نقلت صحيفة البيان الإماراتية عن مصادر سياسية يمنية قولها إن هناك مشاورات بين الأطراف السياسية لإجراء تعديلات جوهرية على المبادرة الخليجية تتضمن تمديد الفترة الانتقالية إلى عامين يقودها عبدربه منصور هادي إضافة على حكومة وحدة وطنية تشكلها المعارضة. ونقلت الصحيفة في نسختها الصادرة اليوم السبت عن المصادر التي طلبت عدم المكشف عن هويتها ان التعديلات المقترحة «سوف تضمن في الآلية التنفيذية التي سيتم التوافق عليها بين الأحزاب والتي تنص على ان تكون هناك فترة انتقالية يتولى مهمة ادارتها القائم بأعمال رئيس الجمهورية ويتم خلال هذه الفترة انجاز تعديلات دستورية وقانونية تؤدي في النهاية الى اجراء انتخاب رئيس جديد للبلاد واجراء انتخابات برلمانية جديدة». وأضافت المصادر أنه «تم مناقشة المقترحات الجديدة مع مساعد وزير الخارجية الاميركي جفري فلتمان ومع الجانب الخليجي، حيث أبدت الأطراف دعمها لأي تعديلات على المبادرة الخليجية تتفق عليها السلطة والمعارضة في اليمن». لكن المصادر لم توضح ما اذا كان الرئيس علي عبد الله صالح سيبقى في منصبه بدون صلاحيات بعد ان ينقلها الى نائبه ام ان الطرفين سيلجان الى تطبيق المادة 116 من الدستور والتي تنص على انه «في حال عجز الرئيس عن ممارسة سلطاته تنقل هذه السلطات مباشرة الى نائبه». وتوقعت المصادر ذاتها ان «يتم الانتهاء من الاتفاق على الصيغة المعدلة الاسبوع الجاري، حيث تواجه معضلة تتمثل في اشتراط المعارضة نقل السلطة أولا الى نائب الرئيس قبل التوقيع على الآلية التنفيذية للمبادرة، فيما يقترح الحزب الحاكم التوقيع على الآلية باعتبارها اداة تنفيذية لاتمام انتقال السلطة».
وقالت المصادر، بحسب البيان، ان «رسالة التفويض التي حملها وزير الخارجية ابو بكر القربي من صالح عند لقائه به في المستشفى العسكري بالرياض تمنح هادي سلطة التوقيع على الاتفاق الجديد مع المعارضة واستنادا الى المبادرة الخليجية وبيان مجلس الامن الدولي الخاص بالوضع في اليمن».
وكان رئيس لجنة الحوار التابعة للمعارضة محمد سالم باسندوه قال انه تلقى اتصالا هاتفيا من الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني بحثا خلاله في الجهود التي يبذلها المجلس في سبيل حل الازمة اليمنية وتنفيذ المبادرة الخليجية. وقال انه ابلغ الزياني بتمسك المعارضة بخيار انتقال السطة اولا الى نائب الرئيس ومن ثم التوقيع على آلية تنفيذ المبادرة.
في هذه الأثناء، كشف معارض يمني بأن أحزاب المعارضة «اللقاء المشترك» ستلتئم اليوم السبت لبحث تشكيل مجلس انتقالي دعا له شباب الثورة اليمنية وسيتم الإعلان عن تشكيله بأقرب فرصة استجابة لضغوط الثوار في 18 محافظة يمنية. وقال عضو المجلس الأعلى للقاء المشترك حسن زيد ان «المعارضة لم تكن أبدا مع رفض تشكيل المجلس، إلا أنها حاولت أن تعطي المبادرة الخليجية الفرصة لحل الأزمة لكنها قررت تسليم الراية الآن لشباب الثورة الذين دعوا لتشكيل المجلس». وتوقع زيد أن يضم المجلس «كل القوى السياسية باليمن من حراك جنوبي وحوثيين ومعارضة الخارج، إضافة الى كل الأطراف الفاعلين على الساحة اليمنية لكي يحظى بإجماع عام».