن أغلب اليمنيين اليوم يكرهونك ويضيقون بك لأعمالك وأعمال زمرتك ومن حولك ومن طريقة حكمك ولعلك تذكر حين دعوتني والدكتورة إلهام قبل عامين وقابلتنا في مكتب التوجيه المعنوي، قلت لي حينها: "سنبني نظاماً رئاسياً وتحكم لمدة طويلة" كان ردي: الناس لا يهمهم من يحكم ولكن يهمهم كيف يحكم وضربت مثلاً بأسرة نهرو في الهند والتي حكمت الهند لما يقرب من قرن ولم تزيف الانتخابات مرة واحدة كانت تعمل خيراً وتحكم حكماً رشيداً فانتخبهم الناس بإرادتهم الحرة ابتداء من الأب ثم البنت ثم ابنها وأخيراً زوجة الابن ذات الأصول الإيطالية. السؤال الذي يطرح نفسه: هل لا يزال لديك فرصة لتصحيح وضع البلد ووضعك؟ أنا أقول بكل اطمئنان نعم إذا ما قمت بما يلي: 1- أشطب من ذهنك نهائياً موضوع استخدام القوة فهي لا تنفعك بأي حال من الأحوال لا على المستوى المحلي ولا على المستوى الإقليمي أو الدولي بل سوف تكلفك وأسرتك غالياً ولن تجد بعد ذلك مكاناً يأويك ولا مالا يكفيك ولا فرداً يعفيك. 2- لقد استخدمت الفهلوة كثيراً وأتقنت التكتيكات طويلاً، الآن لم يعد يفيدك لا فهلوة ولا تكتيك. الصدق مع الله والصدق مع النفس والصدق مع الشعب هو المنهج الوحيد للنجاة واختصار الألم لك ولأسرتك ولشعبك. 3- اتجه بذهنك وقلبك وتكتيكاتك إلى البحث عن حل سلمي مهما كلفك من تضحيات بالامتيازات التي تعودت عليها. 4- لا تفكر في استشارة الدكتور الإرياني فلن يقول لك إلا ما تحب لا ما يحب ولا تستشر الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني فهو سينتظر رأيك ليهز بالإيجاب رأسه أما البركاني وابن دغر وعارف الزوكا فشعارهم: أدهف، الحجرة من القاع والدم من راس القبيلي. واستعن على العديم بشوره. 5- القيام بالاعتراف علناً وعلى رؤوس الأشهاد بكل الأخطاء التي ارتكبتها خلال فترة حكمك سواء في إدارة الحكم أو صون المال العام أو في إثارة الصراعات والحروب، أو في الفساد والإفساد.. وتعتذر للشعب عن هذه الأخطاء وترجوه أن يعطيك فرصة لما بقي من مدة رئاستك حتى تصحح ما يمكن تصحيحه خلال الزمن المتبقي لرئاستك. 6- العمل على تشكيل لجنة من محامين وقضاة شرفاء يتولون تصفية قضايا الشهداء الذين قتلوا في عهدك دون حق ابتداء من عيسى ورفاقه وحتى شهداء حرب الصراع على السلطة عام 1994م وشهداء حروب صعدة العبثية وشهداء ثورة الشباب على مستوى الساحة كلها على أن تكون المعالجة ليست مما بقي بعد الذبح في البنك المركزي وإنما بما وضع في حسابك وحساب أسرتك وحساب الذين اتبعوا نصيحة باجمال وأثروا بالحرام في عهدك. 7- الأمر بإطلاق جميع سجناء الأحداث الماضية والحاضرة دون استثناء ومن عليه جريمة جنائية فمن حق أصحاب الحق وأولياء الدم أن يرفعوا دعاواهم إلى المحاكم وهي صاحبة الحق الأصيل في إصدار الحكم وفرض العقاب أو البراءة. 8- التعهد بنية صادقة وقناعة كاملة بأن يكون دورك في المرحلة القادمة دور رئيس نظام برلماني لا دخل لك في شؤون الدولة إلا بما يقتضيه العمل البت البرتكولي المراسيمي. 9- دعوة الشباب في جميع ساحات الاعتصام أن ترشح رئيساً للوزراء ومن يحصل على أغلبية الأصوات من كل الساحات المرابطة يكلف بتشكيل الحكومة وله كامل الصلاحية في اختيار كل وزراء حكومته. 10- يقوم وزير الدفاع في حكومة شباب الثورة –فور إعلان الحكومة- بإعادة هيكلة وبناء الجيش على أسس وطنية وبمعايير الكفاءة والخبرة والأقدمية والحيادية وكذلك الحال بالنسبة لوزير الداخلية بالنسبة لإعادة هيكلة الأمن القومي والأمن السياسي وعلى نفس الأسس والمعايير ويكون الجيش والأمن تحت إشراف السلطة المدنية. 11- الدعوة إلى تشكيل مجلس وطني يضم ممثلين لكل القوى السياسية والاجتماعية في الداخل والخارج ويتولى إعداد دستور جديد للجمهورية اليمنية وقانون حضاري للحكم المحلي. وقانون للانتخابات والاستفتاء ويتولى الإشراف على الحكومة في المرحلة الانتقالية. 12- الساحات كل الساحات تظل مفتوحة أمام شباب الثورة كلما رأوا ضرورة لذلك وحتى يتابعوا مسيرة الإصلاح وبناء الدولة المدنية دولة النظام والقانون والتي من أجلها خرجوا وفي سبيلها ضحوا وقدموا شهداء أبرار لم يبخلوا على وطنهم بأغلى ما يمتلكه الإنسان وهو حياته ولسان حالهم: بحثت عن هبة أحبوك يا وطني فلم أجد لك إلا قلبي الدامي جرب يا حضرة فقد تفوز دنيا وآخرة.. ما لم فسوف يصدق عليك قول الله عز وجل: "فإن تولوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم".