تصدَّر الشأن السياسي اليمني -بإصابة صالح ومغادرته البلاد - مساحات كبيرة في إعلام وصحافة المجتمع الدّولي..ما يجمع عليه العالم أن نظام صالح أصبح في طريقه إلى غياهب الفناء والنسيان.. صورياً..تسلم الفريق عبد ربه هادي قيادة البلد في هذه المرحلة الحرجة.. إلا أنه بدأ القصيدة بكفر..فبدلاً من أن يلتقي بمكونات وأطراف العمل الثوري, بدأ بلقاء المندوب الأمريكي السامي, وهذه ما هي إلا حلقة في مسلسل العلاقة الشاذة بين نظام صالح والعالم الخارجي.. نحن ندرك أن الإمبراطورية الأمنية التي يديرها صالح وأولاده هي الممسكة بزمام الأمور رغم وجود نائب رئيس شكلي..لكن على السيد هادي أن يرد الاعتبار لتاريخه المهني..وإن لم يستطع ذلك فعليه التنحي جانباً. نعود للتدخل الخارجي في اليمن بشقيه السعودي, والغربي.. للأسف الشديد السعودية تحاول باستماتة قتل ومصادرة الثورة اليمنية, بل وإفراغ محتواها. فهي تريد مبادرتها بالقوة ..ومؤخراَ بدأت بابتزاز اللقاء المشترك والضغط عليه كي يرضخ للدور السعودي الذي تعود على علاقة دونية مع نظام صالح. السعودية التي تعودت لعقود على العبث السياسي في اليمن تخشى الثورة التي سوف تنهي هذه العلاقة الدونية مع اليمن..فهي تنظر لحكومتنا بنفس العين التي تنظر بها إلى قطيع من خادمات سيرلانكا, ليس إلا..ورحم الله الشهيد إبراهيم الحمدي الذي دفع حياته ثمناً لتصحيح هذه العلاقة.. أتمنى على اللقاء المشترك ألا يدخل في دوامة المبادرات السعودية, وأن يوظف كل الجهود المتاحة لصالح الثورة, فالثوار في الساحات والجيش في معظمه يدعم الثورة, وأغلب مثقفي وعلماء وأكاديميي اليمن في صف الثوار. إن لم يستطع المشترك توظيف كل ذلك لحسم الثورة فعليه تكوين فرقة للرقص الشعبي والبرع , وترك السياسة والثورة لأهلها!!! لكن هنا نخشى أن تخذلهم لياقتهم البدنية , فالبَرع قد يكون عصياَ عليهم.!! أما إخواننا شباب الثورة, فالرجاء منكم أن توحدوا كلمتكم وتواصلوا ثورتكم نحو تحقيق أهداف الثورة بشكل كامل غير منقوص..تذكروا أن الثورة ليست ضد شخوص بعينهم, بل ضد نظام وثقافة حكم متخلف ومتسلط. هدفنا دولة مدنية حرة وديمقراطية, يتساوى الناس جميعاً فيها في الحقوق والواجبات .. أما الأطراف الدولية الأخرى, وبالأخص الطرف الأمريكي فهو ينظر لليمن من الناحية الأمنية وهي نظرة قاصرة, بنت عليها أمريكا خطتها وقامت بتسليح صالح وأسرته كي يكافح القاعدة والشعب على السواء!! انظروا إلى النفاق الغربي..أُوكل للسعودية التي تعتبر التعددية والديمقراطية رجساً من عمل الشيطان, مهمة قيادة الوضع السياسي في اليمن نحو الحرية والمساواة!!!!إنه قمة الابتذال والنفاق السياسي.. كلمة أخيرة, على قادة الثورة تصعيد مستوى الفعل الثوري والتخلص من العلاقة الدونية التي يتعامل بها الآخرون مع اليمن, والوفاء لدماء شهداء اليمن الأبرار وتغيير كل الوقائع على الأرض لمصلحة الثورة; وتكوين مجلس انتقالي مهمته إدارة البلاد في هذه المرحلة.. أستاذ مشارك-جامعة أدنبرة نابير..بريطانيا