شهدت مدينة تعز الأحد يوماً دامياً سقط فيها 5 شهداء على الأقل ومئات المصابين 100 منهم بالرصاص الحي أثناء اعتداء قوات أمن وبلاطجة تابعين للنظام على مسيرة سلمية نظمها شباب الثورة تلتها هجمة أمنية حاولت اقتحام ساحة الحرية . وقال شاهد عيان ل«المصدر أونلاين» إن بلاطجة مسلحين يرتدون الزي المدني اعتلوا مديرية أمن القاهرة وأطلقوا النار على المشاركين في المسيرة وألقوا عليهم قنبلة يدوية، ليأتي بعدها مجاميع من رجال الأمن أطلقوا النار على المتظاهرين أيضاً. وبحسب عبد العزيز الصبري – أحد المشاركين في المسيرة- فإن الشباب كانوا متجهين نحو مديرية أمن القاهرة للمطالبة بالإفراج عن شباب كانوا معتقلين هناك، إلا أن البلاطجة وأفراد الأمن أمطروهم بالرصاص. واستمر إطلاق النار حتى وقت متأخر من مساء اليوم الأحد حيث امتد بعدها الى محيط ساحة الحرية وسقط العديد من المصابين في مدخل ساحة الحرية من جهة بنك التسليف، أثناء محاولة مجاميع أمنية مسنودة بالبلاطجة المسلحين اقتحام الساحة وإخلاءها بالقوة. وانتهت محاولة قوات حرس جمهوري فض اعتصام ساحة الحرية بتعز بانضمام عدد من القوات إلى المعتصمين. ويروي عبد الوهاب المذحجي وهو أحد شباب الثورة ما حدث قائلاً: انطلقت مسيرة الشباب عند الرابعة والنصف عصراً للمطالبة بالإفراج عن شاب معتقل في مديرية أمن القاهرة، وفوجئوا بإحاطة قوات الأمن الساحة بمجاميع من البلاطجة وأفراد الأمن. ويؤكد المذحجي أن قوات الأمن ألقت بقنابل يدوية إلى داخل الساحة في محاولة منها لإخلاء ساحة الاعتصام التي يرابط فيها عشرات الآلاف من المعتصمين المطالبين بإسقاط النظام منذ مطلع فبراير الماضي. كما ضربت قوات الأمن قنابل مسيله للدموع الى داخل الساحه وأطلقت الرصاص الحي في الهواء وباتجاه المعتصمين. الدكتور عبد الرحمن القدسي من مستشفى الصفوة أكد أن الوضع سيئ للغاية وأن المصابين كانوا لا يزالون يتوافدون على المستشفى حتى لحظة كتابة الخبر منتصف ليل الأحد الماضي، وأكد القدسي أن الإحصائيات المتوفرة لديهم تؤكد إصابة 450 متظاهراً بحالة اختناق بالغاز السام و5 شهداء و100 حالة إصابة بالرصاص الحي. وحصل «المصدر أونلاين» على أسماء 4 من الشهداء الذين سقطوا برصاص عناصر أمن وبلاطجة وهم: فؤاد عبده غانم (طلقه بالخد والرقبة)، محمد عبد الرقيب عبد الرزاق (طلقة بالرقبة)، عمران قاسم الإدريسي، الشهيد الرابع فاروق محمد سعيد (25 سنة) أصيب بعدة طلقات واحدة في الكتف وطلقة بالبطن وأخرى بالرجل، فيما لا يزال الشهيد الخامس مجهولا. توفيق الشعبي المدير التنفيذي للمركز القانوني لمناصره الثورة قال إن ما ارتكب اليوم من جرائم بحق المعتصمين هو استمرار لمسلسل القتل الذي تمارسه قوات الأمن والجيش بالمحافظة بقيادة مدير أمن تعز عبد الله قيران الذي صار متهماً بأكثر من جريمة، وجيء به خصيصاً من قبل هذا النظام من محافظة عدن إلى تعز للقيام بأعمال القتل والاعتداءات، ولا يخفى على احد ما أقدم عليه قبل أيام من اعتداء على محكمة الأموال العامة بسبب طلبها متهم محكوم عليه موجود لديه. وحمل المحامي الشعيبي قيران ومدير أمن مديرية القاهرة ومدير الشرطة العسكرية والحرس الجمهوري بالمحافظة المسؤولية الجنائية كاملة عن هذه الجرائم، لا سيما وأنه تم الإعداد والتخطيط لها بقصد جر الشباب إلى مسلسل العنف الذي يخطط له هذا النظام، وأضاف الشعيبي "ونقول لهم إن هذه جرائم لا تسقط بالتقادم وان زمن الإفلات من العقاب قد ولى وليكن لهم عبره في ميلادتش الذي تم إلقاء القبض عليه قبل أيام على ذمة جرائم الحرب والقتل التي ارتكبها بحق مسلمي البوسنة، وسيأتي اليوم الذي يحاكم فيه المجرمون هناعلى كل الجرائم التي ارتكبوها بحق المواطنين" . شباب الثورة بتعز من جانبهم حملوا أمين عام المجلس المحلي بمحافظة تعز ومدير الأمن هناك ومدير أمن مديرية القاهره مسؤولية تلك المجزرة وتعهدوا بملاحقتهم قضائياً بتهمة المسؤولية المباشرة عن تلك المجزرة كمرتكبي جرائم إبادة جماعية.