خرج الآلاف في مسيرة حاشدة عصر اليوم الثلاثاء في العاصمة صنعاء للمطالبة بتشكيل مجلس انتقالي في اليمن وإسقاط النظام الحاكم بعد مغادرة الرئيس علي عبدالله صالح لتلقي العلاج في السعودية. وانطلقت المسيرة، التي نظمتها ائتلافات شبابية، من ساحة التغيير وتوجهت إلى منزل عبدربه منصور هادي القائم بأعمال رئاسة الجمهوري الواقع في شارع الستين الغربي. وأمهل المتظاهرون أحزاب اللقاء المشترك وبقية القوى السياسية 24 ساعة للتواصل مع شباب الثورة لتشكيل مجلس انتقالي في البلاد. وقال المتظاهرون أن تلك الأحزاب والقوى السياسية إذا لم تستجب لمطلبهم، فإنهم سيعلنون عن مجلس انتقالي من داخل ساحة التغيير.
وجدد شباب الثورة رفضهم التام لأنصاف الحلول التي تلوح في أفق المشهد اليمني، بعد إعلان رئيس مجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني تفعيل مبادرة دول المجلس التي رفض صالح التوقيع عليها أواخر الشهر الفائت، معتبرين بعث مبادرة الخليج في هذه اللحظة التاريخية مدعاة للتشكك بالموقف السعودي والأمريكي من الثورة السلمية. وأصدر المتظاهرون بياناً أكدوا فيه عزمهم الاعتصام أمام منزل عبدربه هادي لمدة 24 ساعة، وهي الفترة التي منحوها لتلك القوى السياسية للإعلان عن تشكيل مجلس انتقالي. وقال البيان "في حال لم يتم تحقيق ما نطلب به فإننا عازمون على تصعيد فوري نستهدف من خلاله كل ما تبقى من معاقل النظام الساقط"، مؤكدين "جاهزيتهم لتقديم رؤية متكاملة لإجراءات المرحلة الانتقالية وما بعدها وفرضها إن لزم الأمر، وصولاً إلى الدولة المدنية". وطالب المتظاهرون "بالإعلان الفوري عن البدء في مرحلة انتقالية مدتها عام كامل تبدأ بإعلان دستوري تحدد المرحلة الانتقالية بما يلبي طموحات وتطلعات الثورة". كما أكد البيان على أهمية "تشكيل مجلس رئاسي انتقالي من أعضاء مدنيين ذوي نزاهة وكفاءة ممن يؤمنون بأهداف الثورة، بحيث لا يتضمن المجلس أيا من رموز النظام، ولا يحق لأعضاء المجلس الترشح للرئاسة القادمة".
ويشار إلى أن المعتصمين في شارع الستين، شكلوا لجنة نظام وأقاموا منصة متنقلة لإيصال صوتهم الى مسامع عبدربه منصور هادي الذي قدرت له الظروف وضعه على محك الاختبار الدستوري الذي يخضع كلية للشرعية الثورية وليس العكس. وهدد المعتصمون جميع القوى بمن فيهم أحزاب المشترك، بتشكيل مجلس رئاسي، يرافقه إعلان دستوري وتعليق العمل بالدستور القديم. في سياق متصل، دعت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية إلى مسيرات مليونية يوم غد الأربعاء في مختلف محافظات الجمهورية مواصلة لتحقيق أهداف الثورة التي يتمثل أحدها في إنشاء مجلس انتقالي.