كان أبناء تعز محقين, وهم يعلنون في بداية الثورة, تبرؤهم من الكائن عبده الجندي, ضمن طابور تعزّي خامل. الرجل لا يختلف عن مدير قتل تعز عبد الله قيران. كلاهما قاتل.واحد يقتل ب"لسان سام", لا تمتلكه أضخم كوبرا في غابات استراليا, والأخر يقتل ب"رصاص حي".. مكوناتهما واحدة: اخلط عبده الجندي, مع عبد الله قيران, فإن النتيجة ستكون, قنبلة ذرية تهدد اليمن والخليج. من وجهة نظر قائد حملة التضليل, فإن الاعتداء المبهم, على جامع النهدين الرئاسي,"أغضب الله في سماه", فيما الاعتداء الواضح, على ساحة الحرية, في نفس اليوم, والتي كانت تحوي عشرات آلاف المصلين, وليس مئات الضباط,"لم يُغضب حتى عبده الجندي في صنعاء". الكتابة عن الجندي ضرب من العبث.اعرف ذلك. الرجل معجون بالكذب, ولا يمكن أن يؤثر فيه مقال أو مجلد, فهو منزوع الإحساس. رجل آلي, لكنه يلبس بدلات لونها أصفر !! لا تخلو البلد من الكاذبين. هذه سنّة الحياة. لكن أقذر أنواع الكذب,لا يجيده سوى عبده الجندي. بالصدفة, شاهدته يمارس هوايته المحببة, في مؤتمر صحفي, لإطلاع وسائل الإعلام على صحة الرئيس المصاب. المؤتمرات الصحفية التي يقيمها الجندي, فريدة. لم ولن تشهد اليمن والعالم مثيلاً لها. يتم رص عدد من الميكرفونات لفضائيات لا ندري أين تُبث, بعد تطعيمها بواحد يحمل شعارا لفضائية معروفة, العربية في أغلب الأحوال. لا وجود لصحفيين, ومراسلين, حتى يوجهون له أسئلة. الكاميرا لا تتحرك من محيط مربع شعر رأسه ورقبته. أعتقد أنه يتم إحضار الجندي إلى القاعة, وإجلاسه فوق الكرسي, ثم يتم تشغيله ب"سويس". يثبت المصور كاميرته إلى وجه الجندي, ويخرج لعمل مشاوير خاصة في عمران أو حجة, ثم يعود إلى القاعة بعد ثلاث ساعات, ويجد عبده الجندي يواصل مهنته: يبتسم, ويستخف دمه لإضحاك الميكرفونات المرصوصة, ثم يشاهد المصور كاميرته وقد تورمت من كذب الجندي. اليابانيون لم يخترعوا بعد أجهزة ضد الكذب. يقول الجندي إن ما يحدث في تعز هو"نهب لكل المؤسسات العامة"وأن الأجهزة الأمنية تمارس عملها لإيقاف النهب الذي يتم عبر بلاطجة دخلوا من الأرياف بأسلحتهم. لنفترض أن السيد الجندي لا يشاهد سوى الفضائية اليمنية, أو أن النظام قد وزع لمنتخبه (الشامي, اليماني, وغيرهم), تلفزيونات لا يوجد فيها سوى محطات اليمن,الإيمان, سبأ, العقيق, فهو يختلف عن زملائه في الفريق, وعليه أن يحمل خطابا مغايرا. من المؤكد أنه يسمع أخبار تعز وما يدور فيها من انتهاكات بشعة, عبر أقرباء له, أو رفاق من أيام الزمن الجميل. تعرف, كنت قد قررت ألا ألطخ حبر قلمي بذكرك يا جندي, لكني انتهكت قراري, لأضعك أمام ما يجري في تعز, علّك تخجل. يوم السبت, يا نائب حسن اللوزي, سحب شريكك في سفك دماء أبناء تعز, قيران, قواته من كل أرجاء المدينة,بعد تشكيل مجالس شعبية لحماية الثوار, وقام بتشكيل مجالس شعبية مضادة, من نفس الأشكال والمنطقة. أليست هذه وصايا الرئيس المصاب بأن تواجهوا التحدي بالتحدي؟!! أقتحم أعضاء فريق"التحدي بالتحدي", والذين ينتمي أغلبهم لنفس منطقة المخلاف, المكاتب الحكومية في عصيفرة: النيابة, لجنتك الانتخابية سابقاً, و وكالة سبأ. وقاموا بنهبها. لم تمر لحظات, حتى حضر أنصار الثورة من الجيش الشعبي المسلح, اشتبكوا مع بلاطجتكم, وأجبروهم على الفرار, فقاموا ليلا بنهب أماكن مختلفة. هل تأكدت أن النهب جاء من طرفكم, وأن كذبك مفضوح, ومحاولة التضليل الذي تقوم به في قناة اليمن, فاشلة, فالفضائية لا يشاهدها إلا أنت والعسكري المرافق لك ربما. هل تعرف يا معالي نائب الوزير, أن حسن اللوزي, خيّب ظنوننا.كنا نقول إنه رمز للتضليل والدجل, واكتشفنا أنه لا يساوي قطرة في بحرك. صمته هذه الفترة, يدل أنه رجل محترم, ولم يرض لنفسه بالمشاركة العلنية الوقحة في قتل الناس- الدفاع عن قتلة هو بمثابة القتل- ليتك كنت تشبهه. اللوزي, لا يمكن أن يصل إلى قمة الإسفاف التي اعتليتها أنت. تُقصف مدينته بكل أنواع الأسلحة الثقيلة, وتصبح غرف النوم هدفاً لقذائف الهاون, ويسكت. اللوزي شاعر وحساس, وليس بالإمكان أن يشاهد محافظته تحكم من قبل سفاح اسمه قيران, ويشاركه في عملية اغتيال أبنائها مثلك, حتى وإن كان الرئيس قد أعطى له من أقلاص الشاهي ما لا يحصى. هل تعرف يا عبده, أن قيران قد أزاح كل الضباط من أبناء تعز, واستبدلهم, بكوادر محترفة من خولان. استورد فرق موت جاهزة للقتل غير الرحيم في مدينتك تعز, وأن أتباعه لا يستخدمون سوى الرصاص الحي ضد أبناء مديرية الجندية التي كنت تنتمي إليها. يجولون في الشوارع ويقومون بتوجيه أقذع الشتائم لفتياتها وشبابها, والتجار الذين يغلقون محلاتهم يهددونهم بالسلاح كي يفتحوها ؟ يا سيد عبده. حادثة مسجد الرئاسة التي قضت على مستقبل النظام, وكثير من قيادته, قضت عليكم أيضا في وزارة الإعلام, وأبواق النظام. أثبتت الحادثة أنك واليماني والشامي مجرد “أبجورات". وضعها الرئيس في أماكن معينة لتكذب فقط, وتفتي بما لا تعرف. يا رجل أتق الله. أنت نائب وزير الإعلام, ومتحدث في كل القنوات ولا تعرف أين هو الرئيس. وحين تعترف بشي, يكون العالم قد عرف بأمر جديد. تعترف أن الرئيس مصاب ب"خدوش", في الوقت الذي تقول الأنباء أنه مصاب بجروح بالغة. يصل السعودية, وتصرون أنه في اليمن. يجري عمليتين, وتكذبون أنها "فحوصات" سيد جنادي, سأدلعك مثل الفضائيات, من الذي علّم الثاني مهنة الكذب, الرئيس أم أنت؟