التقت قيادات المعارضة اليمنية مساء اليوم الأربعاء بمساعد وزيرة الخارجية الأمريكية جيفري فيلتمان الذي وصل صنعاء صباح اليوم في زيارة تأتي ضمن الجهود الأمريكية لنقل السلطة سلمياً في اليمن. وعقد الاجتماع الساعة السادسة مساءً بمنزل رئيس اللجنة التحضيرية للحوار الوطني محمد باسندوة في صنعاء.
وقال مصدر مطلع حضر الاجتماع ل"المصدر أونلاين" إن النقاشات تركزت حول سبل تنفيذ المبادرة الخليجية على أساس انتقال سلطات الرئيس إلى النائب عبدربه منصور هادي.
وأوضح المصدر الذي تحدث إلى المصدر أونلاين عن تفاصيل ما دار في الاجتماع شريطة عدم الإشارة إلى اسمه "إن المعارضة طالبت الأمريكيين بممارسة ضغوط حقيقية للبدء الفوري بنقل السلطة على أساس الاتفاق الخليجي ولكن مع مراعاة التطورات الراهنة المتمثلة في مغادرة صالح للبلاد".
وخلال اللقاء انتقدت قيادات المعارضة التكتم "المقصود" على صحة الرئيس علي عبدالله صالح، وطالبت الأمريكيين بالضغط لعرض الحقائق وكشف حقيقة الوضع الصحي للرئيس للرأي العام.
وفي هذا السياق، قال أحد قيادات المعارضة إن "إخفاء الحقيقة بشأن صحة الرئيس مخالف للأعراف الدولية والوطنية". وأضاف "ليست أول محاولة اغتيال لرئيس.. عندما اغتيل الرئيس الامريكي جون كينيدي، أول ما فكر به الناس هو أن هناك فراغ دستوري ويجب ملؤه".
وأضاف القيادي البارز في تكتل المشترك إن "الغموض بشأن صحة الرئيس غموض مقصود ويجب أن تجتهد أمريكا في الحصول على معلومات وعرض حقائق الوضع الصحي للرئيس صالح.. فمن حق كل مواطن أن يعرف هذه الحقيقة، لأنه أمر يترتب عليه مستقبل البلاد".
كما انتقدت قيادات المعارضة بشدة استلام أفراد عائلة الرئيس لزمام الأمور في البلاد "دون أي صفة أو حق قانوني"، وجددت تأييدها لنقل السلطات إلى عبدربه منصور هادي. مطالبين الأمريكيين "بالوقوف بحزم" تجاه من يقف عائقاً أمام انتقال السلطة.
وقال قيادي آخر في المعارضة "يجب أن يكون هناك تسوية سياسية قبل أن تنزلق اليمن وتصبح مثل الصومال". واضاف إن "من تبقى من عائلة الرئيس أخذوا البلد دون أي صفة أو حق.. نحن مع النائب لنقل السلطة إليه". وتدخل قيادي معارض ثالث موجهاً حديثه إلى فيلتمان قائلاً "أن التزام المعارضة بتأييد النائب ليس مفتوحاً، وأن هناك بدائل ستنفذها المعارضة"، وطالب القيادي ذاته الأمريكيين بتحديد زمن واضح للبدء بنقل السلطة.
من جانبه، جدد مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية تأكيده على أن المبادرة الخليجية هي السبيل الوحيد لنقل السلطة، وأن الولاياتالمتحدة تريد تنفيذ المبادرة بشكل عاجل ولابد من تنفيذها. وقال "نريد تنفيذ المبادرة عاجلاً.. وهذا سيحدث لا محالة لأن ظرف اليمن هو من يأتي بالجواب الذي نريد".
وأكد فيلتمان أن الولاياتالمتحدة ما تزال تدعم المبادرة الخليجية كاملة، لكنه قال إنه يمكن تعديل المبادرة في ضوء المستجدات التي طرأت بعد الانفجار الذي وقع في مسجد بدار الرئاسة وأصيب فيه الرئيس صالح، مضيفاً "نصها (المبادرة) ليس مقدساً".
وطالب فيلتمان المعارضة ب"بناء زخم للإعداد لنقل السلطة" وأكد أن بنود المبادرة ستنفذ لا محالة. وأضاف فيلتمان في حديثه مع قادة المعارضة "يبدو أن هناك أزمتين الآن، الأولى مسألة نقل السلطة، والثانية أزمة الثقة بين الأطراف السياسية في اليمن.
وشدد المسؤول الأمريكي على ضرورة نقل السلطة في ظل غياب صالح. واستحضر الحالة الليبية قائلاً "المجتمع الدولي بدأ ينأى بعلاقته مع القذافي والمجلس الانتقالي الليبي يكسب علاقات وتأييد دولي متزايد بغض النظر عن وجود القذافي.
وتابع فيلتمان: "بالإمكان أن تتعاملوا مع نائب الرئيس لحل مشاكل البلد. وأن تأخذوا هذا الكلام بعين الاعتبار". لكن المعارضة ردت على حديث فيلتمان بشأن التعامل مع عبدربه منصور هادي، بأن الأخير لا يملك صلاحيات فعلية. وطبقاً للمعلومات التي حصل عليها المصدر أونلاين، قال أحد قيادات المعارضة أثناء الاجتماع إن "النائب لا يمارس صلاحياته.. وهناك مجلس عسكري سري يدير البلد وهو مسؤول عما يجري".
وأضاف قيادي ثاني "نطالب هادي بأن يتصرف كرئيس أولاً.. وفي هذه الحالة نحن مستعدون للعب الدور المطلوب لإنقاذ اليمن والتعامل مع هادي".
حضر اللقاء من جانب المعارضة، كلا من محمد باسندوة رئيس اللجنة التحضيرية للحوار، وعبدالوهاب الآنسي أمين عام التجمع اليمني للإصلاح، وأبو بكر باذيب الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني، وسلطان العتواني الأمين العام للتنظيم الناصري، وحسن زيد الأمين العام لحزب الحق، وعبدالله عوبل الأمين العام لحزب التجمع الوحدوي، والأمين العام المساعد للجنة التحضيرية للحوار الوطني صخر الوجيه، إضافة إلى الأمين العام المساعد للإصلاح محمد السعدي والقيادي الناصري عبدالملك المخلافي. بينما حضر الاجتماع من الجانب الأمريكي إلى جانب فيلتمان، السفير جيرالد فايرستاين سفير الولاياتالمتحدةبصنعاء.