أصبح من المسلم به أن المجتمع الدولي وا لعم سام يتعامل مع الشأن اليمني عبر البوابة الخليجية. وبذلك أصبحت المبادرات الخليجية تكتسب زخما ومباركة دولية ..نحن لسنا ضد دور أشقائنا في الخليج, فالشعب اليمني يكن لهم مشاعر الأخوة والتقدير..لكن هناك بعض النقاط الهامة التي يجب توضيحها لأشقائنا الخليجيين. أولاً: عانت دول الخليج كثيرا من انتهازية وابتزاز نظام صالح لعقود, وللأسف دفع الشعب اليمني بأسره ثمنا باهضا لتغطية نفقات حماقات نظام صالح, فأصبح السفر إلي النرويج أسهل للمواطن اليمني من الدخول إلى دولة خليجية شقيقة! وتم التضييق على من بقوا هناك من اليمنيين إلا من رحم ربي..رغم أن دول الخليج تدرك أن الشعب اليمني سيكون في مقدمة الصفوف ذوداً عن أشقائه الخليجيين ضد أي مكروه..وأن اليمن فقط تنقصها الإدارة الناجحة ليس إلا.. ثانيا: حرص نظام صالح على إقناع مجلس التعاون بمعاملة ما يحدث في اليمن على أنه أزمة سياسية بين صالح واللقاء المشترك فقط , وهذا يجافي الحقيقة تماماً, فهناك ثورة شعبية كاسحة في اليمن.. ثورة أذهلت العالم بسلميتها ورقي شبابها. ثورة ضد الذات أولا, ثورة لرد الإعتبار للحضارة اليمنية العريقة, ضد نظام فاشل متخلف, أصبح عبئاً ثقيلا على شعبه والمنطقة والعالم..نرجو من إخواننا الخليجيين أن يعيدوا حساباتهم ويتعاملوا مع الواقع كما هو..ويعيدوا حساباتهم كما فعل أردوغان حين طالب القذافي بالتنحي الفوري إعترافاً منه بالثورة الليبية. ثالثاً: يحاول نظام صالح المترنح جر شباب الثورة إلى مربع العنف والدم الذي أدمن عليه, لكن شباب الثورة فطنوا لهذا المقصد الدنيء وواجهوا سلاح صالح بوعي سياسي سلمي خلاق ولغة راقية تخلو منها قواميس صالح البالية... ثورة الشباب اليمني ليست فقد لتغيير رئيسهم, بل تتعدى هذا الهدف لتشمل نبذ ثقافة الإحتراب التي يتقنها صالح, وإنشاء دولة يمانية مدنية ذات تداول سلمي وحقيقي للسلطة, يتساوى فيها الجميع لتصبح سندا للأشقاء في الخليج والمنطقة.
رابعاً: يحاول الرئيس صالح جاهدا أن يقنع العالم قاطبةً والأشقاء في الخليج على وجه التحديد, أن اليمن بدونه سيتصومل وسوف تطحنه الحروب الأهلية التي سيكتوي بنارها الخلييج. وهذه فرية فاسدة وكذبة من كذبات صالح وما أكثرها, فشبابنا لو أرادوا حسمها عسكريا لما احتاجوا أكثر من يومين لتنظيف اليمن والمنطقة من درن صالح; ولكنهم أرادوها سلمية تؤسس في أجيالنا القادمة قيم النضال السلمي المدني الحضاري العادل. خامساً: نعتذر للشقيقة قطر, أميراً وحكومة وشعباً على ما بدر من الرئيس صالح في التجني على دور قطر الريادي والتاريخي الرائع, فأعذروا صالح فإنه رئيس طائح. وأخيراً إن أراد أشقاؤنا في الخليج خيراً لليمن عليهم أن يصغوا أكثر إلى صوت الشعب اليمني في ميادين الحرية والتغيير, فثورتنا عادلة يجب أن يصغي لها العالم, بل ويجب أن تتصدر أدبيات الثورات الشعبية السلمية في كل أصقاع المعمورة.
*أستاذ شبكات الكميوتر عالية الكفاءة. * جامعة أدنبرة نابير -بريطانيا. المصدر أونلاين