استقبل الرئيس علي عبدالله صالح اليوم الأحد مساعد الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن ومكافحة الإرهاب جون بيرنن الذي وصل صنعاء مع تجدد المواجهات بين قوات الجيش والمتمردين الحوثيين بمحافظة صعدة رغم قرار الحكومة اليمنية الجمعة بتعليق العمليات العسكرية. وقالت وكالة الأنباء اليمنية سبأ أن الرئيس صالح تسلم رسالة خطية من الرئيس الأمريكي باراك أوباما تتعلق بالعلاقات الثنائية والشراكة والتعاون القائم بين البلدين، وفي مقدمتها التعاون في مجال مكافحة الإرهاب. لكن مراقبون رجحوا ل"المصدر أونلاين" أن تكون رسالة أوباما قد تضمنت موقفاً داعماً للحكومة اليمنية بشأن حسم الصراع في محافظة صعدة". مشيرين إلى أن الولاياتالمتحدة سبق وأن أبدت دعماً غير مباشر في بيان السفارة الأمريكيةبصنعاء الذي أصدرته نهاية أغسطس وأعلنت خلاله بمسؤولية الحكومة اليمنية في الدفاع عن أراضيها ضد التمرد المسلح". وأضاف المراقبون "أن أمريكا تريد للحكومة اليمنية أن تحسم المعركة في صعدة، لكن الأخيرة تخذلها في هذه المسألة وإطالة أمد المعارك دون أن تحقق نجاحاً ملموساً، وهو الأمر الذي يعرض المزيد من المدنيين للمخاطر". ولم يستبعدوا أن يكثف الجيش اليمني عملياته ضد المتمردين الحوثيين خلال الأيام القادمة.
وحسب المصادر الرسمية، أكد الرئيس أوباما وقوف الولاياتالمتحدة إلى جانب اليمن ووحدته وأمه واستقراره، مشيراً إلى أن أمن اليمن أمر حيوي لأمن الولاياتالمتحدة والمنطقة وان أمريكا سوف تتبنى مبادرة لمساعدة اليمن والوقوف إلى جانبها لمواجهة التحديات التنموية ودعم جهود الإصلاحات من خلال الولاياتالمتحدة وصندوق النقد والبنك الدولي والدول المانحة ودول مجلس التعاون الخليجي" وخلال لقاء الرئيس صالح بمساعد الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن ومكافحة الإرهاب، قالت وكالة سبأ أن الأخير أشاد بجهود اليمن في مجال مكافحة الإرهاب. مؤكداً حرص أمريكا على تعزيز علاقتها وشراكتها مع اليمن ودعم جهوده في مجال التنمية ومكافحة الإرهاب. منوهاً بتوجهات الحكومة اليمنية نحو الإصلاحات من خلال الأولويات العشر التي تضمنتها رسالة رئيس الجمهورية إلى الحكومة. حضر المقابلة نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية الدكتور رشاد العليمي، ومدير مكتب رئاسة الجمهورية رئيس جهاز الأمن القومي علي محمد الأنسي، ورئيس الجهاز المركزي للأمن السياسي اللواء غالب مطهر القمش، وأمين عام الرئاسة عبدالله حسين البشيري، وسفير الولاياتالمتحدةالأمريكيةبصنعاء ستفين شاس.
وكانت حكومة الولاياتالمتحدةالأمريكية أقرت بمسؤولية الحكومة اليمنية في الدفاع عن أراضيها ضد ما وصفته بالتمرد المسلح، وحثتها على القيام بهذه المسؤولية بطريقةٍ من شأنها تقليل المخاطر على المدنين غير المقاتلين. وجددت السفارة الأمريكيةبصنعاء في بيان أصدرته نهاية أغسطس وحصل المصدر أونلاين على نسخة منه دعوتها لطرفي النزاع ضمان أمن عمال الإغاثة المحليين والدوليين في المنطقة، وكذا تأمين العبور الآمن لإمدادات الإغاثة الطارئة إلى المخيمات التي تأوي النازحين كما أعلنت عن تقديمها مساعدات غذائية بقيمة 2.5 مليون دولار للنازحين في محافظة صعدة، شمال اليمن. وذلك استجابة للاحتياجات الإنسانية الملحة للمدنيين جراء تجدد الصراع العسكري هناك.
واشارت السفارة الأمريكية إلى أن تلك المساعدات سُتقدم من خلال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وبرنامج الغذاء من أجل السلام التابعة للوكالة الأمريكية، وتشمل هذه المساعدات 3,440 طن متري من القمح و460 طن متري من الفاصوليا والتي تكفي لإطعام 100,000 نازح لمدة شهرين ونصف. وتوقعت أن تصل أول شحنة من القمح إلى اليمن في المستقبل القريب.