من البشاعة أن يصل مستوى قطاع الكهرباء إلى ما وصل إليه, انقطاعات متواصلة تبلغ ذروتها في شهر رمضان الكريم فتمرر علينا طعم الفطور والسحور, وتحول ليالي شهر رمضان الزاخرة بالحياة إلى أوقات ميتة, بل وتجعلنا نصمم جداولنا على ساعة الانقطاعات الكهربائية إياها.. مثلاً سوف أغادر المنزل الليلة لأن الكهرباء سيتم إطفاؤها الساعة العاشرة, أو سأتفرج على المسلسل الفلاني الآن قبل أن تنقطع الكهرباء. أما صديقة لي فتكّوم كل الاتصالات الهاتفية -على الأرضي- لوقت انقطاع الكهرباء وتقول: - هذا عمل يعتمد على الاستماع ولا يتأثر بالكهرباء مطلقاً. ولو أنه يتأثر كثيراً بامتلاء الجيب من عدمه (المقصود الفاتورة). وأخرى تؤجل صلاة التراويح حتى تنقطع الكهرباء، وهلم جرا. غير أن عظيم البركات حلت في شهر البركات على أصحاب الموتورات (خمسة وخميسة)، فما إن تمر في بعض الشوارع أو الأسواق حتى تصم أذنيك أصوات الموتورات المزعجة, ولأنها تتغذى على البترول قد يؤدي انتشارها إلى أزمة في هذه المادة الحيوية.
لكن الغريب والعجيب والمدهش والمذهل أن تستمر وزارة غير محترمة مثل وزارة الكهرباء صامدة مع كل هذا الأداء الضحل والفساد المقرف! أنا شخصياً لو كنت وزيرة الكهرباء لكنت ألقيت نفسي من النافذة غير متحملة دعاء الناس علي صباح مساء، وأظن أن الأسهل تقديم استقالتي حفاظاً على ماء وجهي, وربما هو الخيار الأصعب على أي وزير والله أعلم. كما لا ننسى أن المياه أيضاً مقطوعة عن وجوه السادة الوزراء، لذا سيان لديهم أن يحافظوا عليها أو!! وفي الأخير لا أنسى أن أقدم شكري وتحياتي للوزارة اياها ,التي من أهم إنجازاتها أنها وفرت كل شبكة الكهرباء لصالح المسجد الصالح الذي يظل منوراً طوال الليل وعلى عينك ياحاسد.